حاوره صلاح سرميني: كانت فكرةٌ قديمة، إجراء حواراتٍ مع نقاد السينما العرب، صُناع الثقافة السينمائية العربية، ولكن، كيف بالإمكان الحوار معهم عندما يكون المُحاور نفسه مُتورّطاً في نفس المهنة ؟، وماهي الأهداف المرجوّة منها ؟، وهل يمكن تحقيقها عملياً ؟،…والكثير من الأسئلة التي دارت، وتدور في ذهني، وحالت دون إنجازها في وقتٍ سابق.
أعرف، بأنّ أيّ ناقدٍ يمتلك القدرة، والوسيلة الإعلامية كي يكتب ما يشاء، لأنّ طبيعة مهنته تعتمد في جوهرها على التوّجه إلى القارئ عن طريق الكتابة، أو القول، وأضيف أيضاً، نشاطه المنهجيّ للتعريف بالسينما، ولكن، فعلياً، وعملياً، أتخيل بأنّ الناقد، ومهما كان إنغلاقه، أو إنفتاحه، لا يكتب، أو يقول كلّ شيئ، هناك دائماً خواطر، وأفكاراً يحتفظ بها لنفسه على الرغم من الحريات المُنضبطة، أو المُنفلتة التي سمحت بها وسائل التواصل الإجتماعية، المواقع، والمُدوّنات الشخصية.
ومن هذه الملاحظة، إنطلقت رغبتي في محاولة فتح أبواب، ونوافذ الغرف السرّية للناقد العربي، وإكتشاف بعض ما تُخبئه من كلماتٍ لم يكتبها بعد، أو يخشى كتابتها.
الهدف، كما سوف يتبين لنا تدريجياً، إثارة الجدل، وحتى المُناظرات الفكرية النقدية، ورُبما المعارك البنّاءة، أو الهدّامة، لا فرق..
***
* نزار شهيد فدعم، أعرفكَ مخرجاً سينمائياً، وتلفزيونياً، وتمتلك تجربة طويلة، وزاخرة في سلطنة عمان، والعراق، ولكنني اكتشفتُ مؤخراً بأنك تكتب عن السينما، هل يمكن التوفيق بين الإخراج، والنقد؟
* الإخراج مجالي الإبداعي من خلال العالم الذي أصنعه، وأتحكم به أيام التصوير بنسبة 100%، ونسبة أقلّ في المونتاج، وكان هو اختياري بعد أن أسّست نفسي ثقافياً بشكلٍ جيد.
عندما كنتُ طالباً في الثانوية، تعاونتُ مع مجلة عراقية إسمها ‘صوت الطلبة’ بدرجة كاتب تحقيقات، وكان يديرها كتاب كبار مثل : د.صباح ياسين، سامي الموصلي، سمير خيري، سعد البزاز، رضا الأعرجي، ونصر محمد راغب، …كنت أصغرهم عمراً، تجربة، ومعرفة، وأكتب عن مواضيع تخصّ الإشتراكية الواقعية في الأدب، وغيرها عندما كانت تسنح لي الفرصة، وأقرأ بشكلٍ جيد، ومنتظم، يعني، منذ البداية، كانت الكتابة هاجسي، وفيما بعد أصبح الإخراج عشقي، وحرفتي، سرقتني الصورة، وكانت أفلام الكابوي سلوتي، بعد ذلك تطوّرت مشاهداتي، وبدأت أشاهد افلاماً مثل ‘ساكو، وفانزيتي’، و’زد’ ..وغيرها من الأفلام الجادّة، لكن إلتحاقي بمعهد السينما في القاهرة فتح عينيّ على عالم السينما الحقيقي الرائع، وولد عندي عيناً ناقدة تنتمي إلى أفلام الإنسانية، والجماهير.
بعد سنواتٍ من تخرجي، وجدت نفسي جندياً في الجيش العراقي مركوناً في إحدى الوحدات العسكرية، قررت الإستفادة من وقتي بالكتابة عن السينما، أيّ رجعت إلى الكتابة التي تركتها، ومنذ بداية الثمانينيّات، بدأت أكتب، وأنشر في أكبر مجلة آنذاك، ‘فنون’ وكان ‘محمد الجزائري’ رئيس التحرير الذي عرض علي العمل كمحرر متفرغ، وإعتذرت، وكان العرض مغرياً مادياً حسب الشهادة التي أحملها، 36 دينار، بالإضافة إلى مخصصات المعيشة، وتوابعها، وكتبت أيضاً في جريدة ‘الجمهورية’، و’القادسية’، وهما من أهم صحف العراق آنذاك، لكن بشكلٍ متقطع، يعني، عندما كنت أجد عملاً سينمائياً، أو تلفزيونياً، أنقطع عن الكتابة لفترة سنوات، وعندما تمتدّ إجازتي الإجبارية في مجال الصورة السينمائية، أو التلفزيونية، ومع زيادة مشاهدات الأفلام، والقراءة، أستثمر طاقتي في الكتابة، وأعتبر نفسي هاوياً، ولست ناقداً متفرغاً، وهذا يعفيني من الإنحياز لسياسة مؤسسة، أو جهة، أو شخصاً ما، أنحاز للعمل السينمائي، ومهتني كمخرج منحتني مصداقية في تحديد نقاط القوة، والضعف في الفيلم السينمائي بفضل معرفتي بظروف صناعة الفيلم، واللغة السينمائية التي تمّ توظيفها، وإمكانية المخرج، ولكني، أولاً، وأخيراً، مخرج، ولم يحن الوقت بعد كي أتفرغ للنقد السينمائي.
* لقد أشرتَ إلى إهتمامكَ في مرحلة مبكرة بأفلام الكابوي، ومن ثم تطوّرت مشاهداتكَ إلى الأفلام السياسية المباشرة، وغيرها من الأفلام الجادة (وكأنّ أفلام الكاوبوي ليست أفلاماً جادة)، وبدأت تميل إلى أفلام الإنسانية، والجماهير ـ على حدّ قولك ـ، ، وأجد هذا التحوّل نوع من تبسيط العلاقة بين الناقد السينمائي العربي، والسينما، وحتى قصوراً في دوره، على سبيل المثال، لا أجد ناقداً عربياً متخصصاً في نوع سينمائيٍّ معين، وحتى ألاحظ تعالياً يصل إلى حدّ إحتقار بعض الأنواع، والسينمات، مثل : الأفلام الجماهيرية، أفلام الرعب، الكاوبوي، السينما الهندية، السينما التجريبية….
* في بداية الستينيّات، كانت هناك دار عرض قريبة من بيتنا بمنطقة الصالحية، تعرض أفلام كاوبوي، وكنت طفلاً أذهب، وأستمتع بمشاهدتها، والتفاعل مع الأحداث، وعندما أكون حزيناً كنت أذهب إلى هذه السينما أشاهد الفيلم حتى لو شاهدته في الصباح، أو في اليوم السابق، وبعد ذلك بدأت أشاهد الأفلام الهندية، وعندما أصبحت شاباً، توجهتُ نحو الأدب الإشتراكي، والإنساني، في تلك الفترة، قرأت، وبشكلٍ مكثف: غوركي، تورجينوف، تولستوي، دوستوفسكي، هيرمان هيسه، بول فاليري، ريلكة، كافكا، غوغول، بوريس باسترناك، ستيفان زفايج، كازانتزاكي، فرجينيا وولف، أنا أخماتوف، نجيب محفوظ، بدر شاكرالسياب، إحسان عبد القدوس، صلاح عبد الصبور، الجواهري،…ولم أميل إلى قراءة الأدب الأمريكي، ولم تستهويني كتابات الكتاب الأمريكان، ولكن، فيما بعد، أصبحت معجباً بالأفلام الأمريكية، في تلك الفترة، قرأت في التاريخ، الإقتصاد، الفلسفة، الفن، الأدب، والشعر،… كنت ماكينة قراءة، أريد أن أغرف من كلّ مناهل المعرفة، والعلم، لذلك عندما نما وعييّ، أصبحت إختياراتي الفكرية، والفنية مختلفة، وفي إجابتي السابقة كنت أحكي عن بداية علاقتي بالصورة التي إرتبطت بذكريات أفلام الكابويّ في طفولتي.
أما عن الشق الثاني من السؤال، النقد السينمائي وافدٌ جديد على ثقافتنا، في العراق، وقبل ثلاثين عاماً، كان لا يتجاوز عدد الذين يكتبون النقد السينمائي أصابع اليد الواحدة، وعدد الذين يمتلكون معرفة علمية منهجية بهذا الفن لا يزيد عن واحدٍ في أحسن الأحوال، فقد كانوا إما مترجمين، أو كتاباً فاشلين في القصة، أو الشعر، أو الرواية، الآن، تغيرت المسألة، ولكن لا يوجد هذه التخصصات التي تتحدث عنها، الآن، هناك سينمات أوروبية، آسيوية، هندية، وسينمات المنظومة الاشتراكية السابقة، وسينمات العالم الثالث، وهناك أفلام رعب، أكشن، إجتماعية، سياسية، رومانسية،… لكن الناقد واحد يكتب عن كلّ هذه السينمات، والأفلام، لأنّ النقد لم يتطور، ولم يدخل في تفاصيل ثقافات، وتاريخ، وفنون هذه الشعوب، ….
