نيويورك 30 – رويترز: أظهرت رسائل بريد إلكتروني داخلية تخص وزارة الطاقة الأمريكية ووثائق شحن تم الإطِّلاع عليها أن ثلاث شركات كانت قد اشترت النفط الخام العام الماضي من مخزونات الطوارئ الأمريكية أثارت مخاوف بشأن مستويات خطيرة من الكيماويات السامة في تلك الشحنات.
ومن شأن وجود مشكلات في جودة الخام أن يجعل الاحتياطي البترولي الإستراتيجي الأمريكي أقل فائدة في حالات الطوارئ، نظرا لأن شركات التكرير ستكون بحاجة لإنفاق المزيد من المال والوقت في إزالة التلوث قبل إنتاج الوقود. والاحتياطي الأمريكي هو أكبر مخزون حكومي في العالم، ويبلغ حاليا 665 مليون برميل.
ويوجد عنصر كبريتيد الهيدروجين بشكل طبيعي في النفط الخام والغاز الطبيعي، لكن منتجي النفط عادة ما يقومون بتنقية مثل تلك المنتجات قبل تسليم الشحنات إلى المشترين.
والمستويات المرتفعة من كبريتيد الهيدروجين من الممكن أن تؤدي إلى تآكل مكونات المصافي وخطوط الأنابيب، وقد يشكل مادة قاتلة للبشر في صورته الغازية.
وتُبقي السلطات في جميع الدول الكبرى المستهلكة احتياطيا نفطيا من أجل ضمان عدم نفاد الخام اللازم للتكرير وإنتاج الوقود، إذا ما حدثت كارثة طبيعية أو اندلعت حرب وأدت إلى تعطل الإمدادات العالمية. وأسست الولايات المتحدة احتياطياتها النفطية عام 1975 بعد حظر نفطي عربي.
وتشرف وزارة الطاقة الأمريكية على الاحتياطي وتبيع بصورة دورية بعضا من نفطها الاحتياطي عندما لا تكون هناك حالة طوارئ، كما فعلت في حالة تلك المبيعات التي أثارت مخاوف بشأن التلوث.
وامتنعت المتحدثة باسم الوزارة شايلين هاينز عن التعليق بشأن شكاوى التلوث التي تم كشف النقاب عنها.
والشركات الثلاث التي أثارت المخاوف بشأن المستويات المرتفعة لكبريتيد الهيدروجين هي «رويال داتش شل» وبنك «ماكواري غروب الاسترالي) و»بتروتشاينا إنترناشيونال أمريكا»، الذراع التجارية لشركة الطاقة الحكومية «بتروتشاينا»، وفقا لوثائق شحن ورسائل بريد إلكتروني قدمتها وزارة الطاقة، ردا على طلب للسجلات العامة ومسؤول في الوزارة طلب عدم نشر اسمه.
ووفقا لمسؤول الوزارة، فإن الوزارة تحملت مسؤولية تنقية الشحنة الموردة إلى «بتروتشاينا» من خلال إضافة مواد لها، بعدما توصلت في مايو/أيار من العام الماضي إلى أن مستويات كبريتيد الهيدروجين مرتفعة جدا. وقال المسؤول ان الوزارة تجادل بشأن الاختبارات التي تظهر أن المستويات مرتفعة جدا في شحنتين أخريين.
والشركات الثلاث جميعا اشترت شحنات من النفط المخزن تحت الأرض في مكمن في ولاية تكساس العام الماضي.
وفي مارسLآذار، اشتكت «شل» لوزارة الطاقة بعد أن وجدت مستويات مرتفعة من كبريتيد الهيدروجين في شحنة اشترتها الشركة ضمن صفقة حجمها 6.2 مليون برميل من الحكومة الأمريكية في يناير/كانون الثاني، حسب ما جاء في رسائل بريد إلكتروني قدمتها الوزارة ردا على طلب للإطلاع على سجلات عامة.
وامتنعت «شل» عن التعليق على شكواها للحكومة.
وذكرت رسائل البريد الإلكتروني الصادرة عن شركة النفط أن عينة الاختبار الأولية أظهرت مستويات من غاز كبريتيد الهيدروجين أقل من خمسة أجزاء من المليون. لكن اختبارا في وقت لاحق أجرته «شل»، بعدما شحنت الخام بحرا إلى مكان آخر في الولايات المتحدة، أظهر مستوى لكبريتيد الهيدروجين يصل إلى 600 جزء في المليون، وذلك وفقا لرسائل شل عبر البريد الإلكتروني إلى الوزارة.
وحسب إدارة الصحة والسلامة المهنية الأمريكية، قد يتسبب التعرض لأبخرة تحتوي على ما يتراوح بين 500 و700 جزء في المليون من كبريتيد الهيدروجين في دخول الشخص في إغماءة خلال خمس دقائق ووفاته خلال ساعة.
في نوفمبر/تشرين الثاني، اشتر «بنك ماكواري غروب» الشحنة الثالثة من احتياطي البترول الاستراتيجي الأمريكي وباعها إلى «بتروتشاينا» وفقا لوثائق شحن تم الإطِّلاع عليها.
واختبرت شركة متخصصة إسمها «إنسبكتوريت» عينة من الشحنة التي اشتراها بنك «ماكواري» ووجدت مستويات من كبريتيد الهيدروجين تصل إلى تسعة آلاف جزء في المليون.
وامتنعت «إنسبكتوريت» عن التعقيب وأحالت أسئلة إلى وزارة الطاقة. وامتنع «ماكواري» عن التعليق.
وحسب وثائق الشحن، فإنه بعد الاختبار الذي أجرته «إنسبكتوريت» رفضت الشركة المشغلة لمرفأ الشحن السماح للعاملين بإجراء المزيد من الاختبارات خشية مخالفة تعليمات الأمان.
ولم يتضح ما إذا كانت «بتروتشاينا» أو»ماكواري» قد أزالا ما في الشحنة من تلوث. وحسب بيانات الشحن لدى تومسون رويترز، فإن «بتروتشاينا» نقلت الشحنة إلى الصين حيث وصلت في 18 يناير/كانون الثاني الماضي.