«النصرة» تسيطر على 10 نقاط جديدة بعد مواجهات مع فصائل معارضة في إدلب

حجم الخط
1

دمشق – «القدس العربي» : تعود محافظة إدلب شمال غرب البلاد إلى الواجهة بعد إنهاء النظام السوري ملف غوطة دمشق الشرقية، آخر معاقل المعارضة المسلحة في محيط دمشق، حيث حذر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان من وقوع كارثة إنسانية في محافظة إدلب التي وصفت بأنها أكبر معسكرات اللاجئين السوريين التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة المسلحة، والتي قد تكون الهدف التالي للنظام السوري، وذلك عقب تحذيرات مماثلة للأمم المتحدة على لسان مستشارها يان إيغلاند، قال فيها إن سوريا قد تشهد «معارك طاحنة» في آخر منطقتين خاضعتين للمعارضة حتى بعد انتهاء الهجوم الذي تشنه قوات النظام السوري على الغوطة الشرقية قرب دمشق.
وأضاف «ما نخشاه هو أنه بعد الغوطة الشرقية قد نرى معارك طاحنة داخل وحول إدلب، وفي الجنوب في درعا» معبراً عن قلقه إزاء المدنيين في إدلب التي ستكون مبعث قلق كونها معسكراً هائلاً للاجئين».
لو دريان، بيّن أن عدد سكان إدلب يبلغ حالياً نحو مليوني نسمة من بينهم مئات الآلاف من السوريين الذين تم إجلاؤهم من مدن كانت قوات المعارضة تسيطر عليها واستعادها النظام السوري، مشيراً في مقابلة مع صحيفة لو جورنال دو ديمانش الفرنسية الأسبوعية «هناك خطر حدوث كارثة إنسانية جديدة، ويجب تقرير مصير إدلب من خلال عملية سياسية تتضمن نزع سلاح الميليشيات».
وعبرت إيران عن مدى اهمية ادلب لها، وأوضح كبير مستشاري «المرشد» الإيراني علي خامنئي، علي أكبر ولايتي تطلع بلاده إلى «السيطرة على إدلب من قبضة مقاتلي المعارضة، وان إدلب مدينة سورية مهمة نأمل بأن تتحرر في القريب العاجل».
وبالرغم من التحذيرات بشأن مناطق سيطرة المعارضة على الحدود السورية التركية، شنّت المقاتلات الحربية السورية امس الأحد، غارات على أماكن متفرقة من ريفي إدلب وحماة المتجاورتين، استهدف عدد منها مخيماً للنازحين قرب قرية أرنبة في جبل الزاوية، كما استهدفت منطقة ترملا في جبل شحشبو بريف إدلب. المرصد السوري لحقوق الإنسان قال ان الطائرات الحربية جددت تنفيذها لغارات على مناطق في ريف إدلب الجنوبي، حيث رصد قصف متواصل لطائرات حربية على مناطق في محيط بلدة الهبيط وحرش عابدين في ريف إدلب الجنوبي.
كما استهدفت قوات النظام المتمركزة في جبلي تقسيس وجبل البحوث العلمية براجمات الصواريخ قرى النزازة والقنطرة والجيسة وبريغيت بريف حماة الجنوبي، واصيب عدد من المدنيين بجروح، في قصف للمقاتلات الحربية بأكثر من 30 غارة جوية على قرى عز الدين وديرفول وسيلم والقنيطرات بريف حمص الشمالي، وقرية القنطرة بريف حماة الجنوبي، في محاولة من قوات النظام السوري والميليشيات المحلية والاجنبية المساندة التقدم على ثلاثة محاور «الحمرات وقبة الكردي والدلاك» في ريفي حمص وحماة، بهدف تأمين طريق سلمية – حمص، والمنطقة المحيطة.
وقصف النظام، تزامن مع مواصلة النصرة «هيئة تحرير الشام» قتالها ضد فصائل المعارضة في محافظة ادلب، حيث أعلنت «هيئة تحرير الشام» الأحد، سيطرتها على مدينة خان شيخون و16 قرية وبلدة في ريف إدلب الجنوبي عقب مواجهات عنيفة مع «جبهة تحرير سوريا».
كما سيطرت امس الاحد على مدينة ومعبر مورك بريف حماة، بعد اشتباكات مع «جبهة تحرير سوريا»، وحسب مصادر ميدانية مطلعة للقدس العربي ان مواجهات عسكرية اندلعت خلال ساعات الفجر، على طول الأوتوستراد الدولي من مدينة معرة النعمان جنوبي إدلب، وصولاً إلى بلدة مورك شمال حماه، وانتهت في محيط المدينة حيث انتزعت هيئة تحرير الشام السيطرة عليها وعلى ومعبرها بعد انسحاب «تحرير سوريا» من المنطقة.
وكالة «إباء» المتحدثة باسم هيئة تحرير الشام التي تشكل جبهة النصرة أصلها، ذكرت ان الأخيرة سيطرت على مدينة خان شيخون وقرية تل عاس وتلتها، ودخلت إلى قرى الشيخ مصطفى وموقة وكفرعين ومعرتماتر وجبالا ومعرزيتا وكفرسجنة وركايا وسجنة، إضافة إلى قرى حيش وصهيان والشيخ دامس وكفرمسدة ومدايا والعامرية جنوب إدلب. وأصدرت «جبهة تحرير سوريا» بياناً حملت فيه النصرة «هيئة تحرير الشام» مسؤولية التبعات التي ستترتب على الاقتتال معها في الشمال السوري، كما أصدر «فيلق الشام» بياناً ادان فيه هجمات النصرة محملها مسؤولية «سفك الدماء» بسبب إصرارها على القتال.
وقالت «تحرير سوريا» في بيانها إن «هيئة تحرير الشام» جددت عدوانها للمرة الرابعة مصرة على القتال رغم تدخل العديد من الوسطاء وحصول كثير من الهدن التي باءت بالفشل.
وأشار البيان إلى أن تجدد هجمات «الهيئة» على مدينة معرة النعمان، ينهي جهود لجنة الوساطة المتمثلة بـ «اتحاد المبادرات الشعبية»، مضيفاً أن «الهيئة» تتحمل مسؤولية تبعات الاقتتال والاستنزاف الحاصل في الشمال السوري، والذي لن يكون مفيداً سوى لـ»ميليشيات النظام والروس والإيرانيين وأعداء الثورة».
وذكر «فيلق الشام» إن «تحرير الشام» شنت هجوماً على مدينة على معرة النعمان صباح الأحد، «ضاربة عرض الحائط بجميع الاتفاقات التي تمَّت مناقشتها في الجلسة الأخيرة» قائلاً إن «الهيئة تتحمل مسؤولية الدماء وما ستؤول اليه الساحة من خلال إصرارهم على قتال إخوانهم وتعنُّتهم في ذلك».

«النصرة» تسيطر على 10 نقاط جديدة بعد مواجهات مع فصائل معارضة في إدلب

هبة محمد

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود:

    أصبح الشعب السوري يكره النُصرة التي إدعت نصرة الشعب السوري! ألا تأخذوا مما جرى على جيش الإسلام عبرة ؟ ولا حول ولا قوة الا بالله

إشترك في قائمتنا البريدية