تعقيبا على تقرير محمود معروف: مفاوضات تجديد اتفاق الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي

حروب عربية
قد يتصور المرء أن سلوك الدول الأوروبية غير ثابت وغير مستقيم وأنه يستعصي على الفهم. لكن المعادلة ليست معقدة كما نتصور. لقد أبرم الاتحاد الأوروبي اتفاقية للصيد البحري مع المغرب منذ عقود، تم تجديدها مرات عدة إلى أن انتبهت فجأة، مؤسـسة أوروبية واكتـشفت أن الاتفاقية أو بالأحرى الاتفاقيات المبـرمة غير قانـونية لأنها تشـمل سـواحل الصـحراء.
ثم أطلت بعد ذلك مؤسسة أخرى في الاتحاد ذاته فرأت رأيا آخر، وأمرت مسؤوليها وخبراءها بالتفاوض مع الرباط لصياغة اتفاق جديد للصيد يشمل مياه الصحراء.
ليس الأوربيون سذجا ولا مفلسين ولا منافقين. إنهم يستثمرون. يستثمرون في الخلاف والحزازات بين غيرهم بعدما وضعوا خلافاتهم جانبا. فمتى ظهر أن مجال الخلاف هذا يضيق، تفننوا في تعميقه ليستمروا في استثماراتهم. وما ذنب المشتري إذا كان البائع مغفلا؟
خجلت من نفسي كثيرا وأنا اتابع جلسة لمجلس الأمن الدولي يتواجه فيها سفيرا بلدين عربيين ( السعودية وسوريا )، يتنابزان بالألقاب ويتبادلان السب والشتائم، بلسان عربي فصيح، ووفود الدول تستمع وتتابع، منهم من يتعجب ومنهم من يتهكم.
ها هي حرب عربية – عربية أخرى، في منطقة أخرى، بوسائل أخرى.
هي عقيدة العرب فما ذنب العجم؟
أحمد حنفي – اسبانيا