لبنان: اشتباك سياسي غير مسبوق بين أرسلان وجنبلاط تخللته اتهامات بالغدر والمتاجرة بالدماء

حجم الخط
0

بيروت- «القدس العربي» : لم ينتج البيان المشترك الصادر بعد حادثة الشويفات عن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال ارسلان التهدئة المطلوبة بين الطرفين.وشهدت نهاية الاسبوع أعلى نسبة من الاشتباك السياسي غير المسبوق بين القطبين الدرزيين في الجبل.
واستغرب ارسلان في مؤتمر صحافي كيف يتكلم النائب غازي العريضي في تشييع الضحية علاء أبي فرج عن الموضوع الحكومي، فأكد «أننا لا نتاجر بالدم»، وسأل «هل هذا هو ثمن السياسة والنيابة والوزارة؟ هذا هو ثمن السلطة؟ دم شباب أبرياء ليس لهم لا بالعير ولا بالنفير بالذي حصل».
وقال ارسلان «تقصّدنا طيلة الأربعة الأيام الماضية ورغم تعرضنا إلى حملات تجريح شخصية من قبل بعض الأوباش أن نبقى على صمتنا احتراماً لعائلة ودماء الشهيد، إلا ان هذا الاستهتار بكرامات الناس غير مقبول لا بالشكل ولا بالمضمون ولن نقبله ولن نتعايش معه مهما كلف الأمر من أثمان». واضاف» في السياسة يمتلك الفرد حريّة قول ما يريد تهجماً وإنتقاداً، وإنما بالنعوت والإتهامات بالقتل التي نفثها من تليق به هذه الأوصاف، فلا تقال لأشراف الناس ولمنازل مثل منزل الأمير مجيد أرسلان في هذه الطائفة الذي لا ينقصه براءة ذمة من أحد بل هو من يعطي براءات ذمة لكل الناس إبتداءً بمن يرى نفسه كبيراً جداً. فتاريخنا يشرّف ولا نستحي به، هو التاريخ الذي لم يتاجر بالدم ولم يضع العباد ليصل عبرهم إلى مناصب ومراكز أو قوة أو سلطة».وقال «نحن دفعنا أثمان إنطلاقاً من تربيتنا التوحيدية الشريفة كرامة هذه الطائفة وهذا واجب علينا قمنا به عبر كل السنوات الماضية.»

أرسلان: «شكال مسلح

وسلط إرسلان الضوء على إشكال الشويفات الذي حاول البعض تزويره بأنه إشكال فردي والحقيقة أنه إشكال مسلح دام لأكثر من ساعتين وأنا تواصلت أربع مرات مع المخابرات.وأكمل متمنياً لو لم تصل الأمور إلى مخاطبة وليد بيك جنبلاط عبر الإعلام، الا أننا أصبحنا مضطرين لذلك وأقول له ان الطائفة الدرزية قدمت لك أغلى ما تملك في أصعب الظروف وأحلكها فأقول لك «ضب الزعران عن الأوادم…» والكلام النابي الذي يصدر عمن يدعون بأنهم نواب وقيمون على الطائفة ومصالحها ودمائها، فالمسؤول عليه أن يزن كلامه قبل التفوه به. علاء أبو فرج هو ضحية الخطاب البذيء واللا أخلاقي والتحريض والحقد في النفوس كلها عوامل أدت إلى هذا المشكل والإشتباك». وأشار إلى أنه « لا يزعل إذا انتقد نائب أو مسؤول في السياسة إنما أنت يا وليد بيك من فسح المجال وأنا لا أرد على أشخاص لا أراها مطلقاً ولا يعنوني بشيء وأنا أدعوك يا بيك إلى التفاهم بكل وضوح وصراحة… كل من تكلم من الذين يدّعون بأن أولادهم لك، بقلة أخلاق وأدب وتهذيب مع خلدة ودار خلدة لن أرد على أحد إلا عليك يا بيك شخصياً لأن كل الذين «فلتوا» ينضحون بتربيتهم وأحقادهم الدفينة على الدروز أجمعين لأن الموحد لا يمكن أن يصدر منه هذا الكلام، فالصدق من شيم التوحيد ليس الغدر والكذب وليس الطعن بالظهر والتجارة بدماء الناس الأبرياء الذين يوضعون في كل مرة على مذبح السياسة.»
وتابع «إذا توجه أهل الفقيد بكلام لنا فكنا سنتفهم ذلك وهذا حقهم وهم مجروحون. لكن مسؤولي حزبك يا بيك لم يوفروا لحظة إلا وتهجموا ولم ألب دعوات الأهالي بالرد على ما يصدر بحقي إحتراماً لدم الشهادة وإلتزاماً بالبيان الصادر لما بعد دفن الشهيد. فبدأت التجارة بالدفن، أهذه عادات بني معروف؟».
وذكّر باستشهاد الشيخ أبو غالب ابو إبراهيم في الخلوات وبالمعاملة التي صدرت تجاه وليد جنبلاط، كما ذكّر أيضاً بالشهيد أكرم عربيد في الشويفات وكيف تعاملنا مع البيك. فبعد عشرة أيام من استشهاد أكرم عربيد ورغم انقطاع التواصل بيننا إتصل وليد بيك بي وطلب زيارتي في خلدة ومرافقته ليقوم بتعازي آل عربيد ولم يواجه البيك بأي شرط من قبلنا لأن اخلاقنا لا تسمح».
وتوجّه إرسلان إلى بني معروف قائلاً: «نحن لسنا أعداء، يمكن أن نتخاصم لكن هذا الكم الدفين داخل بعض الناس يذكرني بما كان يقوله الأمير مجيد إرسلان «طيبة القلب من صفات الرجال والحقد من صفات الجبان» وشكراً».

