تعزيزات أمنية وعسكرية لـ «الثوري» الإيراني و«حزب الله» و«الحشد» العراقي في البوكمال

حجم الخط
0

دمشق – «القدس العربي» : سلسلة من التطورات الأمنية والعسكرية طرأت على جبهات دير الزور والبوكمال حيث تتداخل مناطق نفوذ القوات المتقاتلة المدعومة إقليمياً ودولياً وخصوصاً بعد تعزيز تنظيم «الدولة» لقواته في الشمال وتنظيم صفوفه إثر خروج حوالي 1000 من مقاتليه من أحياء في جنوبي دمشق وانتقالهم بموجب اتفاق إجلاء إلى البادية السورية.
ففي دير الزور أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، بمقتل أكثر من 12 من الميليشيات غير السورية والموالية للقوات الحكومية في ضربات جوية شنتها طائرات التحالف الدولي على بادية دير الزور.
وكشف المرصد أن القصف استهدف «تحركات للميليشيات قرب المحطة الثانية (الـ تي 2) الواقعة على بعد أكثر من 65 كلم عن مدينة البوكمال في بادية دير الزور».

انتشار الحرس الثوري

وذكر أن محيط المنطقة يشهد اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين له من جنسيات سورية وغير سورية من جانب، وبين تنظيم «الدولة» من جانب آخر، كانت وكالة «سانا» للنظام ذكرت أن «طيران التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، اعتدى فجر أمس على بعض مواقع الجيش العربي السوري في الريف الجنوبي الشرقي بدير الزور، وذلك في إطار دعمه المفضوح لتنظيم داعش الإرهابي».
ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري قوله: «تعرضت بعض مواقعنا العسكرية بين البوكمال وحميمية فجر اليوم لعدوان شنه طيران التحالف بالتزامن مع تحشدات لإرهابيي تنظيم داعش»، لافتاً إلى أن الخسائر «اقتصرت على الأضرار المادية».

جبهة «قسد» – «الدولة»

من جهتها نفت وزارة الدفاع الأمريكية الخميس استهداف التحالف الذي تقوده واشنطن مواقع للقوات السورية في شرقي سوريا حيث قتل 12 من المقاتلين الموالين للنظام في منطقة يحارب فيها الطرفان تنظيم الدولة كل على حدة.
وقال المتحدث باسم البنتاغون كون فوكنر «هذه المعلومات خطأ»، نافياً ما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان ووكالة الأنباء السورية (سانا). وقال ان «التحالف لم يوجه اي ضربات لمواقع الجيش السوري في شرق سوريا».
تزامن ذلك مع تأكيد مصادر محلية في محافظة دير الزور، شرقي سوريا، توسع انتشار ميليشيات حزب الله اللبناني، والحرس الثوري الإيراني، واستقدام تعزيزات عسكرية إضافية من قوات الحشد العراقي، إلى المناطق الداخلة ضمن سيطرة النظام السوري.
وذكرت شبكة «الفرات بوست» المختصة بالتطورات الميدانية شرقي سوريا، أن ميليشيا حزب الله وقوات الحرس الثوري، نصبت حواجز ونقاطاً أمنية مشتركة في مدينة البوكمال، وفعلوا الدوريات المتجولة، تزامناً مع وصول تعزيزات عسكرية لميليشيات الحشد العراقي إلى المدينة في خطوة استباقية لصد أي هجوم مرتقب لتنظيم الدولة وسط عمليات أمنية مكثفة لحواجز النظام وتفتيش المدنيين، والتدقيق على البطاقات الشخصية.
وبالانتقال إلى ريف محافظة دير الزور الشرقي، حيث المعارك والمواجهات العنيفة بين تنظيم الدولة، وقوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من التحالف الدولي، فقد عزز تنظيم الدولة من جهته تحصيناته العسكرية ورفع السواتر وحفر الأنفاق بالاضافة لنشر مزيد من المقاتلين على طول خط الجبهة في مدينة «هجين»، والتي تعتبر نقطة المواجهة الأكثر سخونة في الوقت الراهن، خاصة بعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي يرمز لها بـ «قسد»، على بعض المناطق والمواقع المطلة على البلدة، عقب مواجهات مع تنظيم الدولة.
وسمحت «قسد» بتمرير عدد من الشاحنات الغذائية والخضار لمناطق سيطرة التنظيم، وذلك بعد حصار دام أكثر من شهر للمدنيين القاطنين في تلك المناطق.

