أحيا
على غرار قمة عائمة
أهفو للغيوم الراكضة
لا أرى
إلا ما تراه سماء الطير
بين خرابين
كأني وتر الأرض
وضاع الشعراء في نغمي
أحيا
على غرار تلك الرأس التي تتشبه بالقمة بين غبار المشانق
من يقول المجرى حين يتجلى أو يتدلى كأطراف تندى
فوق نصل الكراسي التي تحرس الحقيقة و«الحركة»
أحيا
على غرار تلك الرأس
بردا كنت على القمة
ظلا أقيم بين شقوق الأسفل
كأني ريح أخرى
أوثث الحبال، لكن لا ساحة هنا والآن للجبال
عمروا المستنقع، متمددين على جماجم تهفو لبياض لا سماء له. وحين تطيل النظر، فهم المستنقع عينه، الذي لا خلف ولا أمام له. قد يكون له الوراء سندا حتى تتجدر الإقامة بكامل الهيكل. وحده الهواء قد يربك الهيئة ولا ينتهي لغير هوائه الذبيح بين الممرات القاتلة… إنه الهواء الذي يتشكل في النفق، الهواء اللامع من الاختناق، الهواء الطالع شجرا في سقوف الأقفاص التي تضيق وتتسع على قدر الأنفاس.
على غرار تلك القمة
يداي عالقتان بالعتبة الكسيرة
العتبة التي قدت من أعناق مشرئبة
أعناق عالقة ببال السقوط
والجسد الجسد
مليء بخراب المنازل، والقلب شاهد على من عبروا شتاتا في شتات إلى شتات…
أنا ذاك الجسد
المليء بأطفال أخرسوا
بنساء كابروا
برجال سقطوا
وماذا بعد
السماء تموج في الرؤية /العين التي لا آفاق لها
كأن لا أرض
إلا متسع الوريد
لكل طعنة ولو على دين
أحيا
مديدا في شرايين الذبح
وتحيا الأيديوجيا في الجرافات التي تغطي على المشي وأثره، مشي الخطاة العائدين من حروبهم كل مساء بدون أرض أو سماء، ما عدا المناديل الصغيرة الخبيئة، كما أضلاعهم وهي تمتص دم المرض، لكي يقيموا قليلا تحت سقوف لم تتماثل للإقامة إلا في أعناقهم. وفي المقابل، التاريخ بأحذيته المدربة في الترسانات يدوس على النبتات بدون تحسس الجذور والمسام.
أحيا
على غرارها
لا جفن لجفن إلا لجفنها الطالع الصادح المرتعش الفاتن القاتل اللامع الضالع البالغ…
وأرى ما تراه تلك القمة/الرأس الموزعة بين حبال تنحدر أرضا في لمة مجرى يستجمع مجراه في الوجود الطالع دوما بين الصد والطعنة
عجبا
لحروب تائهة
تدوس على كل شيء حتى على نفسها
الذاكرة لا تسند القشور، بل الأعماق :
مدن تقيم في حروفها المتناثرة
شعراء تركوا الوتر هناك
على عزف
تقيم تلك الواردة
في اللهاث
قالت: لا أريد لهذا العزف أن ينتهي
قلت: عل القطيع يستفيق
في بعض من المعنى
وكثير من الحياة الثكلى/ المقبرة الأخرى
وكان أن ابتسمنا
ومشينا على حافة بعيدة
٭ شاعر من المغرب
عبد الغني فوزي