تعقيبا على مقال الياس خوري: المسرحية الدموية في سوريا
تبادل الشيفرة
حياك الله يا أخي الياس خوري ولك جزيل الشكر.
عندما قرأت السطر الأول «العدوان الثلاثي» شعرت أنني بدأت أستوعب ما قرأته في اليومين الأخرين. لقد توضح منذ أن حصلت ضربة الكلور في الغوطة ورأينا دموع الأطفال رغم الماء العذب الذي ينصب فوق رؤوسهم وعلى وجوههم أننا أمام فصل جديد من المسرحية الدموية في سوريا.
ولكن العجيب هذه المرة كيف أن البعض تحدث عن الرد الأمريكي السخيف والسافر على أنه عدوان ثلاثي!
وكأنما هو عدوان لمحاربة النظام وليس عدوانا على سوريا. حتى أن الأمر أصبح جلياً عندما خرج بشار الأسد مبتسما مدركاً لهذه اللعبة الدموية ليحدثنا عن صمود نظامه ضد الإرهاب والغرب، في حين أن الضربة الأمريكية هي حدث أعاد إلى الأذهان ما حدث عام 2013عندما كانت الضربة الكيميائية الأقوى، وتبين بعدها أن بشار الأسد هو ضمان، ولا يمكن التضحية حفاظاً على مصالح وأجندات إسرئيل والغرب، وأن بقاء الديكتاتور السوري في السلطة هو الأهم. لم أكن أنتظر مطلقاً أي رد فعل من ترامب الفاشي العنصري، لأنني كنت أعلم علم اليقين أن أي رد هو مجرد جولة لتبادل الشيفرة بين بوتين الذي يحتضن بشار الدموي الفاشي وترامب الذي يحتضن إسرائيل الصهيونية الفاشية.
هي جولة لتوضيح صيرورة الديكتاتور بشار الأسد في سوريا وماهي حيثيات القبول ببقائه.
وأخيراً مهما كان وقع العدوان الأمريكي السافر أليما فهو يصب في مجرى الجرائم الذي يرتكبها النظام بل أن الرد الأمريكي يغطي عليها، ويا للمأساة جرائم فوق جرائم على الشعب السوري. وقع جرائم النظام، في السجون وبالصواريخ والبراميل المتفجرة وبالأسلحة الكيميائية، ومذابح النظام وشبيحته ومعه روسيا وإيران وحزب الله تضاف إليها جرائم ترامب وإسرائيل.
أسامة- كليّة سوريا/ألمانيا