“واشنطن بوست”: الضربات على سوريا أظهرت أن ترامب ضعيف ولم تؤدب الأسد

حجم الخط
0

لندن ـ”القدس العربي”ـ إبراهيم درويش:

  قال مارك إي ثيسن في صحيفة “واشنطن بوست” إن مسؤولاً أمريكياً أخبر صحيفة” لوس أنجليس تايمز” بعد اجتياز الديكتاتور السوري بشار الأسد الخط الأحمر واستخدم السلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية عام 2013 إن أي معاقبة للنظام يقوم بها باراك أوباما هي “مجرد استعراض عضلات ولتجنب السخرية” ولن يكون مدمراً حتى لا يحرض كلاً من روسيا وإيران على رد انتقامي وفي النهاية تراجع أوباما عن الرد حتى عن القيام بمثل هذا العمل العسكري الضعيف، إلا أن ترامب قام في يوم الجمعة بهجوم. ويقول الكاتب إن ترامب يستحق الثناء عندما تحرك (مرتين) بينما جبن أوباما. ويستحق الثناء أنه استطاع إقناع حلفاء أمريكا بالمشاركة معه. ولكن علينا أن نكون واضحين بأن غارات السبت لم تكن سوى “استعراض عضلات لمنع السخرية” ولكنها تركت أثرًا مدمراً على سمعة الولايات المتحدة ومصداقيتها الدولية أكثر من فعلت لنظام الأسد، فلم تصب الغارات طائرة أو قاعدة جوية ولا أي نظام لإطلاق الصواريخ وتركت النظام السوري محافظا على قدراته الكيميائية. وحتى في المواقع التي كانت تجري فيها عمليات انتاج السلاح الكيميائي فقد كان لدى النظام الفرصة التحرك ونقل المواد المخزنة لمكان آخر قبل بدء الغارات.

ويعرف السوريون أنهم انتصروا وكما أشارت صحيفة “واشنطن بوست” في تقريرها: “في شوارع دمشق كانت هناك احتفالات حيث اعتبر أنصار النظام أنه لن تكون هناك عملية أوسع”. وقال الجنرال المتقاعد جاك كين، النائب السابق لرئيس أركان الجيش الأمريكي فلدى السوريين سبب للإحتفال: لأن “الرد كان ضعيفا حسب رأيي”. وقال كين إن الأسد راهن على الهجوم الكيميائي وفاز. وكما وضح كين فقد كان يريد الاسد السيطرة على آخر معاقل المعارضة في الغوطة الشرقية التي ظلت صامدة رغم الحصار والقصف الجوي المتواصل. وحسب الأسد أنه يستطيع استخدام السلاح الكيميائي وسحق المعارضة وبعد ذلك استيعاب ضربة عسكرية محدودة، ولهذا قام بهجومه الكيميائي. واستسلمت المعارضة بعد ساعات من الضربة الكيميائية. وكما توقع الأسد فقد كانت الضربة العسكرية محدودة، وتركت قوته الجوية ومراكز القيادة العسكرية وقدراته الكيميائية. ولم يعاقب بل على العكس، فقد حصل ما توقعه من ضربته الكيميائية- “المهمة أنجزت”. وبدلا من تأديبه فقد خرج رئيس النظام السوري أكثر جرأة وكذا إيران وروسيا، بل وعلى العكس ستزيد الغارات الأخيرة من جرأة أعداء أمريكا.

وتساءل الكاتب عن الدروس التي يمكن أن تتعلمها كوريا الشمالية من أفعال ترامب الأسبوع الماضي في سوريا؟ وأن إدارة الرئيس تم استفزازها بسهولة وأنها تحاول تجنب الخطر. والسبب أن الأمريكيين لم يدمروا قدرات النظام السوري الكيميائية نابع من محاولة تجنب استفزاز روسيا للرد. وبدلا من تحذير الروس أن بقاءهم في الأماكن التي ستضرب هو مسؤوليتهم قام الأمريكيون بتصميم الهجمات حتى لا تصيبهم بأذى. وتفهم كوريا الشمالية هذا، فإن كان ترامب غير راغب بتدمير القواعد الجوية لخوفه من الرد الروسي، فإنه لن يضرب القدرات النووية والباليستية الكورية. ويعتبر الكاتب أن هذا يعد نكسة للجهود الأمريكية وقف قدرات كيم جونغ- أون. فالطريقة الوحيدة لحل الأزمة مع كوريا الشمالية بطريقة سلمية هي إقناع كيم أن التهديد العسكري حقيقي “وبعد أعمال الولايات المتحدة يوم الجمعة في سوريا، مصداقيتنا أضعفت بدلا من تدعيمها”. وتقول التقارير الصحافية أن ترامب كان يريد عملية قوية إلا أن جيمس ماتيس، وزير الدفاع وقف أمامه، وهو نفس الرجل الذي رفض منح ترامب خيارات قوية في كوريا الشمالية. ولو كان هذا صحيحا فلم يقدم ماتيس خدمة جيد لترامب الذي كان يريد عملا عسكريا قويا، والظهور بمظهر الرجل القوي على المسرح الدولي. وبناء على نصيحة ماتيس حصل العكس. ونتيجة لهذا فسيبدو ترامب ضعيفا أمام كيم في القمة المرتقبة. ولو لم يتخذ عملا عسكريا فلكان سيظهر في وضع سيء ولكن ليس أكثر. فعندما تقوم باستعرض عضلات حتى لا تتعرض للسخرية فأنت تبدو ضعيفا.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية