التمديد للمؤتمر انقلاب على الشعب الليبي

حجم الخط
0

التمديد ذلك ما حذرنا منه منذ مدة في قال بعنوان “المؤتمر والحكومة ومطلب الديمومة” بسبب تقاعس المؤتمر ومؤسسات “الدولة” عن القيام بأدنى واجباتهم تجاه الشعب الذي عبّر في اكثر من مناسبة عن استيائه مما وصلت اليه الاوضاع واستشراء الفساد وإهدار المال العام وان المتسلطون الجدد لم يقوموا بأي شيء يذكر من شانه تحسن الاوضاع الامنية والمعيشية.

فالدستور لم ينتج بعد رغم مرور الوقت الكافي، والاكتفاء بنشر عبارات منمقة عبر وسائل الاعلان المختلفة عن الدستور “المنتظر” الذي لم ولن يكون له مثيل بالعالم وان ليبيا ستكون الدولة “الفاضلة” الوحيدة على وجه الارض لأننا تعودنا بأن نكون السباقين في كافة المجالات “من ليبيا يأتي الجديد”، وبالتالي فإن انتاج الدستور لن يكون امرا سهلا، ولم لا يأخذ الوقت الكافي من الدراسة والتمحيص والتعديل، فالوقت لم يعد يهم ولا بأس من اختلاق بعض الازمات بين الفينة والأخرى كي ينشغل الشعب بها ومنها انقطاع مياه الشرب والانقطاع المتكرر للكهرباء، ” الكهرباء لم تنقطع- فترة انقطاع المياه؟؟ ” والمحروقات لتعود طوابير السيارات من جديد.

احد المهام الموكلة للمؤتمر هي المصالحة بين المناطق، طوال الفترة الماضية كانت هناك محاولات خجولة من بعض الناس وكأن السادة البرلمانيون لا يريدون المصالحة لأنه بتحقيقها ستستقيم الامور وتتوقف اعمال العنف وإراقة الدماء والسرقة والخطف وعندها سيلتفت الشعب الى بناء الدولة المنشودة وبالتالي لم يعد هناك داع لاستمرار هؤلاء بالسلطة وما يترتب عنه من انخفاض في مستوى دخولهم اللا متناهية وانحسار مشاريعهم التنموية “البزنس” التي لا تحصى، والإقلال من اطلالاتهم المملة عبر وسائل الاعلام المختلفة التي يملكون الكثير منها.

وسيعمد الشعب الى تفكيك ميليشياتهم “ذراعهم الطولى” التي يبطشون بها وتجعل من كل مخالف(رأي) صديق حميم او يغادر الى غير رجعة، اليست هي التي تعيث في الارض فسادا و تجلب لهم الهيبة “الخيبة” فهم يسافرون الى بلدان لم يكونوا بالغيها إلا بشق الانفس ويتواصلون مع بعض الشخصيات التي لم يكونوا يحلمون يوما برؤيتها عن قرب، كما استطاعوا ولا يزالون التواصل “بصفتهم الرسمية-حيث تكون التكاليف على حساب المجتمع” مع امثالهم في البلدان الاخرى الذين لا يقيمون للبشر اية قيمة، بل مجرد ارقام تستخدم عند الانتخابات (في حال حصولها) حيث تشترى الذمم بأثمان بخسة.

اننا ندرك كما يدركون انهم طوال الفترة السابقة لم يقوموا بأي شيء يحسب لهم بل عليهم وإحداث الفرقة بين مكونات الشعب، متبعين في ذلك سياسة الغرب فرّق تسد، من هنا نتفهم الإعلان عن “قد” يمدد للمؤتمر، فما هي إلا بالونة اختبار وجس نبض الشارع الذي ملّ الحياة في ظل وجود هؤلاء المتشبثون بالسلطة الى اخر لحطة في حياتهم. فهم يدركون جيّدا ان الشعب لن يعيد انتخابهم وبالتالي لا باس من التمديد فقد يمر،ولنا في لبنان أسوة حسنة فكلا “الدولتان” في الهم سواء هناك نظام طائفي وهنا نظام قبلي يطل بوجهه، حيث مدّد مجلس النواب اللبناني لنفسه بحجة الظروف الاستثنائية ومن ثم استطاع ملأ الاماكن الشاغرة وتعيين اناس جدد بمرافق الدولة المختلفة، وعليه فبإمكان البرلمان الليبي التمديد لنفسه واختيار ما يراه مناسبا لتسيير الامور.

ان التمديد للمؤتمر انقلاب على صاحب الشرعية وتسفيها لتضحياته والعمل على زيادة معاناته فهل يرضخ الشعب لما يسعى اليه هؤلاء المتسلقون ام ينتفض من جديد ويقوم بثورة ضد من اختارهم لأن يكونوا عونا له على الزمان فصاروا عبئا عليه،لا شك ان الشعب لم يعد لديه ما يخسره، فتربصوا انا معكم متربصون.

ميلاد عمر المزوغي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية