الجيش التركي وصل لعمق 25 كيلومترا داخل العراق… وأربيل تدعو «العمال الكردستاني» للانسحاب

حجم الخط
2

إسطنبول – بغداد ـ «القدس العربي» : وصل الجيش التركي إلى عمق ما لا يقل عن 25 كيلومترا داخل الأراضي العراقية، في العملية العسكرية الواسعة التي أطلقها منذ شهر آذار/ مارس الماضي، وأعلن في الأيام الأخيرة أنها تشمل قريباً تنفيذ عملية عسكرية كبرى ضد قواعد حزب «العمال الكردستاني» في جبال قنديل، المركز الأول لقيادة وقواعد التنظيم في شمالي العراق.
وعقب اللغط الداخلي في تركيا حول ربط موعد الإعلان عن قرب تنفيذ عملية عسكرية في قنديل وموعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة في الرابع والعشرين من يونيو/حزيران الجاري في تركيا، كشفت الحكومة عبر مصادر متعددة تفاصيل مختلفة عن العملية المتوقعة.
وحسب مصادر مقربة من الحكومة فإن عملية قنديل المتوقعة هي جزء من عملية عسكرية واسعة بدأها الجيش التركي في شهر آذار/مارس، والقرار النهائي حول هذه العملية جرى اتخاذه في اجتماع مجلس الأمن القومي الذي انعقد في نهاية شهر كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي. ولأول مرة، نشرت وكالة الأناضول الرسمية، الأربعاء، خبراً يؤكد أن «القوات التركية تنشط بفعالية على عمق 20 كيلو مترا داخل الأراضي العراقية، في إطار عملياتها العسكرية الرامية لمكافحة حزب العمال الكردستاني في جبل قنديل والمناطق المحيطة به». وبينت أن «العمليات الأخيرة أسفرت عن قتل 130 مسلحاً من التنظيم». وأوضحت أن «العملية التي تشارك فيها قوات برية ومقاتلات حربية وطائرات من دون طيّار، تهدف إلى تدمير أسلحة ومواقع وملاجئ المنظمة، وتوفير أمن الحدود التركية مع العراق، ومنع تسلل العناصر الإرهابية إلى الداخل التركي.» وسائل إعلام مقربة من الحكومة أكدت أن «العملية سوف تكون أوسع وأكبر من عملية غصن الزيتون التي نفذها الجيش التركي ضد وحدات حماية الشعب الكردية في مدينة عفرين السورية». و قالت صحيفة «حرييت» إن «إسماعيل متين تمل، قائد الجيش التركي الثاني الذي أشرف على عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون سوف يقود عملية قنديل». واوضح عبد القادر سيلفي، أبرز الكتاب الأتراك المقربين من دوائر صنع القرار، في مقال له في «حرييت»، أن : «عملية قنديل بدأت فعلياً وهي امتداد للعملية التي انطلقت في مارس الماضي، حيث وصل الجيش التركي إلى عمق 25-30 كيلومترا داخل الأراضي العراقية»، مضيفاً: «الجيش التركي تمكن من إقامة 11 نقطة وموقعا عسكريا داخل أراضي شمال العراق التي تم تطهيرها من المسلحين، حيث تم تدمير 16 موقعاً مهماً للتنظيم حتى الآن». وكتب: «هناك اتصالات مستمرة مع الجانب الأمريكي والإيراني والعراقي، يجري الحديث على التوافق على عملية كبيرة جداً»، لافتاً إلى ان مباحثات معمقة أجراها رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم في زيارته الأخيرة إلى بغداد حول العملية. وخلال اليومين الأخيريين أعلن سلاح الجيش التركي تنفيذ طلعات جوية مكثفة وقتل عشرات المسلحين في سلسلة غارات على مواقع المسلحين في جبال قنديل ومحيطها، كما أعلن خلال الأسبوع الأخير عن مقتل ما لا يقل عن 8 جنود أتراك في الاشتباكات المتواصلة شمالي العراق. وأول أمس الثلاثاء، قال الجيش التركي إن قواته حيدت ستة من مسلحي منظمة «حزب العمال الكردستاني» في غارات نفذتها على عدة مناطق شمالي العراق، وأنها أسفرت عن تدمير 16 هدفا للمنظمة. لكن بختيار دوكان، مسؤول إعلام العمال الكردستاني في إقليم كردستان العراق، نفى ذلك، وقال إن «المعلومات التي تفيد بقتل أو خطف ستة من مسلحي الحزب شمال العراق عارية عن الصحة ولا أساس لها إطلاقا». وأكد «تنفيذ المقاتلات الحربية التركية الثلاثاء غارات على مناطق قنديل وأفاشين وهاكورك وغارا ومتينا والزاب في إقليم كردستان، غير أنها لم تسفر عن أية خسائر بين صفوف مسلحيهم».

حماية الحدود

والأربعاء، جدد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم التأكيد على أن بلاده مستعدة للقيام بأي شيء من أجل حماية حدودها وإنهاء خطر الهجمات الإرهابية، لافتاً إلى أن عملية عسكرية في قنديل وسنجار هي أمر متوقع في أي وقت، وقال: «سوف نُخرج ملف الإرهاب من أجندتنا».
المتحدث باسم الحكومة التركية بكير بوزداع، أكد أيضاً أن «قواتنا نفذت سابقا عمليات عسكرية في جبل قنديل، وستستمر في تنفيذ عمليات برية وجوية عند الحاجة»، مضيفاً: «بي كا كا» تتحكم بعملياتها الإرهابية في تركيا من منطقة «قنديل» التي ينتشر فيها قياديوها، وهناك قوات تركية تواصل عملياتها في شمالي العراق ضد المنظمة الانفصالية.. أي منطقة يوجد فيها خطر الإرهاب، هي هدف بالنسبة إلى تركيا». وتابع: «لتركيا حق طبيعي في ملاحقة خطر الإرهاب الموجه ضدها، والقضاء عليه خارج الحدود أيضًا، ونحن نقوم بعملياتنا في إطار هذا الحق.. لو أحكمت حكومة بغداد سيطرتها على المنطقة بالكامل لما بقي هناك داع لتنفيذنا عملية عسكرية فيها، ولكن توجد مساحة غير مسيطر عليها، وجميع خطواتنا نخطوها هنا مع الحكومة المركزية في العراق».
وكان الرئيس رجب طيب أردوغان، قد أوضح الثلاثاء، إن قوات بلاده ستدخل قضاء سنجار شمالي العراق إذا تطلب الأمر القيام بما يلزم ضد منظمة «بي كا كا». واعتبر أن بلاده قصمت ظهر منظمة «بي كا كا» من خلال عمليات ناجحة خلال العامين الماضيين، وبدأت في اتخاذ الخطوات اللازمة لتجفيف مستنقعات الإرهاب الأخرى بعد «عفرين».

عدم إعطاء ذريعة

في السياق، دعت حكومة إقليم كردستان، أمس حزب العمال الكردستاني إلى ترك أراضي الإقليم وعدم إعطاء ذريعة لتوغل القوات التركية إلى داخلها.
وقال المتحدث باسم الحكومة سفين دزي، في مؤتمر صحافي عقده في أربيل إن «وجود مسلحي حزب العمال الكردستاني داخل أراضي اقليم كردستان أدى إلى دخول القوات التركية إلى الأراضي العراقية عدة مرات وتسبب في اندلاع العنف والمواجهات».
وأضاف أن «حكومة الإقليم حاولت دائما عدم تحويل تلك المناطق التي يتواجد فيها حزب العمال الكردستاني لساحة حرب»، داعياً حزب العمال الكردستاني إلى «ترك تلك المناطق وعدم إعطاء ذريعة ل‍تركيا للتوغل الى داخل أراضي الإقليم، وعلى تركيا احترام سيادة الأراضي العراقية».

11 قاعدة

صحيفة «التايمز» البريطانية، علّقت على بوادر الهجوم التركي، في مقال لهنا لوسيندا سميث جاء بعنوان «الأتراك جاهزون لشن هجمات على الكرد من 11 قاعدة عراقية جديدة». وأضافت أن «تركيا تتحضر لشن هجمة على الميليشيات الكردية في شمال العراق، في خطوة يأمل فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنها ستدعمه في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الشهر الجاري». وأردفت أن الجيش التركي أنشأ 11 قاعدة جديدة في العراق أغلبها بالقرب من حدوده وإيران، مضيفة أن المنطقة تعد معقلاً لحزب العمال الكردستاني. وحذر مصدر من الاتحاد الوطني الكردستاني للصحيفة من أن «هناك نحو 700 قرية في المنطقة التي يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني»، مضيفاً أنه «في حال شنت تركيا أي هجمات فيسبب ذلك أزمة لاجئين جديدة». ونقلت الكاتبة عن المحلل ماكس هوفمن قوله إن «أردوغان لديه تاريخ في شن هجمات خارجية لاسيما العسكرية منها عندما يشعر بأي تهديد انتخابي».

الجيش التركي وصل لعمق 25 كيلومترا داخل العراق… وأربيل تدعو «العمال الكردستاني» للانسحاب
استعداداً لعملية في جبل قنديل… وتحذيرات من أزمة لاجئين
إسماعيل جمال ووكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود:

    على حكومة كردستان العراق التعاون مع الحكومة العراقية المركزية ببسط نفوذ الدولة العراقية على الحدود مع تركيا – ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول عبدالله العمري العراق:

    اردوغان يتم توريطه في حروب خارجية لاضعاف تركيا .. ان منطقة قنديل وعرة للغاية وسيكون الجيش في مستنقع وعر لا يخرج فيها منتصرا لان العدو عنده خبرة في المنطقة ومساحة واسعة ووعرة لسهولة تنقله فيها من مكان لاخر بعكس الجيش التركي لديه ٢٥ كيلوا متر فقط فهو محدود الحركة ومتطلباته الثقيلة ونفقاته الباهضة التكاليف ستحد من انصاره كما ان اهل المنطقة متعاطفين مع البككا فتموينهم وايواهم سهل ولا يكلف كثيرا … ان اردوغان رجل سياسي وليس عسكري ..نصيحتي هو الحل السياسي بينه وبين حزب الببكة وهو الاسلم له ولتركيا حتى لا تدول المشكلة الى قضية دولية وله دول اعداء اقوياء كثر في الخارج وله اعداء في الداخل . ..وله مثل هو متمردي اكراد العراق على الدولة المركزية سابقا قد ادى بالنتيجة الى انفصال شمال العراق عنه بمساعدة اعدائه
    فأعداء تركيا يتربصون بها وستكون النتيجة كارثية اذا لم تحل هذه المشكلة بشكل سياسي لا عسكري

إشترك في قائمتنا البريدية