إعلام السيسي يستعين بالأموات لشرعنة الإنقلاب ووزير أردني يطالب بحق العودة للقدس

لدى بعض الأصدقاء السياسيين وجهة نظر يمكن مناقشتها وهم يتحدثون عن الرسالة التي بعث بها جنرال مصر القوي عبد الفتاح السيسي للجميع عندما وقف على منصة إحتفالات أكتوبر بين زوجة الرئيس الراحل أنور السادات ونجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.
الصورة التي ظهرت على كل الفضائيات الرسمية المصرية بما في ذلك القناتين الأولى والثانية إضافة لقنوات الردح الإعلامي مثل الفراعين تقول كل شيء تقريبا عن القصة التي يسعى إعلام السيسي لسردها علينا.
الرجل ولسبب غامض قرر الإستعانة بأرواح الأموات أيضا لإضفاء شرعية على الإنقلاب العسكري ويريد أن يقول لنا ضمنيا: نحن جميعا عائلة واحدة من عند عبد الناصر وحتى السادات.
الغائب الوحيد ظلما وبهتانا كان الريس حسني مبارك حيث بقي في السجن ولم يظهر هو أو أي من اولاده على منصة السادس من اكتوبر.
هذا ظلم كبير.. غياب مبارك عن العرس إياه دليل غير صحي على عدالة عمياء في حقبة السيسي.

شرعنة الإنقلاب

الرجل- أقصد مبارك – ديكتاتور أيضا وجنرال وعسكري وكان بجانب جيهان السادات عندما اغتيل زوجها على نفس المنصة وهو جدير بهذا المعنى بالتواجد هو أو أي من أفراد عائلته مع الجالسين في المنصة التي تقول بوضوح للشعب المصري: لا يحكمكم ولن يحكمكم إلا نحن العسكر.
رغم أن مشهد السيسي وسط أبناء عبد الناصر وعائلة السادات مؤثر وعاطفي إلا أني كمواطن عربي لا زلت أقول بان ما حصل (إنقلاب) ولا زلت أشعر بذلك.
وسياقات شرعنة الإنقلاب في وجدان المصريين يمكن التقاطها من حزمة الأغاني والأناشيد الوطنية التي تتغنى بالعسكر على القناة المصرية، ومن الظهور المتكرر لوثائقيات عهد عبد الناصر في قنوات أخرى مثل القاهرة والناس والحياة.

القدس: لا شيء وكل شيء

مرة اخرى بثت فضائية إم بي سي الفيلم الرائع الذي يحكي قصة سيطرة القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي على المدينة المقدسة وتحريرها نهاية الأسبوع الماضي.
ومرة أخرى أستمتع شخصيا بالمشهد الختامي حيث يسأل القائد الصليبي المهزوم صلاح الدين: ما الذي تعنيه لكم القدس؟
يلتقت الممثل الذي يؤدي دور صلاح الدين بحركة إستعلائية منتصرة ويقول: لا شيء …يمضي صلاح الدين ثم يلتفت مجددا ويقول: ..وكل شيء.
قادة العرب والمسلمين (اليومين دول) لم يحقق أي منهم أي انتصار من أي نوع في أي معركة وشغلهم الشاغل حماية كراسي الحكم وقتل وتعذيب شعوبهم وتسمين أجهزة المخابرات التي تراقب تويتر وواتس أب ولا تراقب الحدود ولا تستمع لأجراس كنائس القدس المغتصبة ولا للعابرين على طرقات سبتة ومليلة ولواء الإسكندرون فعلى حد تعبير صديقنا المبدع رشاد أبو شاور: رغم أن الأمة تلتهم التراب حاليا إلا أن القدس لا زالت لنا وكذلك الإسكندرون وسبتة ومليلة وجزر أبو موسى وحنيش.
أخشى أن يعتقلني احدهم مع أبو شاور بتهمة إستذكار البقع المحتلة من أرض العرب والمسلمين.
بصرف النظر ستبقى القدس دوما وأبدا كل شيء ليس فقط لإن صلاح الدين قال ذلك في غابر الأيام ولكن أيضا لإن صديقنا المسيحي الأردني العروبي الشاعر والوزير المرهف جريس سماوي أبلغني بأنه يطالب بحق العودة للقدس ولن يتنازل عنه مهما بلغ الأمر فقد عاش جده ووالده في حواريها.
وسجلت العائلة مع اللاجئين وجريس مُصرٌ على أن كل القدس لنا جميعا وعلى انه سيسهر بالتأكيد يوميا على أجمل نواصيها فالقدس كانت ولا زالت عروس عروبتنا رغم كل زناة الليل ودجل التطبيع والتعايش.

إعترافات على الشاشة

لا يمكنها أن تكون حقيقة، لكنها كذلك تلك التي بثها وبجرأة غير معهودة تلفزيون الحكومة الأردنية وهو يسترسل عبر برنامج (ستون دقيقة) في سلسلة من أخطر الإعترافات بالجرائم الإدارية.
مسؤولة في أحد برامج التميز تحدثت عن مؤسسات وهيئات رسمية لديها فائض مالي تستورد خبراء أجانب يضعون لموظفيها المساحيق اللازمة لتمكينهم من الفوز في جائزة الملك عبد الله الثاني للتميز.
يعني الجماعة لا يكتفون بخداع وتضليل أنفسهم بل يحاولون خداع جائزة تحمل اسم الملك شخصيا …تلك جريمة مزدوجة عمليا قوامها خداع الشعب والحكم معا في بلد فقير يمكن أن تمس به أي كذبة حتى لو كانت أصغر.
جريمة أخرى يعترف بها على الشاشة وزير ‘ملو هدومه’ في الحكومة عندما يكشف لنا بأن أكثر من 60 ‘ من طلبة الثانوية العامة يتجهون للبرمجيات والإدارة في مملكة متخمة بهؤلاء.
لم يقف الأمرعند هذا الحد فأكثر من ثلثي أطفال مدارس الحكومة تحت الصف الثامن في إحدى مدن الجنوب لا يجيدون القراءة ولا الكتابة.
ما دامت موجة الإفصاح والشفافية قد إجتاحت بلادنا فجأة يمكنني الإفراج عن معلومة أحتفظ بها منذ سنوات حرصا على الأمن القومي فقد أبلغني قائد أمني بارز بأن أكثرمن 60 ‘ من رجال وكوادر أحد الأجهزة العملاقة (يسقطون) في إمتحان الكتابة والقراءة عند فحصهم قبل تحويلهم إلى رجال أمن.
الحديث تلفزيونيا وسياسيا في الأردن تكاثر مؤخرا حول (أخطاء وتراجع) الإدارة العامة.
لكن المسألة تتعلق بجرائم كارثية إرتكبت وقبل التسامح معها تحت أي عنوان لابد من تحديد هويتها ووقتها ورموزها حتى لا تنطبق على جميع رجال الدولة مقولة جدتي رحمها الله وهي تنشد: شوفيني وشوفي مقفاي.. عدي رجالك عدي.. من الأقرع للمصدي.

مدير مكتب ‘القدس العربي’ في عمان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الدكتور عبدالرحمن:

    الآن عرفت ليش ضاعت فلسطين لان الشعب العربي لا يقرأ و ان قرأ لايفهم,,,,,,,,,,,,,,,

  2. يقول نزار حسين راشد:

    هذه المسؤولة استثنيت من المشاركة في الجائزة ولكل ولائجه وضعائنه والحكم كان متلقو الخدمة وهم أكتر الناس تسخطاً!مما يعني أن المقياس حقيقي!ودائرة الجمارك من أكثر الدوائر تقدما تقنيا وأحد الأسباب هو الاستعانة بالخبرات الأجنبية!فمن أين ستأخذ الخبرة إن لم يكن من أهلها!ألم يئن لنا أن نعطي كل ذي حق حقه؟!بدلا من التباكي على اللبن المسكوب والاكتفاء بإلصاق التهم لولائج في النفس!
    عقيد جمارك:نزار حسين راشد

  3. يقول سامح // الامارات:

    للأخ الكاتب ( بسام ) المحترم .
    أنت كاتب كبير وأكاد أجزم أنك ( خبير ) بالشؤون الأردنية وخباياها الكثيرة …؟؟؟
    لماذا …فجأة تركت الأردن …وكتبت عن ( السيسي ) وانحزت لطرف
    ضد طرف …؟؟؟
    كان الأجدر أن تكون ( محايدا ) في الشؤون المصرية …و( قاطعا ) :
    في الشؤون الأردنية …!!!؟؟؟
    الفريق ( السيسي ) …شئنا أم أبينا : ملايين المصريين يؤيدونه ويحبونه :
    لدرجة العشق وأول ما يقبل بالترشيح …سيفوز بالرئاسة باكتساح :
    وعلينا أن ندعوا جميعا ( لمصر ) بالخير والتوفيق والتقدم والإستقرار
    وليس ( صب الزيت ع النار ) …ولك خالص التحيات ولقدسنا العزيزة
    وشكرا .

    1. يقول ربى:

      للكاتب “بسام”…شكراُ على المقالة الصادقة …وشكراً على قلبك الكبير ..الذي يتسع للكثير …وشكراً لإحساسك بأوجاع الأمة أنت وكُتاب آخرون…ولتدخلكم بشؤون الغير و”صب الزيت ع النار”…!!
      كل عام وأنت والشعب الأردني بألف خير …من فلسطين الجريحة..!!

  4. يقول paradise:

    أنا أظن بان الأعلام المصري سيصبح الأقوى في العالم العربي على الرغم من اتهامات الكثيرون بانه اعلام فلول. لقد تراجعت بشكل واضح شعبية الجزيرة بعد موقفها الفاضح من سوريا ومصر. و قناة العربية أصلا فاشلة. أنا لاوافقك الرأي بان ماحدث في مصر انقلابا عسكرية! اذن كيف سنفسر ماحصل في 25 يناير وقد حكم فعلا بعدها العسكر. وفشل طنطاوي وعنان في ادارة مصر فشلا ذريعا وسلموها بصفقة مع الأمريكان للأخوان المسلمين واظن ان سبب الثوره التي حصلت في 30 يوليو هو عجز الأخوان المسلمين عن ادارة البلاد واقصاؤهم للاخرين. أن مصر تتكون من نسيج منسجم من حضارات مختلفة وأطياف ملونة لايمكن أن يحكمهم حاكم خرج من أهل الكهف. الأخوان المسلمون خارج المكان وخارج الزمان ومصر أم الدنيا مليئة بالمفكرين ولايمكن أن يحكموا وخاصة بعد 25 يناير من فرعونا أخر. أما بالنسبة للفريق السيسي فالذي يراقب تصرفاته نستطيع ان نستنتج بانه قليل الكلام وكثير الفعل. هو رجل مثقف ومتدين ولو تقرأ مقالته عن الديمقراطية في الشرق الأوسط لعرفت ذلك. لا ضير في أن يحكم مصر رجلا عسكريا فايزنهاور وشارل ديغول هم عساكر وحكموا بدول مدنية. وفي المقابل فان مرسي رجلا مدنيا وحكم بعقلية العسكر: عقلية السمع والطاعة من مكتب الارشاد. ولاننسى ان جمال عبد الناصر كان ضابطا وأسس نهضة مدنية في مصر.

  5. يقول سولاف:

    ضحكتوني كتير على هالسواليف

  6. يقول بدرالدين حسن قربي:

    في سياق المقال أورد الكاتب الكريم (فعلى حد تعبير صديقنا المبدع رشاد أبو شاور: رغم أن الأمة تلتهم التراب حاليا إلا أن القدس لا زالت لنا وكذلك الإسكندرون وسبتة ومليلة وجزر أبو موسى وحنيش).
    يبدو لي أن الأستاذ المبدع أبوشاور نسي في سياق ماكتب الأحواز العربية.. أتمنى أن يخلّيها في باله وإلا ففي الأمر إنّ..

  7. يقول yahya misr:

    والله ان مايحدث فى مصر لهو انقلاب دموى بكل الاعراف والمقايسس ولاارى مايويدونه سوى انهم عبيد للعسكر والبيادة وكيف نحكم على الاخوان بالفشل وهم يحاربون من كل موسسات الدوله عسكر وداخلية والعدالة شكرا للكاتب المحترم وتقبلوا تحياتى

إشترك في قائمتنا البريدية