برشلونة – د ب أ: ترك الموسم الحالي لبرشلونة العديد من المشاعر المتناقضة في نفوس أنصاره، فقد أكد فريق المدرب ارنستو فالفيردي سطوته على الكرة الإسبانية، لكنه في الوقت نفسه عمق الجروح التي نالت منه على المستوى الأوروبي خلال المواسم الأخيرة.
لقب الدوري الإسباني الذي فاز به برشلونة الأحد الماضي هو السابع له في المواسم العشرة الأخيرة، بعد أعوام 2009 و2010 و2011 و2013 و2015 و2016، أما غريمه التاريخي ريال مدريد فاز بالكاد بلقبين فقط خلال تلك الفترة. وأضاف برشلونة إلى خزائنه لقبا جديد هذا الموسم، كأس إسبانيا، ليتوج بالثنائية الثامنة في تاريخه. بيد أن خروجه من دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا والطريقة التي تغلب عليه منافسه، روما الإيطالي، عندما فاز عليه في مباراة الإياب بثلاثية نظيفة بالعاصمة الإيطالية، أضاف ذلك كله بعض المرارة إلى زهو التتويج بالثنائية.
وللعام الثالث على التوالي يخفق برشلونة في الوصول إلى نصف نهائي دوري الأبطال، ما يدل على أن النادي الكتالوني يتألق بشكل كبير في الكرة الإسبانية ولكنه يظهر بهيئة مختلفة في الكرة الأوروبية.
وقال فالفيردي قبل مباراة برشلونة أمام ديبورتيفو لاكورونيا الأحد الماضي: «التقييم يختلف من شخص لآخر، يجب أن يمر بعض الوقت كي ننتبه لكل ما حدث». ولقبان في الموسم الأول له مدربا لبرشلونة إنجاز جيد لفالفيردي، لكن ما حدث في دوري الأبطال يثير بعض الغبار حول تقييم هذا الإنجاز. وكان برشلونة في القرن الواحد والعشرين الأبرز في الدوري الإسباني، فحقق في 18 عاما تسعة ألقاب من أصل 25 لقبا فاز بها عبر تاريخه واقترب من الريال، صاحب الصدارة برصيد 33 لقبا. وتوج الريال بستة ألقاب في القرن الحالي (2001 و2003 و2007 و2008 و2012 و2017)، كانت معظمها، وتحديدا أربعة منها، في العقد الأول من الألفية. وخلال هذا الوقت أيضا، فاز برشلونة بمعاونة نجميه ليونيل ميسي وأندريس انيستا بأربعة من أصل خمسة ألقاب لدوري أبطال أوروبا التي فاز بها الفريق طوال تاريخه. وخلال السنوات العشر الأخيرة صنع برشلونة في الكرة الإسبانية مسيرة رائعة لا ترقى إليها أي شكوك، خاصة إذا أضفنا بطولات الكأس التي توج بها أعوام 2009 و2012 و2015 و2016 و2017 و2018، تحققت ثلاثة منها مع لقب الدوري في 2009 و2016 و2018. وعلى النقيض، كان الحصاد الأوروبي في الفترة ذاتها أقل شأنا، بغض النظر عن أن الفريق الكتالوني في العقد الأخير فاز بعدد الألقاب التي فاز بها الريال في هذه البطولة (ثلاثة ألقاب).
وحقق برشلونة لقبين من ألقابه الثلاثة خلال فترة ولاية المدرب جوسيب غوارديولا، وكان ذلك عامي 2009 و2011 لينقل هيمنته في الكرة الإسبانية إلى الكرة الأوروبية.
ولم يأت اللقب التالي لبرشلونة في دوري الأبطال قبل مرور أربع سنوات من تاريخ تتويجه بلقبه الأخير مع غوارديولا. وفاز النادي الإسباني باللقب الثالث في دوري الأبطال في السنوات العشر الأخيرة في 2015 تحت قيادة لويس انريكي الذي قاده في ذلك العام إلى التتويج بالثلاثية (الدوري والكأس ودوري الأبطال).
وكان لقب 2015 الأخير لبرشلونة حتى الآن في دوري الأبطال، ليتجرع الفريق بعد ذلك إخفاقات متلاحقة، بدلا من أن ينقل سيطرته إلى الكرة الأوروبية، في الوقت الذي فاز فيه الريال بثلاثة ألقاب (2014 و2016 و2017)، اثنان منها متتاليان.
ورغم وجود ميسي بين صفوفه، وهو اللاعب الذي يعتبره الكثيرون الأفضل في العالم أو حتى عبر التاريخ، بالإضافة إلى انيستا، أحد أفضل اللاعبين في تاريخ إسبانيا والموهبة البرازيلية نيمار، أخفق برشلونة خلال ثلاث سنوات متتالية في عبور عقبة دور الثمانية للبطولة القارية. وخلال الموسم قبل الأخير للويس انريكي، سقط النادي الكتالوني في دور الثمانية أمام أتلتيكو مدريد، الذي وصل إلى المباراة النهائية ليخسر بركلات الترجيح أمام جاره الريال. وكرر التاريخ نفسه في 2016، عندما ودع برشلونة البطولة الأوروبية من الدور ذاته، لكن في تلك المرة أمام يوفنتوس الذي وصل إلى المباراة النهائية وسقط أيضا أمام الريال. وكان الإخفاق الأكبر لبرشلونة في دوري الأبطال قبل بضعة أسابيع، عندما وضع العملاق الإسباني قدما في الدور قبل النهائي بتغلبه 4/1 على روما في «كامب نو» قبل أن يسقط في العاصمة الإيطالية بثلاثية نظيفة.