شيخ لبناني يدعو إلى تقليد ملكة بريطانيا… فيديوهات استثنائية للتعفيش من مخيم اليرموك… والبقاعيون غاضبون لصورتهم في مسلسل «الهيبة»

حجم الخط
3

كم مرة حدث في التاريخ أن صفّق الناس تحت الاحتلال لمحتل، وبالضبط لأنه يعاقب ويذلّ جنوداً من جيش يفترض أنه يمثل الوطن والسيادة وخلافه!
هذا ما أظهره فيديو من بلدة ببيلا في ضواحي دمشق، ظهر فيه عسكر النظام مبطوحين على الأرض في مشهد مذل، إثر اتهامات بالتعفيش والسرقة، فيما الناس تصفق وترفع هواتفها الجوالة للتصوير (هذا يبشر بفيديوهات أخرى مقبلة للمشهد نفسه).
لا ندري إن كان يحق السؤال، لماذا يصفق الناس لعدو صريح، كالعدو الروسي الذي قصف ودمّر، ولولاه في الأساس لما استمر قتل النظام، إن لم يكن عدوهم المحلي أفظع وأكثر توحشاً. كيف وصل الناس لأن يطلبوا العدل من عدو، إلا لأنهم لم يجدوا حيلة ولا أملاً بالخلاص من ظلم وتوحش العدو المحلي؟
الفيديو أحرج النظام السوري، ما اضطره لتوضيح أن هؤلاء الذين ظهروا في الفيديو ما هم إلا مطلوبون أمنيون وأسماؤهم موزعة على الحواجز. هي واحدة من مرات قليلة يشعر معها إعلام النظام بأنه مضطر للرد والتوضيح.
لقد أحرجه مشهد عساكره المبطوحين على الأرض، لكنه لم يشعر مرة بالحرج أمام مئات فيديوهات التعفيش نفسها المبثوثة هنا وهناك، والتي لا لبس فيها، بل هي مصورة بأيدي «عفّيشة» النظام ومقاتليه.
أعرفتم لماذا اضطر هؤلاء للاستنجاد بالعدو الروسيّ!

… ويهتفون لفلسطين!

تحتاج الفيديوهات الآتية من مخيم اليرموك إلى قراءة مغايرة عن كل ما سبق. هنا خلاصة الجنون، خلاصة العبث، خلاصة المصيبة التي حلّت بهذا البلد.
الفيديوهات التي تصوّر الدمار الهائل، الذي طال كل تفصيل في المخيم مصورة من قبل بعض أبناء المخيم ممن اختاروا الوقوف إلى جانب النظام. كيف ينظر هؤلاء إلى صورتهم لحظة دخول المخيم، غزاة؟ فاتحون؟ معفّشون؟ رافعين بنادقهم وكاميراتهم وأصواتهم من دون تمويه.
كان هؤلاء يتجولون في الحارات، يعدونها شارعاً شارعاً، هذا شارع صفد، وهذا لوبية، الجاعونة، بل أكثر من ذلك، هذه خزانة أم حسن، وهذه مكوايتها، وهذا هو البرميل الذي ضرب الحيّ! يعرف المصور، المقاتل، ابن المخيم، أن مخيمه يضرب بالبراميل المتفجرة العشوائية المتوحشة.. ويعرف أن مخيمه كان يضم آلاف المدنيين من أطفال ونساء وعجائز.
غزاة المخيم أبناؤه، يعرفون حجم المصيبة، يقول أحدهم وهو يضحك «لو أمي شايفة هالشوفة لتنجلط». للقاتل أمٌ إذاً، ولأمه قلب، وسيأسى قلبها لمشهد شارع صفد الذي كان يعج يوماً بالحياة والناس والذكريات والعربات. يعرف، ويضحك.
انظر ما حلّ بمشفى فلسطين (على الأرض)، يقول مقاتل آخر، والمرح لا يفارق صوته، يضحك، يضحكون، ويهتفون لفلسطين!

تقاليد ملكية

الشيخ اللبناني سامي خضرا أمر مشاهديه، (من المنبطحين والمنهزمين حسب تعبيره)، عبر فيديو نشره على حسابه في فيسبوك، أن يهرعوا إلى تقليد ملكة بريطانيا.
خضرا تابع أخبار حفل الزفاف الملكي الأخير لهاري وميغان، وشغف على ما يبدو بأوامر للملكة دعت فيها الحاضرين في حفل الزفاف لارتداء لباس معين، وإلى عدم البهرجة والتعري، والمحافظة في الماكياج وتسريحات الشعر وحتى في الأحذية، وكله حسب الشيخ خضرا.
وتحسّر خضرا: «لو كتبت امرأة لدينا لمعازيمها أن يلبسوا كذا، ولا يلبسوا كذا، كانوا قالوا وصلنا للقمر وأنتو وين بعدكم، ودعوا الخلق للخالق».
إنه شيخ فطن من دون شك، عرف كيف ينتقي من سلوك الملوك ما يناسبه، ويهمل ما عداه، بل ويهمل أجمل ما في الزواج الملكي نفسه الذي أشار إليه، تخطي الملكية لتقاليدها والزواج من جنسية ولون وثقافة أخرى، بل من مطلقة تكبر الأمير بثلاث سنوات… إلى آخره من دروس أهملها الشيخ، وأخذ ما يناسب (على وجه الدقة ما يعتقد أنه يناسب، فلا شك أن له تفسيره الخاص للباس الذي تدعو إليه الملكة)، مجموعة الأوامر المحفوظة لديه سلفاً والتي كانت أثارت ضجيجاً وسخرية في حينها، حين أمر مثلاً أن لا تضع البنت صورتها على بروفايل الفيسبوك، وتكتفي بوضع صورة لشجرة، وطالب بأن لا تتلفت المرأة لا تتلفّت ولا ترفع الصوت في الأسواق، مفضلاً أن لا تنزل السوق من أساسه، وإن اضطرت فلتمش الحيط الحيط… هذه بعض من مطالب الشيخ الملكي السيد سامي خضرا!

صورتنا في المسلسلات

يواجه مسلسل «الهيبة- العودة» (للمخرج السوري سامر برقاوي، وقصة هوزان عكو) اعتراضاً كبيراً في البقاع اللبناني، وصل صداه إلى القضاء.
الشارع البقاعي غاضب ويتوعد ويطالب بوقف المسلسل اعتراضاً على تقديمه للبقاعيين وكأنهم عصابات مسلحة، وأن مجتمعهم يقوم على الدم والأخذ بالثأر والاتجار بالممنوعات.
وحسب بعض المتابعات الصحفية فإن «إقحام شبكة دعارة في المسلسل بقيادة امرأة بقاعية» هو أكثر ما أشعل الغضب لدى البقاعيين.
الأمور مرشحة للتصاعد أكثر على ما يبدو إن لم يتحرك القضاء لإيقاف المسلسل، فيما الشركة المنتجة اكتفت بالتنويه إلى أنها أوردت في تيترات المسلسل أن العمل لا يمت للواقع بصلة.
غريب أمر بلادنا، تستفزها صورتها في الكتب، في المسلسلات، في السينما، لكن صورتها في الواقع لا تحرك لديها ساكناً. كل الرعب وتجاوزات السلاح والخروج على القانون وتجارة المخدرات الواسعة، وسوى ذلك الكثير، ليس بإمكانه أن يستفز أحداً!

كاتب فلسطيني سوري

7gaz

شيخ لبناني يدعو إلى تقليد ملكة بريطانيا… فيديوهات استثنائية للتعفيش من مخيم اليرموك… والبقاعيون غاضبون لصورتهم في مسلسل «الهيبة»

راشد عيسى

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود:

    لماذا هذه العداوة الدائمة والمستمرة للفلسطينيين ومخيماتهم من قبل الأشقاء (الأعداء) ؟ ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول محمد -المغرب:

    كان حلما من احلام السفاح شارون ان يستيقظ يوما فلا يجد اثر لمخيم اليرموك?واليوم ياتي محور الممانعة-الذي يحلم بتدمير اسرائيل -ليحقق حلم الرجل.اما تدمير
    اسرائيل فما عليه الا ان ينتظر.!!

  3. يقول محمود ابوعارف - كولومبيا:

    لقد اختلت القيم لدى الانسان العربي

    في سوريا صار الروس يدعون انهم يدافعون عن الفضيلة وصار المواطنون السوريون يصدقونهم ويصورون. اهانة جنودهم

    في مخيم اليرموك لم يكف ان الانسان الفلسطيني هجره من وطنه العدو الصهيوني فدمر له الطغيان بيته فاخذ الفلسطيني يضحك من ذلك ويصور كان الامر لايعنيه

    صدق أمير الشعراءزاحمد شوقي في وصفه نكبة دمشق عندما قصف الفرنسيون المجلس النيابي

    سلام من صبا بردى ارق. ودمع لايكفكف يادمشق
    ومعذرة اليراعة والقوافي. جلال الجزء عن وصف يدق
    وبي ممارمتك به الليالي. جراحات لها في القلب عمق

إشترك في قائمتنا البريدية