التسوية الانتقالية باتت هنا

حجم الخط
0

‘في الطريق الى التسوية الدائمة نتوقف في’التسوية الانتقالية. والتسوية الانتقالية القائمة اليوم هي على ما يبدو التسوية الدائمة. كلما سمعنا تفاصيل أكثر، اذا كان يمكن أن نصف هكذا التسريبات الجزئية جدا عن المفاوضات مع الفلسطينيين، هكذا يؤخذ الانطباع بان اسرائيل تطالب بما يوجد لها الان. فهي لا تصر على السيادة في الغور، بل تتحدث عن ‘استئجار’. واليوم ايضا تحتفظ اسرائيل بالغور، من دون’ استئجار، ومن دون سيادة ايضا.
الاضافة الى الوضع الراهن يجب أن تجعل التسوية الدائمة دينامية، بمعنى انه يجب ان تتم مسيرة تقضي بانه كلما كان هناك هدوء أمني أطول وأعمق، يضاف الى الفلسطينيين مزيد من ‘الحقوق’. وبالطبع الوضع الذي تكون فيه اسرائيل هي التي ‘تعطي’ حقوقا للفلسطينيين، هو وضع غير جيد. هذا ليس وضعا طبيعيا وليس عادلا، ولكن هذه مسيرة ناجحة.
في نهاية المطاف يجب الوصول الى وضع تكون فيه للفلسطينيين حرية حركة، حتى ان لم تكن مطلقة، مساوية الى هذا الحد او ذاك لحرية اليهود في كل بلاد اسرائيل. فهم يمكنهم أن يتمتعوا قانونيا بامكانية العمل في كل مكان في دولة اسرائيل. التفضيل سيكون هناك في اراضي السلطة الفلسطينية المزيد من أماكن’ الرزق والتنمية، بحيث يفضلون العمل في نطاقها. وهكذا ايضا تطبيق القانون الاسرائيلي. ‘كل هذا في عملية دينامية ومبادر اليها من جانبنا، إذ أنه لن يكون أمامنا مفر غير التعاطي مع الواقع. فالطرف الفلسطيني لن يساعدنا في الوصول الى تلك التسوية الانتقالية التي تتخلى فيها اسرائيل بالفعل عن اراض، ولكن من دون أن تعطي الفلسطينيين كامل مطلبهم. وأغلب الظن فان ابن العربي، ابن المسيحي وابني سيتمكنون من العيش معا بحرية وأمان نسبي فقط في الظروف القائمة اليوم.
يكاد يكون ممكنا القول ان سلام نتنياهو هو سلام التجربة والخطأ من دون اجراء تجارب كبرى على بني البشر، نفحص ما ينجح ولكن لا نخلي ولا نفقد سيطرة أمنية. ومقابله، يوجد نهج التسوية بكل ثمن. ويبدو أكثر فأكثر أن هذا النهج يؤدي الى الانفجار. الشركاء في هذا النهج هم قوى جد قوية داخل اسرائيل، وبالتأكيد في الطرف الامريكي ايضا. ‘عندما يعارض الفلسطينيون الافكار التي تقترحها اسرائيل، حسب التقارير في الاسبوع الاخير، فانهم يستندون، على ما يبدو، الى تفاهم مع الامريكيين، في موضوع الغور مثلا، ولكن أغلب الظن يميل الامريكيون الى اتجاه مشابه في كل ارض تخليها اسرائيل: فهم يتحدثون عن ‘قوات اجنبية’، تعزز’ الامن في الغور وفي باقي الاماكن. هذا يتعارض تماما مع أحد المبادئ التي وضعها نتنياهو.
‘الاستنتاج: عندما يرفض ابو مازن اقتراح الاستئجار بعيد المدى من جانب اسرائيل، فان له ظهرا أمريكيا. هذا الموضوع ليس الاهم في المفاوضات، ولكنه يضرب مثالا حقيقيا على مدى ابتعاد مواقف الطرفين، والى أي حد لا يمكن اليوم الوصول الى ذات التسوية الدائمة التي تتحدث عنها الاسرة الدولية. صحيح، خير أن توجد مفاوضات، ولكن نوصي الا نأخذها على محمل الجد اكثر مما ينبغي.’هذا لا يعني أن حل التقسيم الى دولتين قد مات. القصة مختلفة قليلا: اللحظة الفلسطينية في التاريخ فاتت. لقد كان للفلسطينيين لحظتهم في التاريخ، وهذا لم يكن في عهد اولمرت، هذا كان في كامب ديفيد في تموز/يوليو 2000. جاءت اللحظة وعرفات اختار، فقد شرع في حرب الارهاب. ومنذ ذلك الحين، مع صعود وهبوط، الموضوع الفلسطيني في تآكل.’وحتى لو عادوا الى الخيار الذي يخيف جدا العديد من الاسرائيليين، التوجه من جديد الى الامم المتحدة والمؤسسات الدولية فهذا لن يكون أكثر من موضع قلق سياسي.

معاريف 20/10/2013

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية