عمان ـ «القدس العربي» : الصورة في ساعة متأخرة مساء أمس الأول الثلاثاء بدت غريبة سياسيا إلى حد كبير حيث وصلت رسالة مكتوبة من السعودية للأردن بصفته رئيسا للقمة العربية السابقة تحدد جدول أعمال القمة اللاحقة بدون ذكر القضية الفلسطينية، بالتوازي وفي التوقيت نفسه تقريبا مع خطاب لوزير الخارجية الأردني في دبي يعتبر القضية الفلسطينية هي المركزية والأولى بالنسبة للأمة العربية.
السفير السعودي في عمان الأمير خالد بن الفيصل، والذي صمت طوال الأشهر الثلاثة الماضية، قرر فجأة توجيه الشكر لدور الأردن في نجاح القمة العربية السابقة دون سابق إنذار.
وكما حصل سابقا بين الأردن والأمير محمد بن سلمان لم تبرز في رسالة السفير الأمير أي إشارة لمظاهر الدور الأردني في القمة العربية السابقة التي نجحت كما قال، فيما توسع في الحديث عن أهمية القمة العربية التاسعة والعشرين التي ستبدأ في بلاده الأحد المقبل.
بدا لافتا جدا في السياق أن رسالة السفير السعودي قررت النص على أجندة القمة التي نقلت إلى مدينة الخبر لأسباب أمنية على الأرجح بدلا من الرياض العاصمة.
جدول الأعمال كما يقترحه السفير السعودي في الأردن هو محاربة الإرهاب والوضع المأساوي في سوريا والتحديات السياسية والأمنية في العراق، إضافة للتدخلات الإيرانية في شؤون العرب ودعم الجامعة العربية وكذلك دعم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن. وهذا يتناقض مع بيان رسمي وزع في الرياض أمس الأربعاء قال إن من أهم المواضيع التي سيناقشها اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم الخميس «بحث سبل تعزيز وتطوير العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات التي تهدد الأمة العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأزمات الراهنة في سورية وليبيا واليمن».
السفير السعودي وفي رسالته التي قيل إنها تهدف لشكر القيادة الأردنية التي تشارف على الاستلام والتسليم لرئاسة القمة وصف بلاده بأنها «بيت العرب الكبير» الذي يحتضن جميع القضايا العربية.
الحضن السعودي الكبير، وكما لاحظ مسؤولون أردنيون في نص رسالة السفير الأمير، لا يشمل الشعب الفلسطيني، حيث قالت الرسالة بوضوح وبالنص إن قمة السعودية العربية لا يوجد على جدول أعمالها أي بند له علاقة بفلسطين. لافت جدا في السياق أن جدول الأعمال السعودي، وليس العربي المقترح للقمة، لم يتحدث عن المبادرة العربية ولا عن الدولتين ولا عن دولة فلسطينية ولا عن حقوق الشعب الفلسطيني.
فوق ذلك التقطت المؤسسات الأردنية الرسالة مبكرا فالنص المشار إليه لم يتطرق حتى للقدس ولا لدعم وتعزيز الوصاية الهاشمية عليها ولم يتطرق لقرار الرئيس الأمريكي بخصوصها ولا للتحديات التي تواجهها.
بوضوح شديد، قدم المستضيف السعودي، وبالحرف المكتوب، دليله على جدول الأهمية بالنسبة للقضايا العربية في موقف أطلق إنذارا مبكرا على نوايا ومسارات القمة التي ستعقد في الخبر السعودية في ظرف معقد. رغم أنه من المؤكد أن تطالب الدول العربية بطرح قضية فلسطين والقدس، خاصة أن القمة تأتي قبل شهر واحد من الذكرى السبعين للنكبة، وهو الموعد الذي اختاره الرئيس ترامب لنقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس، وترافق ذلك مع دعوات من السلطة الوطنية للقمة العربية، بإعلان الالتزام بمبادرة السلام العربية، وتسميتها قمة «القدس».
القمة تأجلت نحو ثلاثة أسابيع أصلا وتغير مكان انعقادها، ويراهن الأردن عليها في تفعيل تفاهمات تزيل الخلافات بينه وبين السعودية التي برزت خلال العامين الماضيين.
بالصدفة المحضة وفيما كان السفير بن الفيصل يزج برسالته للصحافة الأردنية كان وزير الخارجية أيمن الصفدي يلقي خطابا يمثل بلاده في الجلسة الافتتاحية لأحد المؤتمرات في إمارة دبي معلنا بأن الخليج عمق بلاده وأن الأمن مشترك.
خلافا لبوصلة أجندة اعمال القمة في السعودية شغلت القضية الفلسطينية الحيز الأكبر من خطاب وزير خارجية الأردن وفي بلد حليف جدا وشريك للسعودية هو الإمارات حيث اعتبر استمرار الاحتلال الإسرائيلي هو الخطر الأكبر على المنطقة وينافسه في الخطورة حرمان الشعب الفلسطيني الشقيق من حقوقه في الحرية والدولة.
تحدث الصفدي عن دولة فلسطينية وعاصمتها القدس، وتحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، جامل وزير الخارجية الأردني المنظومة الخليجية برفض التدخلات الخارجية في الشؤون العربية لكنه دعا لبناء علاقات إقليمية على مبادئ الاحترام المتبادل وحسن الجوار، داعيا إلى تحديد مصادر الخطر على الأمن القومي.
وخلافا للتفكير السعودي وبالتزامن أكد الصفدي على أن المنطقة لن تنعم بالأمن والاستقرار إذا لم يحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، داعيا إلى إنتاج الأمل مجددا بعملية السلام وإلى حماية الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس، معتبرا أن القدس خط أحمر وأن الجزء الشرقي منها هو عاصمة الدولة الفلسطينية.
الخلاف واضح وبدون قصد لكن بالتزامن بين الدولة التي تترأس القمة العربية حتى صباح الأحد المقبل والدولة التي ستترأسها في اليوم نفسه.
اختلاف الأولويات وتجاذبها يعبر عنه بوضوح الخطاب المتزامن للسفير والوزير وهي مسألة تحاول أوساط القرار في عمان تجاهل أنها مقلقة ومؤثرة وقد تظهر جلية عند لحظة الاستلام والتسليم لرئاسة القمة العربية.
وتنظر الدوائر الأردنية إلى القمة العربية المقبلة باعتبارها أرضية لتخفيف عبء رئاسة القمة عن الأردنيين خصوصا مع القناعة بأن الخلافات البينية العربية لا يمكن تجاوزها ولا معالجتها عبر مؤسسة رئاسة القمة وهو ما ألمح له في وقت مبكر العام الماضي ملك الأردن.
عمان تريد أن تترجم رغبتها في تخفيف حدة التوتر مع الرياض عبر المشاركة الثقيلة في مراسم تسليم رئاسة القمة وعلى أساس الاستثمار الإيجابي في اللحظة.
أما الرياض، وعبر سفيرها الذي يصنف باعتباره من عناصر تأزيم العلاقة الثنائية في العادة، فتستبق مسار الأحداث وتحدد برنامج القمة العربية خاليا من القضية الأساسية للأردنيين وهي قضية فلسطين.
ذلك تباين لا يمكن تجاهله تم التعبير عنه بمحض الصدفة في موقفين صدرا عن قيادات البلدين قبل خمسة أيام من انعقاد القمة الجديدة، وبالتوقيت نفسه تقريبا ومن مدينتين مختلفتين.
نظام الحكم السعودي يتاجر بقضايا العرب و المسلمين و يجدر بالعرب مقاطعة قمة سلمان التي تهدف إلى تكريس السيطرة الصهيونية على المستقبل العربي
ألم يئن لهذا السفير الجاهل ان يصمت
أستاذ بسام
استغرب لاستغرابك ،،أرى بوضوح أن هذه التصريحات السعودية الرسمية منسجمة تماما مع ما يجري على أرض الواقع ومن تصريحات أبن سلمان في أوروبا وامريكا،،
ثم يعلم القاصي والداني ما نحن مقبلون عليه من سياسات وتحركات فيما يخص صفقة القرن (الأسم الكودي لتصفية القضية الفلسطينية) فلقد نضجت الظروف الملائمة وتشربت الشعوب أصلا أجندة الأنظمة العربية كافة وبلا أستثناء ،،
الرهان يبقى على الشعب الفلسطيني وحده وهو العقبة الوحيدة أمام تنفيذ اجندات تلكم الأنظمة البائسة العميلة..وما القمة القمة القادمة إلا لاضفاء نوع من الشرعية الرسمية على تخلي السعودية وباقي الأنظمة عن القضية الفلسطينية ،،،
الله المستعان
قبل 14 قرناً شملت ولاية جند الأردن جنوب لبنان وجنوب سوريا وشمال فلسطين وأنهار وساحل على البحر المتوسط وكانت مصاهرات وعشائر ممتدة وحامية بحيفا حتى 1948 واقتطعت هذه الأجزاء تدريجياً فحرم الأردن من أنهار وبحيرات وساحل غربي وحصة بغاز المتوسط لصالح إنشاء لبنان وإسرائيل، بل إن لاجئي 1948 للأردن وسوريا ولبنان هم تاريخياً أردنيون عبر 14 قرناً، فعلى الأردن استغلال تعاظم مركزه التفاوضي دولياً وتصعيد مطالبه لبدء استعادة مناطقه وموارده ولو بكوريدور إلى ساحله الغربي بين صور وحيفا عبر درعا والجولان والجليل.
وتبقى القضية الفلسطينية الفاصل بين الشرف والخيانة – ولا حول ولا قوة الا بالله
السعودية لا تريد الحديث عن القدس والقضية الفلسطينية في هذه القمة وتريد فقط الحديث عن الترفيه .
ما هي الاستراتيجية الدبلوماسية الأردنية؟ وهل هي محددة باهداف قابلة للقياس؟ ما هي ادوات التنفيذ والابتكار في فتح خيارات اردنية تضمن الدفاع عن المصالح الحيوية الأردنية؟ هل يمكن بقاء اداء وزارة الخارجية وشؤون المغتربين تقليديا ودون نجاح يذكر في ضل تحديات خارجية غير مسبوقة؟ ما هو دور سفراء المملكة في السعي نحو كسر العزلة الأردنية؟ جميعها اسئلة وطنية مشروعة لا تتم مناقشتها في مجلس النواب او امام الراي العام الأردني…
من المحتم في ظل الظروف الحالية تفعيل وزارة الخارجية والسفارات الاردنية بحث تكون قادرة على اختراق الساحة الدولية وحشد التأييد اللازم لقضايا الأردن من مديونية و استضافة لاجئين والموضوع الاهم وهو الرعاية الهاشمية للأماكن المقدسة وتحقيق حل يضمن دولة فلسطينية. وهذا لن يتم الامن خلال خطة اصلاح شاملة للوزارة.