غزة ـ «القدس العربي»: تواصلت التظاهرات الشعبية على النقاط الحدودية القريبة من «مخيمات العودة»، في إشارة الى استمرارية الفعاليات، وأعلنت القوى الوطنية والإسلامية اعتبار غد جمعة «الوفاء للشهداء والجرحى» الذين سقطوا في أحداث «مليونية العودة».
وطالبت الجماهير بالمشاركة في الفعاليات اليومية والأسبوعية لـ «مسيرة العودة»، وصولا إلى ذكرى احتلال القدس يوم الخامس من يونيو/ حزيران المقبل، مشددة على استمرار الفعاليات حتى تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال.
ويحيي الفلسطينيون يوم الخامس من حزيران/ يونيو من كل عام، ذكرى «النكسة» التي احتلت فيها إسرائيل باقي المناطق الفلسطينية، وأجزاء من مصر وسوريا ولبنان والأردن. وأشارت إلى أنها ستضع برنامج فعاليات يوميا يراعي أجواء شهر رمضان، يشمل كل أماكن «مخيمات العودة الخمسة».
وخلال المؤتمر الذي تلي فيه بيان مشترك باسم الفصائل، جرى تحميل الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن الدماء التي سالت في غزة، مشددة على أن «جرائم الاحتلال» تستدعي تقديم قادته للمحاكم الدولية». وجددت رفضها نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، مؤكدة أن الإدارة الأمريكية بهذا الفعل «تجاوزت قرارات الأمم المتحدة للحفاظ على القدس بجغرافيتها وديمغرافيتها».
إلى ذلك تواصلت الفعاليات الشعبية في «مخيمات العودة» التي شهدت مواجهات مع جنود الاحتلال، الذين استهدفوا المتظاهرين بقنابل غاز مسيل للدموع.
ورفض النشطاء المشاركون في فعاليات «مسيرة العودة» استلام شحنة أدوية، مرسلة من قبل «نجمة داوود الحمراء» الإسرائيلية، لمصابي أحداث الإثنين الدامي. وقرروا إرجاع هذه الشاحنة التي تقل الأدوية الإسرائيلية في ساعة متأخرة من ليل أول أمس الثلاثاء، بعد اكتشاف أمرها بعد دخولها إلى قطاع غزة. وتبين بعد عملية فرز شحنات الأدوية التي وصلت القطاع، أن هناك شحنة أدوية تحمل شعار «نجمة داوود الحمراء»، مرسلة كمساعدة من إسرائيل إلى وزارة الصحة في غزة، حيث تقرر على الفور إعادتها ليلا إلى المكان الذي قدمت منه. وأعيدت الشاحنة الى معبر كرم أبو سالم الواقع إلى الجنوب من قطاع غزة، يرافقها عدد من النشطاء الذين رفضوا استخدام أدويتها في علاج مصابي غزة.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله قد أرسلت أول من أمس شحنة أدوية على متن عدة شاحنات، إضافة إلى أدوية جرى إدخالها للقطاع من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في مسعى لإغاثة المصابين، بسبب النقص الحاد في الأدوية والمستحضرات الطبية.
وأعلنت الهيئة الوطنية العليا لمخيم ومسيرة العودة وكسر الحصار، بعد رفض استلام الدواء، في بيان لها أن الاحتلال يسعى من وراء ذلك جاهدا لـ «تحسين صورته القبيحة التي كشفت حقيقتها دماء الأبرياء العزل في قطاع غزة أمس في ضوء ما شكلته المجزرة من ردود فعل دولية تدين العدوان وتطالب برفع الحصار عن غزة». وشددت على أنها ترفص استقبال أو استلام أي دواء من «مرتكبي المجزرة»، منددة بعملية إخفاء هذه الأدوية بين قافلة الدواء المرسلة من رام الله، محذرة من التعاطي مع محاولات «تحسين صورة العدو»، وقالت «لن تنطلي علينا في الهيئة هذه المهاترات المكشوفة.» ودعت جهات الاختصاص إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة الأدوية وعدم استلامها، مجددة الدعوة لرفع الحصار عن غزة، وأعادت التأكيد أنها لن تسمح بـ «تحسين صورة المحتل على حساب دماء الشهداء الأبرار.»
يشار إلى أن عدد الشهداء الذين سقطوا منذ انطلاق فعاليات «مسيرة العودة» يوم 30 آذار/مارس الماضي، فاق الـ 110 شهيدا، فيما بلغ عدد الجرحى نحو 12 ألف مصاب.
من جانبه كرر مركز الميزان لحقوق الإنسان، مطالبته للمجتمع الدولي بـ «التدخل العاجل» لحماية المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والعمل على وقف انتهاكات قوات الاحتلال بحق المشاركين في المسيرات السلمية على حدود قطاع غزة الشرقية، وضرورة إعمال مبدأ المحاسبة. وقال في بيان صحافي «إن قوات الاحتلال واصلت استهدافها للمدنيين المشاركين في المسيرات السلمية على امتداد الحدود الشرقية للقطاع، واستخدمت القوة المفرطة والمميتة، في معرض تعاملها مع الأطفال والنساء والشبان المشاركين في تلك المسيرات». وأكد استمرار قوات الاحتلال في إطلاق الرصاص الحي، والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز المسيلة للدموع تجاه المشاركين في المسيرات، مكررا إدانته لسلوك قوات الاحتلال ولاسيما في استخدام «القوة المفرطة والمميتة» في مواجهة المتظاهرين السلميين.
وشدد على أن المتظاهرين لم يشكلوا أي تهديد يذكر على حياة الجنود الإسرائيليين الذين تعمدوا إيقاع الأذى في صفوف المدنيين دون اكتراث بقواعد القانون الدولي الإنساني ومبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان.
إلى ذلك أكدت وزارة العدل الفلسطينية، أن قتل عشرات المدنيين وإصابة الآلاف بـ «دم بارد» في مجزرة ارتكبها الاحتلال، «تدل على مدى استهتار هذا الاحتلال بجميع المواثيق الدولية التي تجرم الاعتداء على المدنيين المسالمين». وطالبت في بيان لها المجتمع الدولي بـ «التحرك السريع والعاجل» لإنقاذ الشعب الفلسطيني ولجم الاحتلال ومنعه من ممارسة جرائمه.
وعلى صعيد آخر ورغم إعادة فتح معبر كرم أبو سالم التجاري جنوب قطاع غزة، أول من أمس لمرور البضائع والسلع، بعد عملية إغلاق بأمر من وزير الجيش أفيغدور ليبرمان، دامت عدة أيام، إلا أن سلطات الاحتلال لم تسمح بمرور شاحنات تقل وقودا وغاز طهي إلى سكان القطاع المحاصرين. وذكرت تقارير إسرائيلية أن سلطات الاحتلال لن تدخل الوقود والغاز عبر معبر كرم أبو سالم لقطاع غزة، بزعم تدمير البنية التحتية من قبل المتظاهرين الفلسطينيين.