الصومال تعود إلى واجهة الإعلام العربي بعد انكشاف الدور الإماراتي

حجم الخط
2

لندن ـ «القدس العربي»: عادت الصومال لتتصدر اهتمام وسائل الإعلام في العالم العربي بعد غيابها طوال السنوات الماضية وتراجع الاهتمام بما يجري فيها من أحداث، أما تصدرها الاهتمام العربي خلال الأيام القليلة الماضية فيعود إلى الانكشاف المفاجئ لدور الإمارات ومن ثم رد فعل السلطات على هذا الدور، الأمر الذي تسبب في أزمة صامتة بين البلدين.
وكانت الصومال قد تصدرت الأخبار في العالم عندما أعلنت يوم التاسع من نيسان/ابريل الحالي أنها ضبطت مبلغا ماليا قدره 9.6 مليون دولار كان على متن طائرة من نوع «بوينغ 737» في مطار مقديشو الدولي، ليتبين سريعاً أن الطائرة إماراتية وأن الأموال المهربة كانت بحوزة سفير أبو ظبي الذي اصطحب معه هذا المبلغ الضخم لاستخدامه في أغراض تقول العديد من وسائل الإعلام إنها غير مشروعة وخارجة عن القانون.
وأثارت المبالغ المالية الإماراتية الضخمة التي تمكنت الصومال من مصادرتها موجة جدل واسعة في العالم العربي، خاصة وأن أياً من البلدين لم تكشف بشكل واضح ما هي الأهداف من نقل هذه الأموال بهذه الطريقة، فيما انشغل آلاف النشطاء في تداول صور لسفير دولة الإمارات لدى الصومال وهو محتجز في مطار مقديشو في انتظار انتهاء التحقيقات حول هذه المبالغ.
ولاحقاً لهذه الحادثة عاقبت أبو ظبي الصومال بإغلاق مستشفى الشيخ زايد الموجود في مقديشو، كما أعلنت أيضاً انتهاء مهمتها العسكرية في الصومال والتي بدأت منذ عام 2014.
وسرعان ما تحولت الصومال إلى حديث وسائل الإعلام في العالم العربي، كما ذهبت العديد من وسائل الإعلام إلى الحديث عن أزمة سياسية صامتة بين البلدين، في الوقت الذي انشغلت فيه العديد من صحف الإمارات ووسائل الإعلام التابعة لها في مهاجمة الصومال وانتقادها.
كما انشغل الكثير من النشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي بالحديث عن التطورات بين الصومال والإمارات، وأثارت حادثة اكتشاف المبلغ المالي الضخم جدلاً آخر أيضاً بسبب التساؤل عن الهدف من قيام الإمارات بتهريب الأموال وتجنب قيام السفارة بتحويل هذه المبالغ بصورة شرعية عبر القنوات المصرفية.
وكتب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش تغريدة على «تويتر» يقول فيها: «الحكومة الصومالية الحالية وعبر عدة تجاوزات لترتيبات وتفاهمات سابقة وراسخة مع دولة الإمارات تخلق احتقانات لا داعي لها مع صديق وحليف وقف مع استقرار وأمن الصومال في أحلك الظروف… ندعو للحكمة والتعقل».
ونشر الناشط السعودي المعروف تركي الشلهوب تغريدة على «تويتر» علق فيها بالقول: «البعض غضِبوا من قيام الإمارات بإغلاق مستشفى الشيخ زايد في الصومال وسحب الأجهزة الطبية منها… لماذا الغضب؟ ولماذا التعجب من قيامها بهكذا خطوة لا إنسانية؟ فلا يوجد شيء اسمه إنسانية بالنسبة للإمارات لأنّ العصابات لا تُعطي دون مقابل… والحكومة الإماراتية؛ حكومة عصابات ليس إلّا».
وكتبت الصومالية هبة شكري: «الإمارات تغلق مستشفى زايد في العاصمه مقديشو في الصومال، علما بانه المستشفى الوحيد الذي كان يقدم خدماته بالمجان للمرضى ويستقبل يوميا 300 حالة.. الإغلاق جاء كرد فعل على التوتر السياسي بين البلدين في الأسابيع الماضية.. لا تعليق».
وأضافت في تغريدة أخرى: «لو كان بلدي بهذا الفقر واللاأهمية ما تقاتل عليه الاستعمار الايطالي والانكليزي والفرنسي والأمريكي وما تقاتل على الوجود على أرضه اليوم الترك والعرب، كيف تكونون بهذه السذاجة؟ هم لا يخبرونكم القصة الكاملة، الصراع على الخيرات والممرات المائية التي تتحكم بها الصومال».
ونشر القانوني الصومالي سالم سعيد تسجيل فيديو على الانترنت قال فيه: «ربما تريد الإمارات إرسال رسالة مفادها أن عملها الإنساني لا يمكن أن يكون منفصلا عن عملها السياسي، وأن كل ما تقدمه للصومال مشروط بالانصياع الصومالي لمآرب وشروط أبو ظبي».
كما بثت الباحثة الصومالية سمية الشولي تسجيلا على الانترنت قالت فيه إن «الإماراتيين يعتبرون المعونات والمساعدات التي يقدومونها إنما هي مقابل القرار السيادي الصومالي، وإلا يعتبرون ذلك نكراناً للجميل كما قال وزيرهم قرقاش، والأصل أن تكون هذه المساعدات من باب التكامل والتعاون العربي العربي وليس أبداً من باب المقايضة، يقايضوننا المساعدات مقابل السيادة، هذا مرفوض».
واكتفى حساب «نحو الحرية» على «تويتر» بالتعليق على التطورات بين الإمارات والصومال بالقول: «الصومال تؤدب الإمارات على طريقتها الخاصة».
وأضاف أحد المغردين: «الصومال لم تقم بالخطوات الرادعة والقوية ضد السياسة الإماراتية إلا بعد أن تيقنت أن الحكومة الإماراتية الفاسدة هي كالطاعون الذي ينتشر فيُفسد كل ما يمر عليه، ووجودها على أرض الصومال خطر كبير لأنه يهدف في نهاية المطاف إلى السيطرة على سواحلهم الإستراتيجية وزعزعة أمنهم وتفتيت دولتهم».
وعلق الصحافي القطري على اغلاق المستشفى الإماراتي بالقول: «الإمارات تغلق مستشفى الشيخ زايد في الصومال وتقوم بنقل المعدات الطبية من المستشفى لمبنى سفارتها في مقديشو.. إمارة أبو ظبي تحاول معاقبة الشعب الصومالي بسبب رفض حكومته للإبتزاز الإماراتي والعبث بأمن واستقرار الصومال ونهب ثرواته».
وكتب أحد المغردين: «الإمارات تغلق مستشفى الشيخ زايد في مقديشو، انتقاما من حكومة الصومال.. يبدو أن الإمارات لم تنشئ المشفى لأغراض إنسانية».
وربطت ناشطة ليبية بين ما يجري في بلادها وبين الموقف الصومالي من الإمارات، حيث قالت: «ليبيا لا تحتاج مباني دبي ولا أبراجها، ليبيا تحتاج إلى رجال ومسؤولين كرجال الصومال».
واستعرض مغرد آخر تطورات الأحداث بين الصومال والإمارات بالقول: «الصفعات التي وجهتها الصومال للإمارات: – طرد شركة موانئ دبي. – مصادرة 10 مليون دولار. – إلغاء الاتفاقيات العسكرية مع أبو ظبي. – حجز السفير الإماراتي والتحقيق معه. – فرض رقابة مشددة من الأمن الصومالي على دبلوماسيي الإمارات. -طرد الضباط الإماراتيين الذين جاؤوا بحجة تدريب القوات الصومالية».
وفي المقابل دافع الإعلامي والأكاديمي الإماراتي الدكتور علي النعيمي عن الدور الإماراتي في الصومال وكتب تغريدة على «تويتر» يقول فيها: «الوجود الإماراتي في الصومال هو خدمة للشعب الصومالي الشقيق والذي يركز على صناعة ممكنات الأمن والاستقرار والتنمية ولذلك انفقت الإمارات مئات الملايين من الدولارات لتحقيق ذلك».
واتهمت الإمارات قطر بالوقوف وراء ما سمته «إجراءات استفزازية» لها في الصومال، وذلك في تصريحات تداولتها وسائل الإعلام الإماراتية، كما أطلق مؤيدون لدولة الإمارات عدداً من الوسوم على «تويتر» و»فيسبوك» تتهم دولة قطر بــ»العبث في الأمن الصومالي».
يشار إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي شهدت حملة أخرى للتعريف بالصومال تداول خلالها النشطاء كمية كبيرة من الصور والفيديوهات التي تُعرف بالصومال، وتتضمن مناظر خلابة وأماكن طبيعية جميلة في البلاد.

الصومال تعود إلى واجهة الإعلام العربي بعد انكشاف الدور الإماراتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عادل عبدالرحيم:

    الإمارات تتامر بطريقة قذرة على شعب الصومال الذي انهكته الحروب و الأمراض. و من العار على أبو ظبي سحب المستشفى من الصومال ان كان أرسل بالأصل لأسباب إنسانية .

  2. يقول I Sad:

    سحب مستشفى من قبل الامارات بنى لأغراض انسانيه فى الصومال I Sad

إشترك في قائمتنا البريدية