غزة: أزمة غاز الطهي تتصاعد مع إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري

حجم الخط
1

بدأت أزمة غاز الطهي تشتد في قطاع غزة مع بدء نفاد الكميات المخزنة داخل المحطات ومع استمرار الجانب الإسرائيلي في إغلاق المعبر ووقف إدخال المواد اللازمة، ومنها الوقود وغاز الطهي بحجة تدمير البنية التحتية وعدم صلاحية المعبر للعمل، وذلك بعد إقدام شبان فلسطينيين على إحراق ممتلكات ومخازن المعبر تنديداً باستمرار الحصار وتدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية وهو ما أعلنته الهيئة العامة للمعابر والحدود عن إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري جنوب قطاع غزة حتى إشعار آخر وفق تعليمات تلقوها عبر القيادة العسكرية الإسرائيلية في المنطقة الجنوبية عقب خسائر فادحة وأضرار لحقت فيه.
أزمات متراكمة لا تزال تلاحق الغزيين، فأزمة المياه وانقطاع التيار الكهربائي تضاف إلى مشكلة نفاد غاز الطهي، والذي يعتبر من السلع الاستهلاكية الأساسية خاصة في شهر رمضان، حيث أصبح من أحاديث المواطنين في الشارع الغزي «كيف نحصل على أنبوبة غاز ومن أين؟».
وأوعزت هيئة البترول منذ إغلاق المعبر المحطات إلى التحفظ على كميات الغاز الموجودة وهذا ما شكل حالة إرباك في صفوف المواطنين الذين انهالوا على المحطات لتعبئة اسطوانات الغاز الفارغة تفادياً لأزمة طويلة.
وبين رئيس لجنة الغاز في جمعية أصحاب شركات الوقود سمير حمادة، أن معبر كرم أبو سالم لم يعد صالحاً للعمل، وعلى أثر ذلك قرر إغلاقه حتى إشعار آخر، في حين لا توجد نوايا حالية لإصلاح ما تضرر وهذا يزيد من أزمة غاز الطهي، مع بدء نفاد الكميات الأساسية والدخول في الحصص الاحتياطية.
وأكد حمادة لـ»القدس العربي» أن هيئة البترول ومنذ الأحداث التي وقعت في المعبر، أصدر التعليمات بالتحفظ على كميات الغاز كإجراء احترازي، وذلك لإحصاء الكميات وتقدير فترة تغطيتها لمتطلبات واحتياجات المواطنين ومحاولة تخطي الأزمة.
وأشار إلى أن الجهات المختصة تعمل بخطة طوارئ لمنع حالات الاستغلال وذلك مع الجهود المبذولة من قبل هيئة البترول في رام الله للتنسيق مع الجانب الإسرائيلي لتشغيل المعبر وإدخال المواد اللازمة لقطاع غزة.
وبين سليم ياسين أحد موزعي الغاز أن الأزمة تشتد يوماً بعد يوم في ظل وقف إدخال الجانب الإسرائيلي الحصص لقطاع غزة والإغلاق المستمر للمعبر.
وأوضح ياسين لـ»القدس العربي» أن محطات الغاز بدأت تعبئة إسطوانه الغاز 6 كيلو بدلا من 12 كيلو لزيادة عدد الاسطوانات المعبئة، وهذا يعتبر إسعافا أوليا لعدد البيوت التي لا يوجد فيها غاز، مطالباً الجهات المختصة بمخالفة أصحاب السيارات التي تسير على الغاز والتي تستهلك كميات كبيرة بشكل يومي وتخلق أزمة.
وأضاف أن هناك انزعاجا كبيرا من المواطنين على تعبئة نصف الأسطوانات، بحجة أنها لا تكفي لفترة طويلة، ولكن هذا الإجراء خارج عن الإرادة وهو حل مؤقت ومرحلي لتجنب فقدان الغاز من بعض البيوت في ظل إقدام بعض المنازل للطهي على الحطب فضلا عن بدائل أخرى يستخدمونها.
وأكد رئيس لجنة تنسيق إدخال البضائع إلى غزة رائد فتوح، أن قطاع غزة يستقبل يومياً 290 طناً من غاز الطهي في الأيام الطبيعية، ومنذ إغلاق لم تدخل أي شاحنة وهذا يشكل أزمة حادة في حال استمرار إغلاقه.
وأشار فتوح إلى وجود خسائر كبيرة في الجانب الفلسطيني من المعبر وليس هناك أي أضرار في الجانب الإسرائيلي مبيناً أن الخسائر لحقت بمعدات نقل الوقود والغاز التي تعمد الشباب إحراقها خلال المواجهات القريبة من المكان.
وقالت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار أنها تفاجأت بالأحداث المؤسفة وغير المقصودة، التي قام بها بعض الشباب الثائرين في معبر كرم أبو سالم التجاري والتي تسببت في إتلاف الممتلكات وإحداث خسائر مالية كبيرة في الجانب الفلسطيني من المعبر. ودعت الهيئة المتظاهرين إلى المحافظة على الممتلكات العامة التي تقدم الخدمة للمواطنين وطالبتهم بعدم الانحراف عن بوصلة مسيرة العودة التي تهدف لكسر الحصار ورفع الظلم، وتجسيد حق الفلسطينيين في العودة لأراضيهم.
وحملت إسرائيل حركة حماس مسؤولية ما جرى من حرق وتخريب في ممتلكات معبر كرم أبو سالم، في حين تنظر مؤسسات دولية وحقوقية إلى خطورة استمرار إغلاق المعبر في تفاقم معاناة المواطنين، حيث يشكل معبر كرم أبو سالم جنوب شرق قطاع غزة الوجهة التجارية الوحيدة لسكان غزة، ويتم من خلاله إدخال كافة المواد الأساسية من مواد بناء وأغذية ومحروقات وغيرها من البضائع التي يحتاجها الغزيون ومن شأن إغلاقه إحداث أزمة اقتصادية وإنسانية في غزة.

غزة: أزمة غاز الطهي تتصاعد مع إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري

إسماعيل عبد الهادي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول هدى فرنسا:

    لك الله يا غزة…من يمكنه إيصال افران شمسية أو صناعتها محليا فذلك يمكن أن يساعد

إشترك في قائمتنا البريدية