هيمنة بايرن ميونيخ الصارخة تثير الجدل حول قوة الدوري الألماني

حجم الخط
0

برلين ـ «القدس العربي»: ليست المرة الأولى التي يحسم فيها بايرن ميونيخ لقب الدوري الألماني (بوندسليغا) قبل النهاية بعدة أسابيع، لكن فوزه باللقب في الموسم الحالي دفع العديد من النقاد إلى الإشارة لافتقاد البطولة لعنصر المنافسة الحقيقية وهوم ما يمثل مشكلة حقيقية حاليا.
وأحرز البايرن لقب البوندسليغا للمرة السادسة على التوالي بعد فوزه على أوغسبورغ 4/1 الاسبوع الماضي في المرحلة التاسعة والعشرين ليأتي الحسم قبل المراحل الخمس الأخيرة هذا الموسم. لكن البايرن قد يجد الأمر أكثر صعوبة الموسم المقبل إذا أراد التعاقد مع مدرب جديد ومهاجم جديد من طراز فريد. ورغم اضطرار الفريق البافاري لتغيير مدربه في وسط الموسم الحالي، ظل البايرن قادرا على حسم اللقب بدون عناء. ولا يوضح فوز البايرن باللقب قبل خمس مراحل من النهاية وتفوقه بسهولة على معظم منافسيه مدى قوة البايرن فقط وإنما يكشف أيضا نقاط الضعف التي تعاني منها باقي فرق البوندسليغا. وعندما أقيل الإيطالي كارلو أنشيلوتي من تدريب الفريق في أيلول/سبتمبر الماضي بعد الهزيمة أمام باريس سان جيرمان في دور المجموعات بدوري الأبطال الأوروبي وحالة الغضب التي سادت داخل صفوف الفريق، رأى منافسوه في البوندسليغا أن الفرصة تبدو سانحة لكسر هيمنة الفريق البافاري على لقب البطولة. لكن مسؤولي البايرن أقدموا على أدهى وأبرع تصرف ممكن حيث رفضوا المجازفة في اختيارهم لخليفة أنشيلوتي ولجأوا إلى البديل الآمن من خلال الاستعانة بالمدرب يوب هاينكس صاحب الخبرة السابقة الرائعة مع الفريق. وبالفعل، تولى هاينكس (72 عاما) تدريب الفريق للمرة الرابعة في مسيرته، ولم يتأخر كثيرا في إعادة روح البطولة إلى أجواء الفريق. وقال هاينكس: «أعتقد أن رد فعل الفريق والطاقم التدريبي كان رائعا تجاه هذا التغيير في منصب المدرب. التتويج بلقب الدوري الألماني يمثل نجاحا رائعا». لكن هاينكس كان لطيفا ومهذبا بدرجة كافية لإبداء التقدير لأنشيلوتي مشيرا إلى دوره ومساهمته في هذا الإنجاز الذي حققه البايرن.
وقال هاينكس، بعد الفوز على أوغسبورغ: «أود توجيه أفضل التمنيات لكارلو أنشيلوتي في إيطاليا… إنه مدرب عظيم». وأضاف أن اللقب من حق اللاعبين وتحقق بجهدهم، مشيرا إلى أن صفوف الفريق تحفل بالعديد من النجوم.
وكان المهاجم البولندي روبرت ليفاندوسكي مثمرا كعادته دائما، كما استعاد زميله المهاجم توماس مولر كثيرا من حيويته وخطورته بعد موسم صعب تحت قيادة أنشيلوتي، كما ينوب الفرنسي كينغسلي كومان الآن ببراعة عن اللاعبين المتميزين الهولندي آريين روبن والفرنسي الآخر فرانك ريبيري.
ولعب نيكلاس سوله دورا مماثلا، حيث يعوض غياب جيروم بواتينغ وماتس هوملز اللذين يتعرضان للإصابة أحيانا، علما أنهما ما زالا من النجوم المتميزين في مركزي قلب الدفاع. ولم يتأثر البايرن كثيرا بغياب حارس المرمى العملاق مانويل نوير للإصابة حيث نجح زفن أولريتش في التغلب على التوتر الذي عانى منه في البداية وتألق مع الفريق في الفترة الماضية. وإلى جانب القوة الهائلة التي يتسم بها البايرن، لم يجد الفريق البافاري منافسا فعالا حقيقيا، حيث اضطر بوروسيا دورتموند لتغيير مدربه مرتين العام الماضي، كما رحل مهاجمه الخطير الغابوني بيير إيمريك أوباميانغ إلى أرسنال الإنكليزي في فترة الانتقالات الشتوية الماضية. لكن السؤال الذي يدور في أذهان كثيرين حاليا هو: هل تضر هيمنة البايرن بسمعة البوندسليغا؟
وقال كارستن شميت رئيس شبكة «سكاي» في ألمانيا: «نرى أنه منذ موسم 2012/2013، يحسم لقب البوندسليغا منطقيا خلال أعياد الكريسماس. إنها مشكلة» في إشارة إلى إحكام البايرن لقبضته على صدارة البوندسليغا في المواسم الأخيرة مع نهاية فعاليات الدور الأول للمسابقة وبدء عطلة الشتاء. وتنفق شبكة «سكاي» الملايين لبث مباريات البوندسليغا.
وشهد موسم 2012/2013 نهاية الولاية الثالثة لهاينكس مع الفريق والتي توجها بإحراز الثلاثية التاريخية (دوري وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا). والآن، لا يزال حلم الثلاثية يراود هاينكس مجددا، حيث حسم الفريق لقب الدوري الألماني (بوندسليغا) كما بلغ الفريق الدور قبل النهائي في مسابقة كأس ألمانيا وتأهل الى الدور نفسه في دوري أبطال أوروبا بعد اقصائه أشبيلية الإسباني، خصوصا بعد فوزه عليه ذهابا 2/1 في عقر داره بدور الثمانية للبطولة. ونجح هاينكس ومعاونوه في نقل إصرارهم الهادئ والرزين إلى لاعبي الفريق. وقال مولر، في تصريحات إلى صحيفة «شيورت بيلد»: «ما زلنا في جميع المسابقات الثلاث. الطاقم التدريبي هو نفسه. نمر بمرحلة جيدة للغاية. هناك مقارنات وتشابهات بين 2013 والموسم الحالي، ولدينا أهداف كبيرة».
ولكن الموسم المقبل قد يكون مختلفا إذا واجه الفريق البافاري هاتين المشكلتين المتعلقتين بالمدرب والمهاجم القناص. وبعد تولي المسؤولية خلفا لأنشيلوتي، وقع هاينكس على عقد حتى نهاية الموسم الحالي فقط، وحاول مسؤولو النادي عبثا إقناعه بالبقاء مع الفريق وتأجيل اعتزاله التدريب. ويبرز بين البدائل المرشحة لخلافة هاينكس كل من الكرواتي نيكو كوفاتش مدرب إنتراخت فرانكفورت الألماني ورالف هاسنهوتيل مدرب لايبزيغ الألماني ويوليان ناغلسمان مدرب هوفنهايم الألماني ويواخيم لوف مدرب المنتخب الألماني (مانشافت).لكن هذه البدائل يصعب البت فيها، ولا تزال محل شك لأسباب عدة ومتنوعة. وقد يتعرض البايرن للطمة جديدة إذا طلب ليفاندوسكي الرحيل إلى ريال مـدريد الإســبـــاني بعد نهاية هذا الموسم، حيث أكدت تقارير إعلامية حرص النادي الملكي الإسباني على ضم ليفاندوسكي.
وأشارت إحدى الصحف إلى أن الاتفاق جرى بالفعل بين الريال واللاعب البولندي. ومن المؤكد أن البايرن سيطلب 150 مليون يورو على الأقل للاستغناء عن ليفاندوسكي الذي يمتد عقده مع النادي البافاري لثلاث سنوات أخرى. ومع صعوبة تعويض رحيل أي لاعب، يكون البايرن مهددا بمواجهة صعوبات أكبر في رحلة الدفاع عن لقبه بالبوندسليغا الموسم المقبل. لكن حتى الآن، يمكن التشكيك في وجود فريق بالبوندسليغا لديه القوة والقدرات المالية والإصرار الذي يمكنه من المنافسة مع البايرن على لقب البوندسليغا.

هيمنة بايرن ميونيخ الصارخة تثير الجدل حول قوة الدوري الألماني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية