النظام السوري يشرعن نبش قبور مدينة دوما لإخفاء أدلة جريمة «الكيميائي»

حجم الخط
0

دمشق – «القدس العربي» : ضمن مساعيه الحثيثة لإخفاء وتمويه الأدلة على ارتكاب جريمة استخدام السلاح الكيميائي الذي اودى بحياة عشرات المدنيين في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، تتداول مصادر أهلية من المدينة انباء تؤكد نبش قوات النظام لقبور ضحايا مجزرة الكيميائي، وسرقة الجثث وتنظيف المخلفات، فيما أصدرت مديرية الهيئة العامة للطب الشرعي في سوريا، تجهيز الأخير فريق من الأطباء لنبش القبور بهدف البحث عن مفقدوي قوات النظام في المنطقة، الامر الذي ترجمه البعض على انه شرعنة لانتهاك حرمة المقابر لطمس الجريمة، بحجة البحث عن المفقودين، وسط عرقلة النظام السوري منذ أيام دخول مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى موقع الهجوم في مدينة دوما.
يجري ذلك وسط ترقب الإدارة الأمريكية وتحميل النظام السوري مسؤولية تعقيد عمل اللجنة الدولية، حيث ذكر وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس أن الحكومة السورية مسؤولة عن تأخر وصول مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى مواقع في مدينة دوما يشتبه بأنها تعرضت لهجوم كيميائي، وهي استراتيجية سبق لها استخدامها.
وقال قبل بداية اجتماع مع نظيره القطري «نحن على دراية تامة بالتأخير الذي فرضه النظام على ذلك الوفد لكننا أيضاً نعلم تمام العلم الطريقة التي عملوا بها من قبل وأخفوا ما فعلوه باستخدام الأسلحة الكيميائية» مضيفاً «بعبارة أخرى يستغلون التأجيل، بعد ضربة مثل تلك، لمحاولة إخفاء الأدلة قبل دخول فريق التحقيق. لذلك من المؤسف أنهم تأخروا في دخول دوما».
ورداً على هذه التصريحات زعمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، ان «القوات الحكومية السورية عثرت في الأراضي المحررة من الغوطة الشرقية على حاويات كلور، وهو النوع الأكثر فظاعة بين الأسلحة الكيميائية، من ألمانيا، بالإضافة إلى قنابل الغاز، المصنوعة في المدينة» وقالت إنه «ظهر المزيد من الأدلة تدريجياً على عدم قيام الحكومة السورية بأي هجوم كيميائي على المدينة» مضيفة «من الصعب التعليق على هذه الحقيقة بأي شكل من الأشكال، إنها مخيفة للغاية وتقوض الإيمان بإنسانية بعض الدول، نحن لا نتحدث عن دول بأكملها، بل عن السياسيين والقادة، الذين يصدرون مثل هذه الأوامر ويتخذون مثل هذه القرارات».

شهادات أهلية

وحسب مصادر أهلية من مدينة دوما لـ «القدس العربي» فإن قوات النظام السوري غداة اجلاء مقاتلي جيش الإسلام من مدينة دوما نبشت خلال الأسبوع الجاري قبور الضحايا وسط طوق أمني على موقع الاستهداف بالسلاح الكيميائي، ونقلت الجثث إلى مكان مجهول وتم تنظيف المكان من المخلفات.
وأفتى الطب الشرعي في دمشق بتوجيه من وزارة الصحة بنبش قبور مدينة دوما للبحث عن جثث قتلى النظام من المفقودين، الأمر الذي رآه البعض شرعنة لنبش قبور المدينة وسرقة جثامين الضحايا، بحجة البحث عن مفقدوين. وتحت عنوان «من لديه شخص مفقود فليراجع الطب الشرعي» نقلت صحيفة الوطن المقربة من النظام السوري، عن مدير الهيئة العامة للطب الشرعي في سوريا، «تجهيز الأخير فريقاً من الأطباء للتعرف على الجثث الموجودة في الغوطة» متكهناً بالقدرة على «إصدار نتائج مرضية».
وحسب المصدر «أعلن مدير الهيئة العامة للطب الشرعي في سوريا زاهر حجو عن تشكيل فريق من الأطباء الشرعيين للبدء بفتح ملف جثث الغوطة الشرقية، مشيراً إلى أنه يمكن تقسيم الفريق إلى مجموعات في حال كان عدد الجثث كبيراً». وأكد حجو للوطن، «تجهيز المعدات الخاصة بهذا الملف حتى التي تدخل في عملية الحفر، كاشفاً عن تجهيز مشفى المواساة لهذا الملف وفي حال كان العدد كبيراً سيتم إدخال مشفى المجتهد إضافة إلى تجهيز مركز في الزاهرة بناء على توجيهات وزير الصحة نزار يازجي». وكشف أنه تم في الفترة الماضية إخراج جثث من الغوطة ولكن بعدد قليل جداً، وتوقع أن عدد الجثث في مناطق الغوطة كبير بناء على معلومات أهالي المنطقة ولذلك فإنه تم تجهيز الفريق ليشمل هذا الملف كاملاً، لافتاً إلى أن الهيئة جاهزة لاستلام الملف كاملاً وإصدار نتائج مرضية.
وأوضح حجو لصحيفة الوطن المملوكة من قبل «رامي مخلوف» ابن خال رأس النظام السوري بشار الأسد «أن هناك أهالي راجعوا فرعي الهيئة بدمشق وريفها للسؤال عن ذويهم المفقودين، داعيا من له شخص مفقود لمراجعة فروع الهيئة لتزويدها بالبيانات التي تفيد في برنامج الاستعراف وخصوصاً أن هذه المعلومات تفيد بشكل كبير في التعرف على الجثث المجهولة».

قتلى النظام وأسراه

وحول أعداد قتلى النظام في مدينة دوما قال عصام بويضاني قائد جيش الإسلام في تغريدة له انه «منذ بداية الثورة فاقت أعداد قتلى ميليشيات الأسد ومرتزقته الذين تمكنا من سحبهم في المعارك 5000 قتيل نتيجة معاركهم الفاشلة التي كان ضباطهم يزجونهم بها على جبهاتنا في الغوطة الشرقية، هؤلاء الذين أوهم نظام الأسد ذويهم ومؤيديه بأنهم أسرى لدينا ليستر فشله وذُله الذي تلقاه تحت ضرباتنا».
فيما قال قائد أركان جيش الإسلام حمزة بيرقدار، لـ «القدس العربي» ان اسرى النظام السوري لدى جيش الإسلام لم يتجاوز الـ 450 اسيراً، منهم من خرج بصفقة تبادل، ومنهم من قتل بالقصف، والدفعة الأخيرة خرجت قبيل خروج جيش الإسلام من مدينة دوما، فيما كان النظام السوري يوهم مواليه بان ابناءهم القتلى، أسرى في الغوطة الشرقية، مضيفاً «أسرى مدينة عدرا العمالية لم نأخذهم لوحدنا فقد تم اقتسامهم وقتها بين الفصائل المشاركة في معارك العمالية».

 

النظام السوري يشرعن نبش قبور مدينة دوما لإخفاء أدلة جريمة «الكيميائي»
موسكو تؤكد العثور على أسطوانات كلور ألمانية في غوطة دمشق الشرقية
هبة محمد

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية