بيروت- «القدس العربي»: كل الإجراءات الضرورية للعملية الانتخابية أنجزت، هذا ما أعلنه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي أكد «أننا على الحياد كلياً في هذه الانتخابات النيابية»، موضحاً «أننا نمثل الدولة اللبنانية، وأنا مطمئن أن الأمور تسير على المسار السليم وتمكنّا من انجاز كل الإجراءات الضرورية سواء الطبع او التدابير التقنية والادارية التقليدية لتطبيق قانون انتخابات جديد في لبنان».
وأشار من مبنى سراي زحلة بعد ترؤسه اجتماع مجلس الامن الفرعي في حضور محافظ البقاع كمال ابو جوده وقادة الأجهزة الامن إلى ان «مسؤوليتنا أن نراقب أنفسنا وأن تمرّ الانتخابات بهدوء وبنفس الصورة التي تمت بها الانتخابات البلدية، ويجب أن نتعلّم من انتخابات الخارج»، لافتاً إلى ان «لا ثغرات كبيرة سجّلت في اقتراع المغتربين». وإذ اعتبر ان «هناك مسؤولية على الناخبين والمرشحين بالتزام القانون في حركتهم وتصرفاتهم»، كشف عن « منع على الناخبين من ادخال هواتفهم عند الاقتراع»، مشدداً على أن «نتائج الانتخابات ستصدر أسرع من العادة، وأجرينا كل التدريبات اللازمة من أجل تسهيل العملية». الانتخابية»، مضيفاً «الاحتساب الالكتروني في لجان القيد سيسرّع في صدور النتائج لكن هذا لا يمنع ظهور ثغرات قد لا نتوقعها بقدرة المسؤولين في لجان القيد على ضبط سرعة اعلان النتائج». وفي حين أوضح «اننا أوقفنا إصدار بطاقات هوية بدل عن ضائع منذ أكثر من 10 أيام»، قال «لهذه المنطقة خصوصية لذا حرصت مع سعادة المحافظ ومسؤولي الأمن ان اؤكد على مسؤوليتهم في متابعة العملية الانتخابية بشكل دقيق وعدم السماح بأي تجاوز سواء الرشوة او الضغط على الـناخبين».
وانتقل المشنوق من زحلة إلى مبنى محافظة بعلبك – الهرمل وترأس اجتماعاً أمنياً فرعياً، للتباحث في الإجراءات المتخذة في شأن الإستحقاق الانتخابي، في حضور المحافظ بشير خضر وقادة الأجهزة الأمنية. وبعد الاجتماع أكد المشنوق أن كل التحضيرات التقنية انجزت بنجاح مضيفا «متابعة سير العملية الانتخابية هي بالحياد والشفافية المستمرة فيه الأمور حتى الآن».
جعجع
تزامناً ، ردّ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على كلام الأمين العام لـحزب الله السيد حسن نصرالله خلال المهرجان الإنتخابي المخصص لدائرتي زحلة وبعلبك–الهرمل والذي إتهم فيه القوات وتيار المستقبل بتغطية الإرهابيين، فتمنّى جعجع «لو ان نصرالله لم يخرج في إطلالته البارحة عن طوره ويتهم «القوات» بما لم تكن يوماً فيه ولن تكون». واشار في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي إلى «اننا نفهم ضرورة التعبئة الانتخابية لدى الجميع، لكن هذا شيء واللعب بالوقائع وتزوير الحقائق شيء مختلف تماماً، لأن «القوات» وقفت في كل تاريخها ضد الجماعات المتطرفة المسلّحة من كل حدب وصوب، والقاصي والداني يعرف مواقف «القوات» من هذه الجماعات كل الوقت وفي كل المناسبات».
واضاف «لذلك كان تظلماً كبيراً وتجنّياً سافراً اتهام «القوات» من قبل السيد نصرالله بمساندة الجماعات الإرهابية المسلّحة ان في شكل مباشر ام غير مباشر، خصوصاً عندما حاولوا الاعتداء على اهلنا في البقاع. فـ»القوات» مواقفها واضحة من اي جهة تعتدي على سيادة لبنان واستقراره، فكيف بالحري اذا كانت من تلك الجماعات. لذلك اقتضى التوضيح».وتابع جعجع «من جهة ثانية، دعا السيد نصرالله إلى «عدم الاقتراع لكل من يعلن انه يريد نزع سلاح المقاومة»، وعليه، نؤكد ان مقاومة البقاعيين او الجنوبيين او اللبنانيين هي الجيش اللبناني فقط لا غير، كونها المقاومة الوحيدة الشرعية القانونية التي يعترف بها الجميع، وتشكّل المساحة المشتركة بين الجميع، والتي وحدها يمكن ان تؤمن للبنانيين الحماية المطلوبة، وما يفتقد اليه البقاع دولة قوية فعلية، التي «من رابع المستحيلات» إمكانية وجود جماعات مسلّحة على اطرافها وتصادر قرارها الاستراتيجي».
المطارنة
الى ذلك، أكد مجلس المطارنة الموارنة في بيانه الشهري امس أنه «تفصلنا أيامٌ عن إجراء الإستحقاق الدستوري في الداخل اللّبناني بانتخاب نوّاب الأمّة، بعدما مارس هذا الحقّ، ولأوّل مرّة، عددٌ من اللّبنانيّين في بلدان الإنتشار». وقال « إنّها وكالةٌ يمنحُها الشعب لممثّليه تحت القبّة البرلمانيّة، كي يقوموا بواجب التشريع ومراقبة السّلطة التنفيذية، لذا يجب أن يكونوا مُتحلّين بالكفاءات العلميّة والأخلاقيّة التي تخوّلُهم القيام بهذا الواجبِ الشريف. وحذَّر رئيس الجمهورية في كلمته إلى اللّبنانيِّين، من مغبّة اللّجوء إلى بعض الأساليب التي تشوّه صورة هذا الواجب الوطني، وقد تصل إلى أسباب الطعن بشفافيّة الإنتخاب، لا سيّما استعمالُ المال الانتخابي لشراء الضمائر، ولاستغلال أوضاع الناخبين، أو اللّجوءُ إلى ترهيب بعض المرشّحين والتعدّي عليهم، أو التنافر إلى حدود الإلغاء المتبادل في القائمة الانتخابيّة الواحدة… وكلُّها ممارساتٌ تصيب الديمقراطيّة في الصميم، وتَحرِفُ حقّ الاختيار الحرّ، وتُبطِل حقيقة السياسة من حيث هي فنٌّ شريف في خدمة الخير العام».
ولفت المطارنة إلى « أن نتيجة الإنتخابات النيابيّة لا تنفصل عمّا يتبعها من تشكيل حكومة جديدة، يُؤملُ أن يأتي سريعاً غيرَ متأثّر بجوّ التناقضات السياسيّة القائمة اليوم، لأنّ لبنان أمام تحدّيات كبيرة، بعد الدعم الذي لقيه في المؤتمرات الدوليّة، وما يُنتظر منه من خطواتٍ إصلاحيّةٍ على صُعد الإدارة ومحاربة الفساد، ووضع خطط اقتصاديّة ناجعة حتى تُنفَّذَ الوعودُ الدولية المقطوعة، فلا تُفوَّتَ فرصةٌ كما فُوّتت فرصٌ سابقة مماثلة، فيدخلَ لبنان في أتون أزمةٍ إقتصاديّةٍ تؤدّي به، لا سمحَ الله، إلى وصايةٍ اقتصاديةٍ دوليةٍ، على ما يبدو من التحذيرات الدوليّة في هذا المجال».