القدس: اعتبرت وسائل إعلام عبرية إن العرض الذي قدمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن البرنامج النووي الإيراني لم يأت بجديد، مستبعدة أن يحمل تأثيراً على الموقف العالمي من طهران.
وأعلن نتنياهو، في مؤتمر صحافي مساء الإثنين، أن “إسرائيل لديها أدلة على أن إيران تواصل العمل على برنامج سري لامتلاك سلاح نووي”.
وأضاف: “حصلت على 55 ألف صفحة من المعلومات الاستخباراتية، ومحفوظة كملفات في 183 قرصاً مدمجاً، بشأن الملف النووي الإيراني”، زاعماً أن هذه المعلومات تدلل على مواصلة إيران مساعيها لتطوير سلاح نووي، وعدم الالتزام بالاتفاق النووي الذي وقعته مع الدول الكبرى، قبل نحو ثلاث سنوات.
وتعليقاً على ذلك، قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، عبر موقعها الإلكتروني، إن المواد التي كشف عنها نتنياهو حول برنامج إيران النووي مذكورة في تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأضافت الصحيفة أن شيئاً واحداً كان ناقصاً في العرض الذي قدمه نتنياهو وهو التواريخ؛ إذ لم يثبت رئيس الوزراء الإسرائيلي أن إيران عملت على تطوير برنامجها النووي بعد توقيع الاتفاق النووي مع القوى الدولية قبل ثلاث سنوات، ولم يورد تواريخ تتعلق بالمعلومات التي كشف عنها.
لذلك اعتبرت الصحيفة إن نتنياهو لم يقدم أية معلومة جديدة عن سلاح نووي إيراني، بل قدم صورا قديمة لسلاح كان قيد التطوير، من وثائق معروفة لدى دول العالم ذات الصلة بالبرنامج النووي الإيراني.
واتهمت “هآرتس” نتنياهو بأنه حاول الاستيلاء على ما يمكن اعتباره “انجازاً استخبارياً” أثبت قدرة الموساد (الاستخبارات الإسرائيلية الخارجية) في الوصول إلى الوثائق الإيرانية؛ لتحقيق مصالح خاصة به، مستخدما قدراته الاستعراضية والكلامية.
أما صحيفة “يديعوت أحرونوت” فركزت على ما وصفته بـ”الإنجاز الاستخباري” في قدرة الموساد على الحصول على الملفات الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني، لكنها إشارت إلى أن مضمون هذه الملفات لن يكون ذا تأثير على الموقف العالمي من إيران؛ لأنها لم تأت بأي جديد يخص برنامج إيران النووي.
ورصد موقع “واللا” التغطية الصحافية في العالم لخطاب نتنياهو.
ولفت إلى أن مراسل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قال إن خطاب نتنياهو لم يأت بجديد، معتبراً أن الأخير رتب “مسرحاً سياسياً” قدم فيه معلومات لا جديد فيها.
كما ذكر موقع “واللا” أن قناة الجزيرة القطرية حاورت مختصاً من جامعة طهران لمعرفة رد الفعل الإيراني.
وقال المختص الإيراني للجزيرة إن إسرائيل ستواصل اتهام إيران بمواصلة برنامجها النووي رغم الاتفاق الدولي، فقط لإظهار أنها دولة شريرة.
وركزت صحيفة “معاريف” على رد إيران على المعلومات التي كشف عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي.
ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية الإيراني محمد ظريف قوله إن مؤتمر نتنياهو الصحافي ليس إلا سخافة تم ترتيبها بشكل مسبق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأضاف ظريف أن نتنياهو قدم معلومات قديمة هي بحوزة الوكالة الدولية للطاقة الذرية أصلاً.
واعتبر وزير الخارجية الإيراني أن المعلومات التي كشفها الصبي المتباكي –قاصدا نتنياهو- نُشرت كي تتناسب مع تاريخ الثاني عشر من مايو/أيار الذي وضعه ترامب موعدا نهائيا لانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران.
لكن صحيفة “يسرائيل هيوم” المقربة من حزب الليكود الحاكم في إسرائيل تبنت موقف نتنياهو بشكل كامل، وحاولت إظهاره كإنجاز كبير حققه الموساد.
وأضافت الصحيفة أن المعلومات التي كشف عنها نتنياهو هدفها إزالة القناع عن وجه إيران، والتأكيد على أنها دولة خطيرة إن لم يتم كبح جماحها الآن فستضع العالم في مواجهة وضع خطير.
وتوصلت إيران ومجموعة دول (5+1)، التي تضم روسيا وبريطانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، في 14 يوليو/ تموز 2015، لاتفاقية لتسوية المسألة النووية الإيرانية.
ووافقت طهران بموجب الاتفاق على تقييد برنامجها النووي، مقابل تخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب هذا البرنامج.
وهناك خلاف حول الملف الإيراني بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية؛ حيث هدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالانسحاب من الاتفاق النووي بحلول 12 مايو/أيار الجاري في حال أخفقت الدول الغربية في تعديل “عيوبه الرهيبة”، فيما تدافع بعض الدول الأوروبية عن الاتفاق، وتقول إنها ملتزمة به. (الأناضول)