لندن ـ «القدس العربي»: هيمنت أخبار مسيرة العودة والمجزرة الإسرائيلية في غزة على شبكات التواصل الاجتماعي في العالم، وحصدت اهتمام مئات الآلاف من المستخدمين العرب الذين أبدوا تأييهم للمسيرة السلمية واستنكارهم للرد الإسرائيلي العنيف والمجزرة التي تم ارتكابها في الذكرى السبعين على النكبة الفلسطينية.
واستشهد 63 فلسطينياً في مسيرة العودة الكبرى يوم الاثنين الماضي بعد أن فتحت القوات الإسرائيلية الرصاص الحي على المتظاهرين الفلسطينيين عند السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948 وكان من بين الشهداء عدد من الأطفال والنساء، إضافة إلى شبان لم يكن في حوزة أي منهم أي أسلحة.
وتصدرت العديد من الوسوم المتعلقة بالحدث قوائم الهاشتاغات الأوسع انتشاراً والأكثر تداولاً في العالم العربي على شبكة «تويتر» كما هيمنت أحداث غزة على شبكة «فيسبوك» أيضاً، وغرقت حسابات «انستغرام» و»سناب شات» بالصور ومقاطع الفيديو من المناطق المختلفة في القطاع.
وأطلق النشطاء الوسوم «#مسيرة_العودة_الكبرى» و»#مليونية_العودة» و»#مجزرة_غزة» على «تويتر» فيما تسابق آلاف المستخدمين على التغريد ضمن هذه الحملات معلنين التضامن مع الشعب الفلسطيني وانتقادهم للاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى انتقادهم للأنظمة العربية التي تقف صامتة ومتفرجة أمام ما يجري.
وقد انطلقت مسيرات العودة في قطاع غزة يوم 30 آذار/مارس الماضي تزامنا مع ذكرى «يوم الأرض» حيث تم تدشين المخيمات على مقربة من الخط الفاصل على طول المنطقة الشرقية لمحافظات غزة، واستمرت فعاليات مسيرات العودة وكسر الحصار حتى بلغت ذروتها يوم 15 أيار/مايو الحالي، وهو اليوم الذي يصادف ذكرى النكبة الفلسطينية السبعين.
وكتب الإعلامي المعروف أسعد طه معلقاً على ما يجري في فلسطين عبر حسابه على شبكة «تويتر»: «كلنا اليوم في نكبة.. إلا الشهداء». أما الصحافية حياة اليماني فكتبت تخاطب الحكام العرب وأنظمتهم: «هذه إسرائيلكم الجميلة تحتفل بنكبتنا بمزيدٍ من الدم الذي أبحتموه لها لأجل كراسيكم.. تف على خياناتكم وسفالاتكم يا حكام الذل وملوك الخيانات».
أما الناشط الفلسطيني الأشهر في قطاع غزة رضوان الأخرس فغرد على «تويتر» قائلاً: «المشهد مهيب جدا في غزة، الشوارع تضج بمكبرات الصوت التي تترنم بالتكبيرات والأهازيج الوطنية وتكبيرات العيد وإضراب تجاري شامل غير مسبوق منذ مدة طويلة وتجمعات للجماهير عند المفترقات استعداداً للانطلاق نحو الحدود التي بدأت تعج بالحشود».
وغرد الإعلامي الفلسطيني فراس أبوهلال: «إذا لم تكن غزاويا، ولم تستطع أن تدعم غزة ولو بالكلمة لوجودك في دولة بوليسية، بإمكانك أن تسكت.. ليس مطلوبا منك أن تحارب جبنك، فقط كن إنسانا و»اخرس» ولا تحاول تبرير جبنك بالإساءة للمناضلين على الخط الفاصل، تناول «طبختك» اليومية واخرس ونم بكل ما تملك من شخير».
أما الإعلامي القطري جابر الحرمي فغرد قائلاً: «وحدهم يسيرون نحو القدس .. وحدهم يواجهون الرصاص الصهيوني.. وحدهم يقدمون الشهيد يتلو الشهيد.. إنهم الفلسطينيون.. بعد أن تخلى عنهم الجميع.. إلا من رحم الله.. وقليل ما هم».
وغرد الإعلامي المصري أسامة جاويش قائلاً: «لله در أهل فلسطين الأبطال.. تحرير فلسطين يبدأ عندما تتحرر القاهرة من السيسي والرياض من بن سلمان وأبو ظبي من بن زايد».
وكتب الشاعر عبد الرحمن يوسف: «شهداؤك يا غزة سقطوا برصاص عربي وبنادق عربية.. حتى لو كان من يمسك البندقية صهيونيا!» فيما علق الأكاديمي السوداني المعروف الدكتور تاج السر عثمان: «شعب جبار وعظيم خذل من القريب والبعيد ولكن تضحياته لن تذهب سدى طال الزمان أو قصر وسيلعن التاريخ أولئك الذين تآمروا عليه وعلى قضيته العادلة».
وكتب الوزير المصري السابق الدكتور عمرو دراج مغرداً على «تويتر»: «لو نقلت كل دول العالم، وليس فقط أمريكا سفاراتها فستظل القدس عاصمة فلسطين الأبدية ولن نكل ولن نمل في بذل الغالي والنفيس حتى نستعيدها حرة ابية، في يوم آت لا ريب فيه، وعد الله ولا يخلف الله وعده».
وغرد الناشط المصري المعارض سامي كمال الدين: «اجعل بوصلتك دائما في الحكم على أي حاكم عربي هي إسرائيل.. موقفه من إسرائيل يحدد لك هل هو وطني وعربي أم خائن لشعبه ودينه ووطنيته وعروبته؟». وأضاف في تغريدة ثانية: «لن تتحرر فلسطين قبل أن يتحرر العرب من حكامهم الصهاينة.. لن تتحرر بلاد العرب من الإستبداد قبل أن تتحرر فلسطين من الصهاينة».
وكتب الشيخ محمد العوضي: «كلما أسرف أراذل العرب المتصهينون في التآمر والإنبطاح والتطبيع مع إسرائيل.. ارتقى أشرف الخلق شهداء في مسيرة العودة الكبرى على أرض فلسطين، وكلما تمادت أمريكا وتجبر ترامب إنحيازاً وظلماً.. تنادت جموع المخلصين نصرة لقضية الأمة الأولى.. وتبقى القدس عاصمة فلسطين الأبدية».
وغرد السياسي الكويتي المعروف الدكتور حاكم المطيري قائلاً: «البشارات النبوية تتحقق في رباط أهل فلسطين وجهاد أهل غزة دفاعا عن القدس والمسجد_الأقصى (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم إلا ما كان من لأواء وهم في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس)».
وكتبت سيدة قطرية تُدعى مريم آل ثاني تقول: «الحمد لله الذي خلقني قطرية، وقائدي تميم بن حمد وقبله سمو الأمير الوالد حمد بن خليفة اللذان وقفا مع الأقصى وغزة وقفة مشرفة، تشهد لها الأقطار… لم يخونا العهد ولم يطبعا مع الكيان الصهيوني ولم يشاركا في صفقة القرن وبيع القدس للعدو!».
وغرد علي غزلان من مصر قائلاً: «نص مليون فلسطيني متجمعين ورايحين علي حدود غزه عشان يحرروها لاول مره منذ عام 1948.. مفيش بايدنا دلوقتي غير الدعاء ليهم ان ربنا ينصرهم يارب، لان الاعلام بتاعنا مش بيتكلم خالص وقاعد مركز مع مسلسلات رمضان بس».
ونشر أحد المغردين صورة لسيدة فلسطينية بين الفلسطينيين الذين يتظاهرون ضد الاحتلال وكتب معلقاً على الصورة: «ما كان للحسناءِ أن تَنزِل ساحَة الجِهاد لو كان بين حُكام العَرَبِ رَجُلًا!» وكتب آخر: «هناك أمة نساؤها كرجالها، وأمة رجالها كنسائها».
يشار إلى أن ذروة مسيرات العودة، أو ما أطلق عليه الفلسطينيون اسم «مسيرة العودة الكبرى» جاء بالتزامن مع الذكرى السبعين لنكبة الشعب الفلسطيني، وهي المناسبة السنوية التي يحيي فيها الفلسطينيون ذكرى تهجيرهم من منازلهم وإقامة دولة إسرائيل على أنقاضها.
7med