المرحلة النهائية

وكان «مجلس دير الزور العسكري» التابع لـ«قسد» أعلن بداية شهر أيار/ مايو بدء المرحلة النهائية من حملة «عاصفة الجزيرة» ضد تنظيم «الدولة» لإنهاء وجوده في دير الزور، حيث يسيطر التنظيم على مساحات شاسعة في ريف المحافظة، وخاصة القريبة منها على الحدود السورية – العراقية، وتلك الممتدة نحو البادية السورية – وسط سوريا.
من جهتها منعت القوات المدعومة من التحالف الدولي، حسب ناشطين محليين أي حركة عبور للمدنيين نحو مناطق سيطرة التنظيم في ريف دير الزور الشرقي، فيما تحدثت المصادر، عن مغادرة 200 مدني سوري، مناطق التنظيم، قاصدين مناطق سيطرة قوات «قسد».
تزامناً تحدثت مواقع موالية للنظام السوري، عن أن المخابرات الفرنسية تتفاوض مع تنظيم «الدولة» لتسليم مدينة هجين، والخروج منها بشكل آمن إلى ريف الحسكة، مقابل تسليم التنظيم عناصره من حملة الجنسيّة الفرنسيّة للقوّات الفرنسيّة.
وأكد الإعلام الحربي التابع للنظام السوري وصول «تعزيزات عسكرية للجيش السوري إلى البادية السورية تمهيداً لعمل عسكري يهدف للقضاء على «داعش» في جيب البادية الممتد من شمال غربي البوكمال إلى جنوب شرقي مدينة السخنة، يأتي ذلك بعد تعرض نقاط الجيش السوري لهجمات عدة من قبل داعش، الأول على سد عويرض وشرقي المحطة الثالثة شرقي مدينة تدمر بدأه التنظيم بعربة مفخخة تلاه هجوم بمختلف أنواع الأسلحة مما ادى لمقتل أكثر من 23 جندياً وإصابة آخرين إضافة لمقتل وجرح أعداد من مسلحي داعش وقد استعاد الجيش النقاط التي سيطر عليها التنظيم»، مضيفاً ان «الهجوم الثاني في بادية الميادين تم صده أيضاً والقضاء على العديد من مقاتلي التنظيم».
وتسيطر «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) على ثلث مساحة سوريا، في منطقة شرقي الفرات المعروفة بغناها بالثروات النفطية، حيث تبسط «قسد» المدعومة من واشنطن بشكل رئيسي، وباريس، سيطرتها على معظم مساحة محافظة الرقة، وكامل ريف دير الزور شمالي نهر الفرات، ومعظم محافظة الحسكة باستثناء مركزي مدينتي القامشلي والحسكة اللذين يعتبران مربع النظام الأمني في المنطقة.
كما تمتد سيطرة قوات «قسد» التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري في شمال شرقي حلب، شرقي نهر الفرات، ومدينة منبج وجانب من ريفها الواقع غربي النهر، وعدد من القرى الصغيرة جنوبي نهر الفرات الممتدة على نحو 65 كيلو متراً بين مدينة الطبقة وحتى مدينة الرقة شرقاً.

تعزيزات أمنية وعسكرية لـ «الثوري» الإيراني و«حزب الله» و«الحشد» العراقي في البوكمال
مقتل 12 من ميليشيات تابعة للنظام السوري بغارات للتحالف في دير الزور
هبة محمد

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية