عمان- «القدس العربي»: يبدو ان مساهمة المنظر الفكر الأساسي لحزب زمزم الإسلامي المنشق عن الإخوان المسلمين في الأردن الدكتور ارحيل الغرايبة في اقصاء وازاحة شريكه في الانشقاقات الشيخ عبد المجيد الذنيبات قبل نحو ثلاثة أسابيع خطوة في طريقها لتوفير مساحات تنتهي بمغادرة الاب الروحي لتجربة زمزم التي لم تعد كما خطط لها.
الدكتور الغرايبة بدأ مؤخراً يشعر بذلك الهامش الفارق ما بين سحر العبارة واللغة في التنظير الفكري وبين القدرة الفعلية في الواقع على التحشيد والتعبئة والتنظيم لصالح انسلاخ مؤثر عن جماعة الإخوان المسلمين الام.
الدكتور الغرايبة وهو مفكر اسلامي بارز كان له الدور الاكبر في الدعوة إلى أردنه تنظيم الإخوان وتوفير فلسفة تدعم سلسلة من الانشقاقات عن الجماعة يواجه فيما يبدو داخل حزب زمزم الذي تم تسمينه وترخيصه ايضا محطات ومطبات اساسية في المسيرة ابرزها على الارجح هو اقراره بأن الجانب التحشيدي في تسويق وترويج الحزب لا يسير بالتوازي بالكفاءة نفسها مع الجانب التنظيري والفكري.
المقربون من الغرايبة يراكمون الملاحظات عن شعوره بالإحباط وعن جهات متعددة داخل وخارج حزب زمزم بصفته المؤسس له بدأت تميل لتحميل الرجل مسؤولية الاخفاق في التوسع الافقي وسط المجتمع لتجربة الحزب المثيرة والذي يعاني مبكراً من تصدعات يبدو انها اكبر من عمره وحداثة سنه.
الغرايبة وفي المجالسات والحوارات الصاخبة يحاول ادانة اي منطق يدفع باتهامه شخصياً بالتقصير او التردد على اساس انه لم يطرح نفسه يوماً مبدعاً في مجال الحشد والاستقطاب وانه ليس أكثر من واضع للأدبيات الفكرية والمنهجية.
المستجد يتعلق هنا بولادة راي داخل حزب زمزم الذي توهم كثيرون انه سيرث الإخوان المسلمين في قاعدة المجتمع يدعم مغادرة الدكتور الغرايبة للتجربة التي أسس لها اصلاً وبالطريقة نفسها التي غادر فيها الشيخ عبد المجيد الذنيبات قبل ثلاثة أسابيع تجربته التي اسسها اصلاً هو الآخر في جمعية الإخوان المسلمين المرخصة والتي انشقت عن التنظيم الام وحظيت بتسمين وتغذية حكومية في واحدة من ابرز اخفاقات الاجتهادات ذات البعد الامني والبيروقراطي في عهد ادارات سابقة للمستوى الامني السياسي.
في كل حال تبدو تجربة مؤسس حزب زمزم في طريقها لمواجهة مصير جمعية الانشقاق المرخصة بقيادة الشيخ ذنيبات حيث ضجيج وتلاوم وتبادل لاتهامات الاخفاق والتقصير بين صفوف المنشقين انفسهم بالرغم من كل مظاهر الابهة والاسناد التي حظوا بها.
وهو إخفاق لا يمكن انكاره وتلمسه صاحب القرار والمراقب في وجبتي الانتخابات البلدية والمركزية وحتى البرلمانية الأخيرة حيث لم تنجح الكيانات المرخصة الجديدة الموازية للإخوان المسلمين او المنسلخة عنها في تأسيس ولو حالة نجاح فردية واحدة في الانتخابات.