… وجنبلاط: لن ننجر

ثم علّق «الحزب التقدمي الإشتراكي» على المؤتمر الصحافي مؤكداً أنه «لن ينجرّ إلى سجالات ومهاتارات لا طائل منها ولن يدخل في نقاشات عقيمة الهدف الوحيد منها تحوير الأنظار عن الواقعة الأساسية التي حدثت في الشويفات وأدت إلى سقوط علاء أبي فرج». وفي بيان له، أوضح الحزب أنه « يؤكد على موقفه الثابت بضرورة أن تتحمل الأجهزة الرسمية مسؤولياتها لكي تأخذ العدالة مجراها وأن يتم ملاحقة وتوقيف جميع المتورطين أياً كانوا في هذا الحادث الأليم لينالوا عقابهم وفق القوانين والأصول والإجراءات المتبعة. إن تغاضي أرسلان عن ذكر واقعة حمايته واخفائه للمرتكب الأساسي لهذه الجريمة بحد ذاتها تنسف مضمون كل مؤتمره الصحافي. رحم الله الأمير مجيد أرسلان «.
وأعرب الحزب عن «اعتذاره من رجل الدولة الأول في لبنان، سعد الحريري ، ونوضح له أننا لا نرمي مشاكلنا عليه بل نلفت نظره إلى أن ثمة مشكلة وقعت في منطقة لبنانية إسمها الشويفات تستوجب منه كمسؤول المتابعة لتطبيق القانون والعدالة».

الحريري – «البيك»

وكان النائب وليد جنبلاط غرّد عبر حسابه على تويتر «اما وقد انتهت الانتخابات، فغريب كيف ان بعض الخاسرين يدّعي النصر والبعض الآخر يلجأ إلى الضجيج الإعلامي بدل احترام القانون». وردّ الرئيس سعد الحريري بالقول «يا ليت يا وليد بيك تحل عن المستقبل شوي وتحط كل مشاكلك علينا وشكراً».
وكانت قيادة الجيش أكدت في بيان أن «حاجزاً تابعاً للجيش في بلدة حربتا – البقاع أوقف بتاريخ 12 / 5 / 2018 المدعو طارق السوقي ( شقيق أمين السوقي الذي قيل إنه غادر إلى سوريا ) والمدعو وائل البنا، لارتباطهما بالإشكال الذي حصل في وقت سابق في بلدة الشويفات وبالمطلوبين بشكل أو بآخر.وضبط بحوزتهما مسدسان حربيان ومبلغ من المال وعدد من الأجهزة الخلوية، بالإضافة إلى بطاقات تسهيل مرور ورخص حمل أسلحة منتهية الصلاحية».

لبنان: اشتباك سياسي غير مسبوق بين أرسلان وجنبلاط تخللته اتهامات بالغدر والمتاجرة بالدماء
… والحريري لـ «البيك»: يا ليت تحل عن «المستقبل» شوي
سعد الياس

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية