بيروت ـ «القدس العربي» ـ من سعد الياس: شارك اللبنانيون أمس في انتخابات ستحدّد نتائجها الزعامة السنية وتالياً هوية رئيس الحكومة العتيد والزعامة المارونية، وتالياً ملامح رئيس الجمهورية المقبل. وللمرة الأولى خاض المجتمع المدني الانتخابات بتحالف ضمّ 66 مرشحاً. وكان لافتاً ان نسب الاقتراع لم تكن مرتفعة جداً على الرغم من حماوة المعارك والتجييش، وتفاوتت بين 31 و35 في المئة في بيروت و50 في المئة في بعض المناطق، وأحياناً وصلت إلى 55 و60 في المئة ما دفع برئيس الجمهورية ميشال عون إلى حث الناخبين على التصويت، وسط أخبار عن تقدم للقوات في الانتخابات على حساب عون.
وخاض رئيس الحكومة سعد الحريري معركة ضد الثنائي الشيعي متحالفاً مع القوات اللبنانية ومستقلين شيعة في بعلبك الهرمل، حيث هناك احتمالات لإحداث خرق في المقعدين السني والماروني لصالح لائحة «الكرامة والانماء» إلا إذا نجح حزب الله في رفع الحاصل الانتخابي لصالح لائحة «الأمل والوفاء». أما في طرابلس فخاض الحريري معركة في وجه لائحة العزم التي يترأسها الرئيس نجيب ميقاتي، وأخرى يترأسها اللواء أشرف ريفي .ومن شأن هذه المعركة ومعركة بيروت أن تحدّدا ملامح رئيس الحكومة المقبل ومَن سيحظى بأكبر كتلة سنية.
وفي الجبل وتحديداً في دائرة الشوف وعاليه دارت المعركة بين 3 لوائح رئيسية هي لائحة المصالحة التي ضمّت الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية وتيار المستقبل، ولائحة « ضمانة الجبل « التي ضمّت الامير طلال ارسلان والتيار الوطني الحر والحزب السوري القومي الاجتماعي ولائحة « الوحدة الوطنية « برئاسة الوزير السابق وئام وهاب، بينما خاض النائب وليد جنبلاط هذه المعركة تحت شعار حماية المصالحة بين المسيحيين والدروز ورفض إسقاط المختارة . في وقت خاضها أرسلان والتيار الوطني الحر تحت شعار تحقيق الشراكة في الجبل والعودة السياسية.
من بين الإشكالات الانتخابية في لبنان، ما حصل داخل أحد الأقلام في ثانوية جزين بين مناصري «التيار الوطني الحر» وأنصار المرشح ابراهيم عازار، وإشكال آخر في برجا بين مناصري تيار «المستقبل» ومناصري المرشح علي الحاج ما أدى إلى إقفال أحد مراكز الاقتراع.كما حصل تشابك بالأيدي في أحد مدارس المنية – طرابلس، أغلق على أثره المركز، وتدخلت قوة من الجيش اللبناني لإبعاد المواطنين. وفي مرياطة، وقع إشكال بين ابنة المرشح عن حزب «الكتائب» في لائحة «نبض الجمهورية» ميشال الدويهي والمرشح بيار رفول.
إلى ذلك، وقع إشكال كبير في بلدة لاسا في جبيل بين مناصري «حزب الله» أدى إلى إقفال صناديق الاقتراع، حل على الفور وعادت حركة الاقتراع إلى طبيعتها. وكانت مصادر حزب الله أشارت إلى أن الإشكال سببه تدافع الناخبين على مركز الاقتراع.
وأيضًا، وقع اشكال بين أحد مختاري بلدة ببنين وعناصر أمنية مولجة حماية العملية الانتخابية عند مدخل أحد أقلام الاقتراع المخصصة للنساء في مركز ثانوية رفيق الحريري في بلدة ببنين. أما في جديدة المتن، فقد هاجم ناخبون من عرب الفاعور منزل رئيس بلدية الجديدة – البوشرية – السد انطوان جبارة في منطقة الجديدة، على اثر عدم استيفائهم الاموال المتفق عليها مقابل الاقتراع لأحد مرشحي قضاء المتن كما ذكر بعض وسائل الاعلام.
وفي زحلة، سجل إشكال أيضًا في حوش الزراعنة بين شباب من «القوات اللبنانية» ومناصري النائب نقولا فتوش بعد اتهام الأخير بدفع رشاوى، كذلك سجل أشكال بين مناصري المرشحة ميريام سكاف ومناصري القوات الذين اتهموا سكاف بشتمهم من داخل السيارة. وفي الشويفات توقف الاقتراع في مبنى البلدية بعد إشكالين داخل قلم اقتراع عندما اعترض مناصرون للأمير طلال أرسلان على رئيس قلم لم يختم حوالى 50 ظرفاً ما أدى الى تحطيم صندوق الاقتراع.