الضجيج المثار حول دور وبقاء دكتور الغرايبة في حزب زمزم يشبه إلى حد بعيد مثيله الذي صعد مؤخرا قبل قرار داخلي في الجمعية المرخصة بالاستغناء عن خدمات الشيخ الذنيبات الذي كشف مصدر مطلع في الجمعية لـ «القدس العربي» النقاب عن ضغوط مورست عليه لاستقالته وانتهت بانتخاب امين عام جديد وابتعاده عن المشهد.
الذنيبات والغرايبة من الوزن الثقيل في تجربة اسلاميي الأردن ومن الواضح ان ظروفاً ما خدمتهما بعد الربيع العربي وحظيا بفرصة الانقلاب عن الإخوان المسلمين أملاً في اضعافهم وتحت انطباع بإمكانية سحب كتلة حرجة من قيادات الجماعة معهما في حال دعمـها بالتـراخيص الـلازمة.
حظي الثنائي ورفاقهما بالتراخيص بسرعة وتم تنظيم استعراضات اجتماعية عدة وهوجم من اجل اطرهما الجديدة قادة المطبخ الاخواني بنسختهم الاصلية من قبل الاعلام الرسمي وتم زرع تقديرات غير دقيقة حول حجم تأثير الانشقاقات في بطن بعض مراكز القرار المتسرعة في ذلك الوقت.
وصل الجميع إلى الانتخابات في موسمها الأخير عامي 2016 و 2017 دون ان يبرز اي حضور من اي نوع للمنشقين عن الإخوان في بنية المجتمع او خريطة الفائزين خلافاً لما حصل مع التنظيم الاصلي الذي فاز بعشرة مقاعد فردية على الاقل في البرلمان وبعدد كبير في مجالس البلديات واللامركزية.
النتيجة في قصة الانشقاق واضحة هنا فقد بدأ التلاوم داخل صفوف المنشقين واكتشفت مواقع القرار في الدولة بان الارقام والحيثيات مضللة وبان سلسلة الانشقاقات ساهمت بالمقابل في تعزيز متانة وصلابة الجناح النافذ في الإخوان المسلمين والذي كان اصلاً هدفاً لعمليات الانشقاق نفسيها .
اليوم بإقصاء الذنيبات ومشروع تنحي الغرايبة عن الجمعية المرخصة وحزب زمزم يتشظى الانشقاق نفسه وقد يكون الهدف من الشغب على القطبين اصلاً تجديد الاطر القيادية للانقضاض مجدداً والعودة لإنتاجية برنامج الانشقاق في رهان جديد من الواضح انه قد لا ينجح .
لكنه رهان يحاول مرة اخرى اليوم الاصطياد في مياه عناصر الإقليم المضطربة.
حتى الآن توارى الشيخ ذنيبات المراقب العام الاسبق لجماعة الإخوان عن الانظار بعدما قاد انشقاقاً مرخصاً ومدعوماً.
ومن المرجح ان المضايقات التي يتعرض لها الشيخ الغرايبة تنتمي للعائلة نفسها بعدما سمح هو الآخر بالتهام واقصاء شريكه النشط والمسيس في تجربة حزب زمزم والذي ابتعد عنها تمامًا منذ أكثر من عام الدكتور نبيل الكوفحي.
هدف دعم الحكومة للمنشقين هو فقط للانشقاق و ليس الهدف هو نجاحهم والدليل هو تخلي الحكومة عنهم في الانتخابات وخذلانهم،
العنصرية ما بين اردني وفلسطيني هي السبب في فشل حزب التحرير وتفتته في وقت مضى -وإن غلفت بغلاف وطني بخطاب شعبوي-، والآن هاهي الجماعة تخوض نفس الظروف التي مر بها حزب التحرير، فهل ستكون نفس النتيجة؟
كلام فاضي الاخوان المسلمين بجناحيهما المنشق والقديم لا يخرجون من عباءة النظام ورايحه على الشعب المسكين الي ضايع بين الأحزاب والنظام والدليل ان الاخوان والمرخصين أيضا
تركوا الحراكات لوحدها ولم يشاركوا الشارع همومه واحزانه