* أتذكر، عندما كنا طلبة في المعهد العالي للسينما بالقاهرة، كنتَ تستشهد بكتابات نقاد سينما، وباحثين، وفي إحدى المرات، قلتَ لي، بأنكَ تخترع تلك الأسماء من خيالك كي تُحرج الأساتذة.
* نعم، كنتُ أفعلها أكثر من مرة، ومع أساتذه محددين بسبب عوامل، ومنها، على سبيل المثال، كنتُ أقرأ، وأشاهد كثيراً، وأتابع تطور السينما العالمية من مصادر مختلفة، ومن أساتذة المعهد الذين كانوا في مراتٍ كثيرة يأخذونا معهم إلى المراكز الثقافية الأجنبية، وجمعيات، ونوادي السينما، مثل ‘د. مدكور ثابت’، و’عطيات الأبنودي’ التي كانت تأخذنا إلى بيتها، نستعرض عن طريق آلة المونتاج التي تمتلكها لقطاتٍ من أفلامها، وأستاذ السيناريو ‘أحمد عبد السلام’، ولا أنسى الأستاذ الذي درّسنا مادة علم النفس، وفتح أذهاننا على تطبيقاتٍ رائعة في الرواية، والسينما، وكان يختار نماذج من أفلام مصرية، وعالمية، ô.بالإضافة طبعاً إلى متابعتي لنادي السينما، وجمعية النقاد، ومكتبة الأكاديمية، والمعهد، والحياة الثقافية المصرية الزاخرة، كلّ هذا منحني معرفة متدفقة، ومشاكسة، كان البعض من زملائنا يمتلك خلفية فكرية، ثقافية، وسياسية قادرة على التحليل، والإستنباط، لذلك، الأساتذة الذين توقفت مسيرتهم العلمية عند حدٍ معين من الإطلاع، والمعرفة، ولم يواكبوا الأفكار، والمدارس، والمناهج الجديدة في السينما، والبعض ممن إعتمد على نجوميته في تمضية زمن المحاضرات بمواضيع كشفت مستواهم الفكري المتواضع، كنا نواجههم بروح المُشاكسة، والتمرد، ونحرجهم بأسئلتنا، أو حواراتنا التي تستند على مقولاتٍ في الأدب، الفن، السياسة، والسينما لم تتح لهم فرصة الإطلاع عليها، أو لم يجتهدوا من أجل الحصول عليها، وكنا في بعض الأحيان، أثناء المناقشة، أو الحوار، وفي حالة إحراجنا، نستعين بمقولاتٍ من وحيّ معرفتنا، وننسبها إلى فنانين، أدباء، علماء، وسينمائيين، ولكن، أعترف بأنها لم تكن حالة صحية، ونزيهة.
وبالمناسبة، أتذكر موقفاً محرجاً حدث معي عام 1979 في الإمتحان النهائي مع ‘د. منى جبر’ التي طلبت مني كتابة بحث، وكنت أعرف مستواها الثقافي، لذلك عندما كنا نكتب لها بحثاً في السينما يمكن تمرير الكثير من المعلومات غير الدقيقة، وكان موقفي ذاك احتجاجاً عليها، حيث كنت أتضايق من نجوميتها، ومن بعض الطلبة الذي كانوا يقدمون لها الولاء بشكلٍ يستفزني، في تلك السنة لم تقدم لنا سوى محاضراتٍ معدودة، فقررت أن أكتب لها بحثاً، وأشير إلى بعض المصادر المُفبركة من عندي، ولم أسكت، بل تماديت، وأخبرت بعض الزملاء، ووصلني الخبر بأن هناك من أخبرها بفعلتي، وخلال الامتحان عن البحث الذي قدمته، كانت هناك لجنة، وحالما وصلت ‘د.منى’ قالت لي :
* إنت جايب مصطلحات، ومصادر من عندك …
وتركتني، وغادرت، وبقيت مع أحد أعضاء اللجنة نتناقش، وكان طيباً، ورحت أستعرض أفكاراً، ومصادر، وهو يقول لي : أين هي ؟ وأنا أردّ بخبث : لم يخبرني أحدٌ كي أجلبها معي، وهي موجودة، ولكنها غير متوفرة عندكم،…كنت مسروراً بذاك التحدي، وكانت النتيجة، بأنني نجحت بدرجةٍ صغرى، كانت نزوة دفعت ثمنها، وبعدها تعلمت معنى التواضع.
* أتذكر بأنّ أحد الطلبة وقع في حب ‘د. منى’، كما أتذكر أيضاً، بأنك كنتَ حاداً في علاقتك مع أساتذة المعهد، وفي إحدى المرات تجسّدت تلك الحدة بشكلٍ واضح مع الفنان ‘محمود مرسي’، كنت تناقشه بعنف، وفي لحظةٍ ما قلتَ له (أنتَ)، وعندما نبهكَ، رفضتَ أن تقول له (حضرتك)، وأكملتً، بأنك لا تقولها حتى لأبيك..
* لا أتذكر تلك الحادثة، لأنني كنت أحترم كثيراً الفنان الراحل، الأستاذ، والتربويّ ‘محمود مرسي’، كان إنساناً، ومعلماً، تمتزج فيه القيم، والسلوكيات، بينما كان البعض يُسوّق مبادئ، وأفكاراً، وقيماً عليا عن الصدق، الأمانة، والمعاملة، وكانت سلوكياته عكس ذلك تماماً.
تفسيري لتلك الحادثة، رُبما إاتراضي على كلّ سلطة تحاول فرض إرادتها عليّ، وهذه نزعة ترافقني حتى اليوم، وخسارتي فيها كبيرة، ولكن، الآن، ورُبما بسبب النضج، والتجربة، بدأت ألتف على الآخر لتمرير أفكاري بطريقةٍ ملتوية، وغير مباشرة.
* في معهد السينما بالقاهرة، كان يتمّ إمتحان الطلبة العرب شكلياً، حيث كان الأساتذة يعرفون مسبقاً مستواهم ؟
* في منتصف السبعينيّات كان معهد السينما، وبعد امتحان صعب، يقبل حوالي عشرين طالباً في كلّ التخصصات : سيناريو، إخراج، تصوير، ديكور، صوت، ..، ومنهم بعض الزملاء الذين أكملوا دراساتٍ في تخصصاتٍ أخرى (صيدلة، إعلام، علم نفس،…)، كانت تجربتي مختلفة، عندما وصلت إلى القاهرة كان موعد الإمتحان قد إنتهى، فذهبت إلى عميد الأكاديمية وقتذاك ‘د.رشاد رشدي’، وشرحت له بأنني تركت دراستي في تركيا من أجل الإلتحاق بالمعهد، إقتنع بالأمر، وأجريت الامتحان، ورسبت، كانت الأسئلة محلية مصرية، تصورت بأن يسألوني عن المتنبي، أبو تمام، الجواهري، السياب، أدونيس، وشعراء الموجة الجديدة، إضافة إلى ذلك، كانت أسئلة الإختصاص في السينما لا يعرفها إلا المختص، مثل ماهية الألوان الحارة، والباردة، كنا نعرف السينما حكاية، وممثلين يتحركون، وليس تفاصيل تقنية بحتة، ذهبت مرة أخرى إلى ‘د. رشاد رشدي’، وإعترضت على النتيجة، إستمع لي، وانأ أتكلم بحرقة، ورغبة بدخول عالم السينما، وقلت له بأنني جئت كي أتعلم عندكم، لا يوجد في العراق إمكانية لدراسة السينما، ضحك، وقال معك حق، ولكن ما حصل بعد ذلك، بدأ المعهد يقبل بعض الطلبة الخليجيين بدون إمتحان، حيث كانت سفارات بلادهم تتوّسط لهم، وهم يجدونها فرصة للراحة في مصر، حتى أنهم لم يتأثروا بسنوات الرسوب، إحتاج طالب سعودي إلى ثماني سنوات كي يتخرج من المعهد، بينما كان الطلبة القادمون من سوريا، الأردن، والعراق يدرسون بجديةٍ، وحرقة، لأن الدراسة على نفقتهم، كنا نركض خلف المعلومة سنواتٍ من أجل الحصول عليها، ونواجه مسؤولية أخلاقية أمام عائلاتنا التي كانت توفر لنا بصعوبة تكاليف دراستنا، ومعيشتنا، وأيضاً أمام أنفسنا، لأننا كنا نحلم بتغيير واقع السينما الوطنية، والعربية.
* أتصوّر بأنك تحايلتَ على ‘د. رشاد رشدي’ رئيس أكاديمية الفنون وقتذاك ـ في حكاية تركك الدراسة بتركيا، تماماً كما فعلت لاحقاً مع الأساتذة الآخرين في موضوع المصادر، والمراجع الوهمية، وتباهيك بها كي تثبت موسوعيتك المُبكرة، .. ومن ثمّ، هل حققتَ حلمك في تغيير واقع السينما العراقية، والعربية؟
ـ صدقني لم أتحايل، قلتُ له الحقيقة، كانت ظروف تركيا السياسية المضطربة عاملاً مساعداً على تركي الدراسة فيها، ولكني كنت صادقاً مع ‘د.رشاد رشدي’.
فيما يتعلق بحلمنا بتغيير واقع السينما العراقية، والعربية، كنا واهمين، ونتصوّر أنفسنا أكبر من قاماتنا الحقيقية، لا واقع السينما العراقية تغير، ولا السينما العربية قفزت القفزة التي كنا نحلم بها، حتى اليوم نصارع، ونركض، ونلهث كي نثبت ذواتنا، والمسيرة طويلة، لأنها متعلقة بأمةٍ ينخرها الفساد، الخراب، الدمار، الشقاق، والنفاق، ..أمة تأكل أبناءها إذا جاعت.
* نزار، سوف نترك الماضي قليلاً، لو كنتَ في لجنة تحكيم، وتوّجب عليك منح جائزةَ لناقدٍ سينمائيّ عربيّ، من هو، وماهي مبرراتكَ ؟.
* بدون مبررات، أرشح سمير فريد، محمد رضا، كمال رمزي، وعلي أبو شادي.
* سوف ألتفّ على السؤال كما تفعل، دعنا نفترض بأن أحد المهرجانات العربية إعتمد جائزةً سنويةً لناقدٍ عربي، ماهي المواصفات التي يجب على إدارة المهرجان، أو لجنة التحكيم أخذها بعين الإعتبار لمنح هذه الجائزة إلى هذا الناقد، أو غيره؟
* مدى موضوعية الكتابة، تحليلاً، وبحثاً، يجب أن يكون الناقد طليعياً في نقده، ورؤيته، متابعاً لحركة الكون، وتطور الفن السينمائي، مؤمناً بالإنسان كقيمةٍ عليا كي تكون كتاباته في صف الإنسانية، مثلما هناك أفلام إباحية، وأخرى تافهة الغرض منها تخدير الناس، وتنويمهم عن قضاياهم الملحة، هناك نقدٌ تافه، وفج، وزائف يهدف إلى توجيه الناس لمشاهدة هذه الأفلام، والناقد الحقيقي يوجه القارئ إلى مناطق القوة في الفيلم، والمناطق المظللة، صاحب رؤيا نافذة، ويقود الحركة السينمائية إلى مواقع متقدمة، ويشرح لنا لماذا هذا الفيلم ناجح، أو فاشل من خلال تحليل صوري، فكري، وتقني، ويأخذ بيد المخرجين الذين يجد في أعمالهم نقطة ضوء ساطعة، ويقدمهم للناس.
” في بداية الستينيّات، كانت هناك دار عرض قريبة من بيتنا بمنطقة الصالحية، تعرض أفلام كاوبوي، وكنت طفلاً أذهب، وأستمتع بمشاهدتها، والتفاعل مع الأحداث ” ….هنا تطرقتم الى الدور الذي تلعبه نوادي سينما الطفل لتربية اطفالنا على الحس و الذوق السينمائي و الذي يربي فيهم حب السينما و النقد و ما احوجنا لرجوعها نظرا للدور التنشيطي و التربوي الذي لعبته …تحياتي لكم سيدي الكريم عرفناكم كمخرج ناجح و كاتب جريء بالتوفيق
” في بداية الستينيّات، كانت هناك دار عرض قريبة من بيتنا بمنطقة الصالحية، تعرض أفلام كاوبوي، وكنت طفلاً أذهب، وأستمتع بمشاهدتها، والتفاعل مع الأحداث ” ….هنا تطرقتم الى الدور الذي تلعبه نوادي سينما الطفل لتربية اطفالنا على الحس و الذوق السينمائي و الذي يربي فيهم حب السينما و النقد و ما احوجنا لرجوعها نظرا للدور التنشيطي و التربوي الذي لعبته …تحياتي لكم سيدي الكريم عرفناكم كمخرج ناجح و كاتب جريء بالتوفيق