لندن-“القدس العربي”:
حذرت صحيفة “واشنطن تايمز” على لسان محللين أمريكيين من أنّ زعيم “التيار الصدري”، مقتدى الصدر، والذي فاز بأغلبية مقاعد البرلمان العراقي ليس سوى “العوبة في يد إيران”، على الرغم من خطابه الانتخابي المناهض للهيمنة الإيرانية وزيارته المفاجئة للسعودية في تموز الماضي.
وأكّدت الصحيفة أنّ خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشرق الأوسط وآماله في إنهاء المهمة العسكرية الأمريكية في العراق دون ترك الميدان للقوى السياسية المعادية لواشنطن وحلفائها في المنطقة ستتأثر كثيراً، إذا ما تبيّن أنّ الصدر لا يزال كما تريد إيران.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ المحللين والمسؤولين الأمريكيين السابقين يدعون إلى معاملة الصدر، قائد جيش المهدي الذي حارب القوات الأمريكية في العراق بعد الغزو الأمريكي في العام 2003، بحذر شديد.
حيث تقول نانسي ليندبورغ، مديرة المعهد الأمريكي للسلام قولها: “ما يهم في فوز الصدر هو تنصيبه نفسه كإصلاحي سيعمل على رفعة العراق ويرفض هيمنة كل من إيران والسعودية، وعليه سيكون من المهم رؤيته يترجم ذلك عملياً مع سعيه إلى إنشاء تحالف لتشكيل الحكومة المقبلة”.
اعتماد الصدر خطاباً أكثر اعتدالاً وتنصيب نفسه كمؤيد للسلام بعد عودته في العام 2011 من إيران حيث أمضى 4 سنوات وبذل جهوداً كبيرة في سبيل إبعاد نفسه عن طهران خلال حملته الانتخابية، أمر شكك فيه مسؤولين أمريكيين سابقين.
حيث يرى مايكل بريجينت، ضابط استخبارات سابق متخصص في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ان: “خطاب الصدر الحاد ضد الولايات المتحدة وخطابه الحاد ضد إيران ليس سوى غطاء”.
اما فيما يخص الجهود الأمريكية الساعية إلى فتح قنوات اتصال مع الصدر فيرى بعض المحللين إمكانية نجاحها،
حيث تقول الباحثة في المجلس الأطلسي، أندريا تايلور، “يمكن للعمل مع الصدر أن يثبت أنّه الطريقة الأكثر فاعلية لمنع حصول فراغ في السلطة الذي ستشغله إيران في نهاية المطاف”.
داعية القادة الأميركيين إلى معاملة الصدر بـ “تفاؤل حذر”، مقاربة تنطوي على عدم نسيان ماضيه والاعتراف بموقعه في البلاد اليوم، حيث بات قادراً على المساعدة في تحقيق استقرار العراق على المدى البعيد.