بيروت- «القدس العربي» : المواجهة الاسرائيلية الايرانية في سوريا وانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع ايران بدأت تترك تداعياتها على الوضع في لبنان، وفيما كان الطرفان الاسرائيلي والايراني يتبادلان القصف بالصواريخ سقط صاروخ ارض ارض فجر الخميس في بلدة الهبارية الحدودية واقتصرت أضراره على الماديات.
وقام فريق هندسي تابع للجيش اللبناني بالكشف على الصاروخ ونقله الى احد المواقع العسكرية. كذلك أفيد عن سقوط اجزاء من صواريخ في منطقة قب الياس في البقاع الأوسط. وتحوّلت سماء لبنان الى ممر للطائرات الحربية الإسرائيلية حيث صدر عن قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه البيان الآتي: «خرقت أربع طائرات حربية تابعة للعدو الإسرائيلي الأجواء اللبنانية بتاريخ 9 / 5 /2018 الساعة 02.15 من فوق البحر غرب الناقورة، ونفّذت طيراناً دائرياً فوق البحر بين شكا والجنوب ثمّ غادرت الأجواء عند الساعة 02.45 من فوق البحر غرب الناقورة «.
تتزامن هذه التطورات مع خشية من دخول حزب الله على خط المواجهة انطلاقاً من جنوب لبنان ما يعني هزّ الاستقرار الداخلي وتدفيعه ثمناً لا يستطيع تحمّله ولاسيما في ظل التقارير المالية التي تتحدث عن تراجع قيمة سندات لبنان الأجنبية (اليوروبوند) الى أدنى مستويات لها منذ أزمة استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري في تشرين الثاني الماضي.وقد تراجعت السنداتُ اللبنانية المقوّمة بالدولار بما يصل إلى 2.745 سنت لتسجّلَ أدنى مستوياتها في عدة أشهر. وتكبّدت سندات بقيمة مليار دولار تستحق في العام 2022 أشدّ الخسائر، إذ هوت إلى 90.66 سنتاً. وجاء ذلك في وقت أعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أنّ البنك المركزي سيبيع سنداتٍ دولية بمليارَي دولار على مدى عام في إطار مبادلة ديون تقول الحكومة إنها ستعزّز احتياطيات البنك المركزي وتقلّص تكاليف خدمة الدين.
وما عزّز القلق من عدم إبقاء لبنان بمنأى عن التطورات هو قول الامين العام لحزب الله حسن نصرالله إن نتائج الانتخابات النيابية أمّنت لحزبه الشرعية الشعبية والحصانة لسلاحه، وعزّزت ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة.وذكرت مصادر لصحيفة « المستقبل « أنّ التقارير الاستخباراتية الغربية تُجمع على عجز إيران عن القيام بأي رد فعل مباشر على الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، وتؤكد أنّ مصدر الخطر الوحيد الموضوع «تحت المجهر» يكمن في احتمال حصول «ردود انتقامية» من أذرعها في المنطقة.
ولفتت معلومات صحافية الى أن الدول الاوروبية التي التقت في مؤتمر «سيدر 1» في باريس قبل فترة قصيرة تخشى تحويل لبنان ورقة مقايضة في يد ايران لتعزيز موقعها الإقليمي. ونّقل أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي سعى الى تعزيز الاستقرار في لبنان منذ استقالة الرئيس سعد الحريري وعودته عنها، يجري اتصالات مع اللاعبين الدوليين والاقليميين، ومنهم نظيره الايراني الرئيس حسن روحاني للدعوة الى صون الاستقرار الداخلي في لبنان.