الناصرة ـ ‘القدس العربي’ يبدو أنّ الطائرة بدون طيّار من طراز (هرمس 450) التي يستعملها سلاح الجو الإسرائيليّ يُعاني من خلل تقنيّ، وهذه الطائرة التي تُعتبر كبيرة مقارنة بباقي الطائرات من باقي الطراز، تصل تكلفتها إلى 2 مليون دولار.
وفي شهر تموز (يوليو) من هذا العام، كشفت صحيفة ‘هآرتس’ العبريّة النقاب عن أنّ الطائرة بدون طيار الإسرائيليّة والتي وقعت كانت من نوع (هرمس 450)، لافتةً إلى أنّ السبب الذي أدّى لسقوطها كان نتيجة عطل فنيّ.
وأضافت الصحيفة أنّ الطائرة تحطمت خلال جمع معلومات استخباراتية على الحدود المصريّة، وتصوير بعض الأماكن الحيوية، لافتةً إلى أنّ الطائرة المدمرة من إنتاج اتحاد الصناعات الجوية الإسرائيلية، وقادرة على البقاء في الهواء والقيام بدورها لأكثر من يومين بدون أن تزود بالوقود.
وأكّدت الصحيفة نقلاً عن مصدر عسكريّ رفيع المستوى في تل أبيب قوله إنّ الجيش أعلن حالة التأهب على الحدود مع مصر، نتيجة وقوع حادثين مختلفين على الحدود، وخشية القيام بعمليات إرهابيّة، على حدّ تعبيره.
وبحسب موقع ‘إسرائيل ديفينس’ فإنّ الطائرة هرمس HERMES 450 موجهة، من دون طيار، متوسطة المدى. أنتجتها شركة سلفر آرو Silver Arrow الإسرائيلية. وبدأت تجارب الطيران، في أوائل نيسان (أبريل) من العام 1994.
وأثبتت نجاحها وصلاحيتها لبدء الإنتاج، ودخول الخدمة الفعلية في جيش الاحتلال الإسرائيليّ. وأضاف الموقع المختّص بالشؤون الأمنيّة، أنّ الطائرة المذكورة تتميز بقدرتها على البقاء في الجو، مدة 24 ساعة متصلة، بحمولتها من الوقود والأجهزة: الفنية والإلكترونية، والارتفاع 7 كم، ما يوفر لها مجال رؤية ملائمًا، كما أنّها تستطيع الإقلاع والهبوط، فوق ممر ممهد، طوله 350 مترًا، بواسطة عجلاتها الثلاث الثابتة. علاوة على ذلك، فإنّ الطائرة هرمس مزودة بمحركَين مزدوجَي الأسطوانة، ومزدوجَي الدورة، من نوع ألفيس ALVIS، مركبَين يمين الذيل ويساره. ويحمل ذيلها زعنفتَين مائلتَين بزاوية 45 درجة. وجناحَاها مرتفعان عن الهيكل.
وتحمل خزانَي وقود إضافي، أسفل الجناحَين. كما لفت الموقع الإسرائيليّ إلى أنّ الطائرة هرمس مجهزة، فنياً وإلكترونياً، بمعدات تجسس واستطلاع، تيسر لها تنفيذ مهمتها. فهي مزودة بجهازَي كمبيوتر إضافيَّين، ونظام مزدوج لتحديد المواقع، عالمياً، وبوصلتَي معلومات. وأضاف أنّ الاستخدام هو طائرة تجسس واستطلاع تكتيكيّ وتعبوي، وتستخدم في نقل المعلومات، في وقتها، عن العدو، في العمق التعبوي، كما يمكنها اختزان المعلومات والصور، إلى حين العودة. وبالإضافة إلى استعمالها من قبل سلاح الجو الإسرائيليّ، فإنّ الدولة العبريّة قامت ببيعها إلى كلٍ من الهند، كوريا الجنوبية، أسبانيا، تركيا والبرازيل.
وأمس الأربعاء، ومن أجل الالتفاف على الرقابة العسكريّة الإسرائيليّة، نشر موقع صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ على الإنترنت، خبرًا اعتمد فيه على مجلة (الإيكونوميست) جاء فيه أنّ الطائرة الإسرائيلية من طراز (هرمس 450)، بدون طيار، التي تحطمت يوم أمس الأوّل، الثلاثاء، كانت الصحيفة الأجنبيّة قد نشرت خبرًا عنها جاء فيه أنّ هذا النوع من الطائرات كان قد تمّ استعماله في عمليات كثيرة، من بينها عملية اغتيال قائد كتائب عز الدين القسام، الشهيد أحمد الجعبري مع بدء العدوان الوحشيّ على قطاع عزة في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي.
كما لفت الموقع العبريّ إلى أنّ الصحيفة البريطانيّة ‘صاندي تايمز’ كانت قد نشرت نبأً في آذار (مارس) من العام 2009 جاء فيه أنّ أن سلاح الجو الإسرائيليّ هاجم قافلة أسلحة إيرانيّة في السودان كانت معدّة لقطاع غزة، مشددة على أنّ الهجوم تمّ تنفيذه بواسطة طائرة (هرمس 450)، يُشار في هذه العجالة إلى أنّ الصحيفة البريطانيّة تعتمد في تقاريرها عن الدولة العبريّة على مراسلها في تل أبيب، عوزي محانايمي. جدير بالذكر أنّ الرقابة العسكريّة الإسرائيليّة، قررت يوم أوّل من أمس الثلاثاء السماح لوسائل الإعلام بالنشر عن تحطم طائرة إسرائيليّة بدون طيار من طراز (هرمس 450) في عرض البحر بين (بلماحيم) وعسقلان.
وأشارت التقارير الصحافيّة العبريّة إلى أنّ سلاح البحريّة الإسرائيليّ عمل على جمع حطام الطائرة، لإجراء فحوصات لتحديد أسباب تحطم الطائرة، علمًا أنّ تقديرات الجيش تشير إلى أنّ تحطم الطائرة، على بعد كيلومترات معدودة من الشاطئ، يعود إلى خلل تقنيّ في المحرك. علاوة على ذلك، أوضح الموقع العبريّ أنّ الطائرة التي تحطمت كانت في رحلة تدريبية، وأن التحقيق في سبب تحطم الطائرة ما زال مستمرًا. وأوضح الموقع العبريّ أنّه إلى جانب المهام العملياتيّة الأمنيّة العادية التي تقوم بها الطائرة المذكورة، فإنّها شاركت في حرب لبنان الثانية في صيف العام 2006، دون أنْ يذكر تفاصيل أخرى عن طبيعة المهام التي قامت بها الطائرة خلال الحرب التي استمرت 34 يومًا.