الهباش لـ «القدس العربي»: هشاشة الموقف العربي وراء جرأة أمريكا على نقل السفارة

حجم الخط
0

غزة ـ«القدس العربي»: بما يؤكد عدم رضا القيادة الفلسطينية عن الموقف العربي الرسمي، حيال نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، وما تبعه من مواقف سياسية، شجعت دولا أخرى على انتهاج القرار ذاته ، أكد محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين، ومستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية لـ «القدس العربي»، أن القيادة الفلسطينية لم تكن تتوقع أن يكون الموقف العربي بـ «هذه الهشاشة». وأكد في الوقت ذاته أن الدول العربية لم تلتزم بتعهداتها السابقة بدعم مدينة القدس المحتلة ماليا.
وقال الهباش إن القيادة الفلسطينية كانت تتمنى أن تصدر مواقف عربية «أكثر جدية»، خاصة وأن هناك قرارا عربيا اتخذ في القمة التي عقدت في عام 1980، يقضي بقطع العلاقة مع أي دولة تقوم بنقل سفارتها إلى مدينة القدس.
وأشار إلى أن هذا كان «أضعف الإيمان» الذي عولت عليه القيادة الفلسطينية، لتصدي العرب إلى قرار نقل السفارة الأمريكية إلى المدينة المقدسة. وأضاف «كنا نأمل أن يكون جزء من الرد على القرار الأمريكي والإسرائيلي، تنفيذ كل القرارات العربية السابقة المتعلقة بمدينة القدس» وأهمها «قطع العلاقات الدبلوماسية» مع الدول التي تقوم بنقل سفاراتها للمدينة.
وأبدى الهباش استغرابه من عدم قيام الدول العربية بطرح موضوع قطع العلاقات مع الدول التي تنقل سفاراتها «من باب الاستذكار». وعاد وأكد أن «هشاشة الموقف العربي» هو ما جعل الإدارة الأمريكية تتجرأ على نقل سفارتها إلى المدينة المحتلة، وأستطرد «لو كانت الإدارة الأمريكية تدرك أن هناك موقفا عربيا جديا وقويا، في موضوع قطع العلاقات، لما تجرأت على فعلتها». وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية قامت بفعلتها بعد اطمئنانها بأن الموقف العربي لن يخرج عن طور «الشجب والاستنكار».
وكانت القمة العربية التي عقدت في العاصمة الأردنية عمان في عام 1980، اتخذت قرارا في ختام أعمالها بالتصدي للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقطع جميع العلاقات مع أية دولة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل أو تنقل سفارتها إليها.
كما اتخذت قرارا بـ «تحرير مدينة القدس العربية وعدم القبول بأي وضع من شأنه المساس بسيادة العرب الكاملة على المدينة المقدسة».
وفي السياق ذاته كشف الهباش أن الدول العربية لم تقم بتنفيذ قرارات القمم السابقة بدعم المدينة ماديا، من أجل مواجهة المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تهويدها، وقال أن الدول العربية «لم تلتزم بما ألزمت به أنفسها».
وسبق أن جرى تعهد الكثير من الدول العربية، في القمم العربية السابقة بتقديم مبالغ مالية لدعم صمود المدينة المقدسة.
وأكد الهباش أن ما يجري «شيء غير مريح ومحزن»، مضيفا «لم نكن نتوقع أن يكون الموقف العربي بهذه الهشاشة»، تجاه قضية القدس.
ولم يلق مستشار الرئيس الفلسطيني باللائمة على المستوى العربي الرسمي، بل وجه انتقادات للموقف الشعبي في الوقت ذاته ، لافتا إلى أن أيا من العواصم العربية لم تشهد أي حراك بعد نقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس المحتلة، مضيفا بلغة الانتقاد «وكأننا نعيش في كوكب آخر».
يشار إلى أن مجلس وزراء الخارجية العرب الذي عقد اجتماعا له في مقر الجامعة العربية في القاهرة أول من أمس، لم يتخذ أي قرارات ملزمة تجاه الإدارة الأمريكية، كما لم يتطرق إلى القرار السابق المتخذ في قمة عمان 1980، واكتفى الوزراء في البيان الذي أصدروه، بتكليف أمانة الجامعة العربية بإعداد خطة لمواجهة اعتراف أي دولة بالقدس عاصمة للاحتلال، والتحرك الفوري لتشكيل لجنة دولية مستقلة من الخبراء للتحقيق في الجرائم والمجازر التي اقترفها الاحتلال في قطاع غزة.
وانتهج مجلس وزراء الخارجية العرب سياسة «الشجب والاستنكار» في بيانه، من خلال الاكتفاء بالتأكيد على رفض وإدانة قرار الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، واعتباره القرار «باطلا ولاغيا»، ومطالبتها بالتراجع عنه، واعتبار قيام الولايات المتحدة الأمريكية بنقل سفارتها إلى مدينة القدس «سابقة خطيرة تخرق الإجماع الدولي حول القدس المحتلة ووضعها القانوني والتاريخي القائم».
وأكد على أن القيادة تعول على اجتماع «القمة الإسلامية» في مدينة إسطنبول التركية، اتخاذ قرارات «ذات صيغ عملية»، بعيدا عن اللجان التي وصفها بأنها «لا تسمن ولا تغني من جوع».
وسألت «القدس العربي» الهباش عن خطة التحرك التي ستنفذها القيادة الفلسطينية في المرحلة الحالية، خاصة في ظل هذه المواقف العربية، فقال إنها ستكون من خلال تعزيز «المقاومة الشعبية السلمية»، وكذلك التحرك على الصعيد الدبلوماسي، والتوجه للأمم المتحدة، لافتا إلى قرار إحالة «ملف الاستيطان» إلى محكمة الجنايات الدولية باعتباره «جريمة حرب».
وأشار إلى عمل القيادة الفلسطينية في المحافل الدولية من أجل توفير «الحماية الدولية» للشعب الفلسطيني، من الاحتلال الإسرائيلي.

الهباش لـ «القدس العربي»: هشاشة الموقف العربي وراء جرأة أمريكا على نقل السفارة
قال إن الدول العربية لم تلتزم بوعودها ولم تدعم تعزيز صمود القدس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية