تونس – «القدس العربي» : تصدرت حركة «النهضة» التونسية نتائج الانتخابات البلدية، حيث جاءت في المرتبة الثانية بعد المستقلين بنسبة 29 في المئة تقريبا على صعيد نسبة التصويت، لكنها حلت في المرتبة الأولى على صعيد القائمات المتصدرة في مختلف الدوائر الانتخابية حسب عدد البلديات بنسبة 40 في المئة.
وأعلنت هيئة الانتخابات النتائج الأولية الرسمية للانتخابات البلدية، حيث بلغت نسبة التصويت 35.7 في المئة (مليون و802 ألف صوت). وحل المستقلون في المرتبة الأولى بنسبة 32.2 في المئة (حوالي 582 ألف صوت)، فيما جاءت حركة «النهضة» في المرتبة الثانية بنسبة 28.6 في المئة (516 ألف صوت)، يليها حزب «نداء تونس» بنسبة 20.8 في المئة (حوالي 376 ألف صوت)، في حين حل كل من «التيار الديمقراطي» (4.1 في المئة) و»الجبهة الشعبية» (3.9 في المئة) في المرتبتين الرابعة والخامسة على التوالي.
وكتب محمد القوماني عضو المكتب السياسي لحركة «النهضة» على صفحته في موقع «فيسبوك»: «الذين يعمدون إلى التلبيس في نتائج البلديات باسم قراءة الأرقام حتى يسمعوا ما يريدون سماعه. لم ولن يفهموا يوما حقيقة الوضع التونسي». وأضاف في تدوينة أخرى «الذين يتحدَثون عن تراجع عدد ناخبي النهضة والنداء في البلديات ويعدَونه هزيمة ولا يربطون ذلك بتراجع نسبة المشاركة. لماذا لا يسحبون ذلك على أحزاب المعارضة أيضا التي تراجع عدد ناخبيها وعدد الولايات التي تقدمت بها مقارنة بالتشريعية.. ويصنفونها في صعود».
ورغم أن «النهضة» حلت ثانيا في نسبة التصويت، إلا أنها حلت الأولى في ترتيب القائمات المتصدرة في مختلف الدوائر الانتخابية حسب عدد البلديات، حيث فازت قائمات النهضة بأكثر من 40 في المئة بواقع 141 بلدية، وحلت قائمات النداء في المرتبة الثانية بحوالي 29 في المئة بواقع 100 بلدية، وجاءت القائمات المستقلة في المرتبة الثالثة بنسبة 26 في المئة (91 بلدية).
وأشارت البرلمانية فاطمة المسدّي (نداء تونس) إلى عدة «صدمات» للانتخابات البلدية، من بينها «نتيجة الانتخابات حيث كانت الرسالة واضحة في فشل سياسة التوافق بين النداء والنهضة وفشل الديمقراطيين في التوحد والإقناع وهذا ما عبر بنجاح المستقلين في رسالة معاقبة للطبقة السياسية. والصدمة في تحليل السياسيين الفاشلين لنتيجة الانتخابات واعتبارها فوزاً نسبياً ورفض تحمل المسؤولية السياسية، وفي ظهور توافقات غير طبيعية بين الفائزين في الانتخابات للحصول على كرسي الرئاسة (رئاسة البلدية)».
ودوّن هشام عجبوني القيادي في حزب «التيار الديمقراطي»: «أوّل قرار للتيار بعد نتائج الإنتخابات البلدية: لن يكون هنالك أي تحالف أو تنسيق مع النداء أو النهضة في خصوص التصويت لرؤساء قائماتهم أو قائماتنا. ومن بدأ حملته ضدنا بداعي ضرورة التصدي لمرشح النداء في بلدية تونس، التجمعي كمال ايدير، نذكّره فقط أن حركة النهضة متحالفة تحالفا وثيقا مع منظومة التجمع وبعض رؤساء قائماتها تجمعيين خالصين! يعني، أن النهضة و النداء بالنسبة لنا وجهان لعملة واحدة في مستوى السياسات و الممارسات، ولا فارق بينهما! ولكننا سنتعامل بإيجابية مع كل رئيس بلدية يقع انتخابه وسندعم كل القرارات التي فيها مصلحة للمواطنين مهما كان مأتاها وسنتصدى لكل التجاوزات وسنكون عينا رقيبا في كل البلديات التي ترشحنا فيها، بدون أي حسابات سياسية».
وأضاف الباحث سامي براهم «أرقام معبّرة للمستقبل في نتائج الانتخابات: 47 في المئة من الفائزين نساء. 29.55 في المئة من رؤساء القائمات نساء. 37 في المئة من الفائزين شباب. 144 فائزاً من ذوي الإعاقة. 15 من رؤساء القائمات الفائزة من ذوي الإعاقة». وتابع في تدوينة أخرى «إعلان نتائج الانتخابات البلديّة التي تجسّد خطوة نحو الحكم المحلّي بهذا الشكل العلني المشهدي، هو محطّة مهمّة في تصفية تركة المنظومة القديمة وإعادة توزيع السّلطة بشكل أكثر عدلاً وانفتاحاً. في انتظار إعادة توزيع الثروة التي ستخاص من أجلها نضالات أشدّ ضراوة».
وينتظر إعلان النتائج النهائية من قبل هيئة الانتخابات، بعد النظر في الطعون الانتخابية المقدمة، وإجراء الانتخابات الجزئية في بلدية المظيلة من ولاية قفصة، ليتم بعدها النظر في رئاسة وترتيب المجالس البلدية.