الكويت: الشيخ سعد يقرر التنحي في تسوية عائلية باللحظة الاخيرة
رسالة من الأمير الراحل توصي بالخلافة لصباح الأحمدالكويت: الشيخ سعد يقرر التنحي في تسوية عائلية باللحظة الاخيرةلندن ـ الكويت ـ القدس العربي :علمت القدس العربي ان الشيخ سعد العبد الله امير الكويت قرر التنحي من مهامه الدستورية كأمير للبلاد بعد ان تم التوصل الي تسوية في اللحظة الاخيرة اثناء اجتماعات سرية مكثفة لرموز الاسرة الحاكمة لتجاوز الازمة الدستورية والحفاظ علي وحدة العائلة واستقرار البلاد.وتقضي التسوية بتولي الشيخ صباح الاحمد الامارة واختيار ولي العهد من جناح السالم، يعتقد انه قد يكون رئيس الحرس الوطني الشيخ سالم العلي أو محمد الصباح وزير الخارجية.وقد زار الشيخ صباح الاحمد الشيخ سالم العلي الصباح زعيم جناح السالم في منزله وجري الاتفاق علي ترتيبات الحكم بعد تنحي الشيخ سعد. وما زالت تفاصيل هذا الاتفاق غيرمعروفة حتي الان.وكان من المقرر ان يعقد مجلس الأمة الكويتي جلسة سرية مغلقة اليوم لبحث أزمة الخلافة التي تهدد باحداث انقسامات كبيرة يمكن ان تضعف حكم آل الصباح، وتغرق البلاد في حالة من عدم الاستقرار السياسي وربما الأمني.وكان جناح السالم يريد من المجلس تمكين الأمير سعد العبد الله من اداء القسم القانوني، بينما يسعي جناح الجابر الذي يتزعمه الشيخ صباح الأحمد رئيس الوزراء لأن يقوم المجلس بتنحية الأمير بسبب عجزه، بينما بدأ صبر اعضاء البرلمان ينفد، وهددت مجموعة منهم بالمقاطعة.وكان من المتوقع ان تبلغ المعركة ذروتها في اجتماع مجلس الأمة اليوم. فالشيخ صباح قد يلجأ الي مطالبة وزراء حكومته وبعض النواب المقربين منه الي التغيب عن الحضور حتي لا يكون هناك نصاب قانوني لاجتماع المجلس. بينما يلوح المقربون من الشيخ سعد وجناحه، بان الأمير قد يلجأ الي حل مجلس الوزراء، وحل البرلمان، وتعيين ولي عهد ورئيس جديد للوزراء، فالدستور يمنحه هذه الصلاحية.مجلس الوزراء اصدر امس وثيقة قالت ثبت ان امير البلاد فقد قدرته الصحية علي ممارسة صلاحياته الدستورية ، وتردد ان هذه الوثيقة معززة بالتقارير الصحية التي وضعها الفريق الطبي المشرف علي علاج الأمير الشيخ سعد.ورفض مجلس الأمة طلبا من الأمير بتقديم جلسة اجتماعه الي مساء امس الاثنين بدلا من الثلاثاء، وقوبل الطلب بالرفض لأن الدعوات صدرت للنواب بعقد الجلسة الثلاثاء، ولا يوجد وقت كاف لاستدعاء النواب بالسرعة المطلوبة لتقديم الموعد.جهود نواب مجلس الأمة لتطويق الأزمة استمرت حتي ساعة متأخرة من مساء امس، وتركزت صيغة التسوية التي يطرحونها علي اساس ان يتمكن الشيخ سعد من اداء القسم القانوني ثم يتنازل عن الحكم للشيخ صباح الأحمد.ويري مراقبون في الكويت ان الاصرار علي عقد جلسة مغلقة للبرلمان راجع الي رغبة جناح السالم بعدم رؤية الشعب له وهو في حالة صحية لا تؤهله للحديث او الحركة، وهو لم يقابل احداً وجهاً لوجه من غير الدائرة الضيقة المحيطة به منذ اربع سنوات. ولذلك يشكك جناح الجابر في الرسالة التي قيل ان الشيخ سعد بعث بها الي مجلس الأمة لعقد جلسة مغلقة لتمكينه من اداء القسم، فالرجل لا يستطيع النطق او الكتابة او القراءة.وتتحدث اوساط جناح الجابر عن وجود رسالة سرية تركها الأمير الراحل جابر الاحمد يوصي فيها بتعيين الشيخ صباح الاحمد اميرا للبلاد بعد وفاته.وتنحصر مشكلة جناح الجابر مثلما يقول مراقبون للشأن الكويتي في عدم وجود شخصيات قوية يمكن ان تنافس بقوة في الحكم وتتولي مناصب هامة. فالشخص الأبرز في هذا الجناح هو الشيخ محمد الصباح وزير الخارجية، فهو خريج جامعة هارفارد الامريكية، ومقبول عربيا ودوليا، ولكن مشكلته انه متحضر اكثر من اللازم ويوصف في اوساط الكويتيين بانه مستشرق لا يجلس في الديوانيات، ولا يختلط بشيوخ العشائر ولا توجد في بيته ديوانية خاصة به، وهو في الوقت نفسه من المؤيدين للشيخ صباح الأحمد وزوج ابنته ويعتقد انه اذا تولي الأخير منصب الأمير سيعينه وليا للعهد. (تفاصيل ص2)