«نيويورك تايمز»: الموساد اغتال الشهيد البطش لاتصالاته مع كوريا الشمالية

حجم الخط
2

الناصرة ـ «القدس العربي» من وديع عواودة: في اليوم الذي وصل فيه جثمان عالم الطاقة الشهيد فادي البطش إلى مسقط رأسه في جباليا شمال قطاع غزة، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية في عددها الصادر أمس، أن جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي «الموساد» هو من يقف وراء اغتيال البطش في العاصمة الماليزية كوالالمبور يوم السبت الماضي.
جاء هذا الكشف في مقال كتبه للصحيفة الدكتور الصحافي الإسرائيلي رونين بيرغمان، الخبير في الشؤون الإستخباراتية. وفي محاولة لتشويش هوية مصادره يعتمد بيرغمان لغة التلميح بقوله إنها «مصادر استخباراتية من الغرب والشرق الأوسط». وقال إن الموساد يقف وراء العملية موضحا أن اغتيال الشهيد البطش يأتي باعتباره جزءا من معركة واسعة يقودها رئيس الموساد يوسي كوهين ضد حركة «حماس»، للحيلولة دون حيازتها قوة عسكرية في العالم.
واتهم بيرغمان الشهيد البطش باستخدام مرافق جامعة كوالالمبور لإجراء أبحاث تهدف إلى تطوير وسائل قتالية. وزعم أنه انشغل بالأساس في تطوير أجهزة إلكترو ـ بصرية تستخدم لتوجيه الصواريخ والطائرات الصغيرة المسيّرة. كما ادعى أنه كان يستعين بباحثين محليين في دراسات مشتركة، وأن هؤلاء كانوا يظنون أن الأبحاث مدنية وبريئة ولم يعرفوا أنها في الطريق لخدمة «حماس».
كما اتهم بيرغمان، الذي صدر عنه في مطلع الشهر الحالي كتاب عن عمليات «الموساد»، البطش بعقد صفقات سلاح في مجال الصواريخ والطائرات بلا طيار مع كوريا الشمالية من خلال ماليزيا. ونسب إلى مصادر استخباراتية لم يحددها، تأكيدها أن البطش أرسل لماليزيا بمهمة خاصة من «حماس» هدفها البحث عن أنظمة قتالية لها وشراؤها، موضحا أن الموساد يولي أهمية كبيرة لنظام الطائرات المسيرة التي تقوم الحركة ببنائها، لأنه بواسطتها يمكن مهاجمة أهداف إسرائيلية بشكل ناجع ودقيق أكثر بكثير من الصواريخ.
وزعم بيرغمان أن كوريا الشمالية تحافظ على علاقات مع حماس منذ سنوات بوساطة ماليزيا. كما يقول الصحافي الإسرائيلي إن ماليزيا دولة مفتوحة جدا ولا تحرص على تطبيق القانون والنظام كما يجب، وإن حكومتها الحالية مناصرة جدا لحماس وتوجهاتها إسلامية.
ويستذكر أن رئيس حكومة ماليزيا زار غزة، فيما زارت شخصيات مهنية من حماس مدنا ماليزية، وأن فادي البطش قام بوساطة مع كوريا الشمالية بصفقات مع شركات وهمية داخل ماليزيا، التي قال إنها تمنح ممرا حرا لجهات استخباراتية وتجارية كورية مختلفة.
ويخلص بيرغمان للقول إن «النية هنا تخريب مساعي حماس قبل أن تبدأ عملية تهريب السلاح إلى غزة، وكذلك إيصال رسالة للدول التي تمنح ضيافة وحضانة لحماس مفادها أن إسرائيل غير مستعدة ولن توافق على إقامة حماس مختبرات ومصانع لإنتاج وسائل قتالية متقدمة فيها «.
وزعم بيرغمان في تقريره أن مصر أحبطت أخيرا دخول شحنة أدوات قتالية كورية شمالية احتوت كذلك على وسائل اتصال رادارية للتحكم بالذخائر الموجهة إلى غزة.
واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن البطش كان الأخير من سلسلة من الخبراء الفلسطينيين الذين اغتيلوا ضمن عمليات الموساد في الخارج، كان آخرهم المهندس التونسي محمد الزواري، وهو ناشط في الجناح العسكري لحماس، وكان خبيرًا في تطوير الطائرات بدون طيار، واغتيل في جنوب تونس في كانون الأول/ ديسمبر 2016.

«نيويورك تايمز»: الموساد اغتال الشهيد البطش لاتصالاته مع كوريا الشمالية
كاتب المقال صحافي إسرائيلي زعم أنه أرسل لماليزيا بمهمة خاصة لشراء أنظمة قتالية

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سوري:

    دولة ارهابية تغتال شبابنا وعلماءنا، دولة مارقة وعنصرية وفاشية ومحتلة ومع ذلك هناك من يركض لاسترضائها ويعقد معها” صفقات القرن”. رحمك الله يا فادي البطش يا شهيد النضال الفلسطيني.

  2. يقول نضال اسماعيل:

    كوريا الشمالية دولة متخلفة تقنيا وخصوصا في مجال الالكترونيات ومن ضمنه الطائرات المسيرة والاجهزة البصرية الالكترونية لتحديد الاهداف وغيرها من التقنيات عالية الدقة والتعقيد ، وهذا يفند مزاعم اليهود في اتهامهم للبطش وحركة حماس وماليزيا ، كلها اتهامات ملفقة ليس لها اساس القصد منها اظهار ضرورة عملية الاغتيال والحصول على تعاطف امريكا واوروبا

إشترك في قائمتنا البريدية