راديو الشعب الدولي: القمة القادمة لكيم ستكون على ما يبدو مع بوتين والأسد

حجم الخط
1

 لندن – “القدس العربي”-إبراهيم درويش:

نشر موقع “إذاعة الشعب الدولية”: كتبت كيلي كاسوليس قائلة إن كيم جونغ أون وقف وحيدًا منبوذًا وتعرض لضربات قوية من المجتمع الدولي. واليوم يصطف قادة العالم لأخذ فرصة لقاء معه، والذي قد يصافح قريبًا يد فلاديمير بوتين والديكتاتور السوري بشار الأسد.

وأعلن الإعلام الكوري الشمالي عن زيارة لرئيس النظام السوري دونما تحديد موعد، فيما أعلن الإعلام الروسي عن دعوة وجهها بوتين لكيم وعقد قمة معه في أيلول (سبتمبر) بمدينة فلاديفستوك. وتعلق الكاتبة أن لا مفاجأة في الإعلان عن الزيارتين، لأن سوريا وروسيا تحتفظان بعلاقات طويلة مع نظام كيم، لكن توقيت الإعلان غير عادي إن لم يكن محيرًا. وتعلق الكاتبة أنّ كيم يريد التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة في قمة سنغافورة الأسبوع المقبل، لكن سمح بالكشف عن خطط لملاقاة عدوين لها. وتقول جيني تاون، مديرة تحرير (38 نورث) وهو موقع تحليلي إخباري عن كوريا الشمالية والمديرة المساعدة السابقة لمعهد (يوأس– كوريا) بجامعة جون هوبكنز: “هذا أمر غريب، وليتني كنت قادرة على فهم ما يجري”، ثم أضافت: “من المثير للدهشة كيف تم تأهيل سمعة كيم وفي وقت قصير، وتحول من أكثر زعيم مكروه في العالم إلى شخص يتنافس الجميع لمقابلته”. وتقول إن لقاءي بوتين والأسد قد لا يكونان مرتبطين مع أنهما سيعقدان بروحية التضامن بين الأنظمة الديكتاتورية. وقالت تاون: “عادة ما يكون حلفاء كوريا الشمالية ممن لديهم حكومات قوية وديكتاتورية ومعادية نوعًا ما للغرب، ولديهم أيضًا استعداد لكسر النظام. فيما تحظى كوريا الشمالية بعلاقات كثيرة مع تلك الدول التي يحكمها الديكتاتوريون، وتكون علاقاتها الخارجية أوسع مما يعتقد الناس”.

صحيح أن روسيا وكوريا الشمالية وسوريا وجدت نفسها محاصرة بأعداء أيديولوجيين، ولكن العلاقة بينها تعود لعدة عقود. ودعمت روسيا الحرب الكورية ما بين 1950-1953م، وقدمت لها فيما بعد السلاح.

أما من الناحية الفنية فقد رسمت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي السابق الخط بين شطري شبه الجزيرة الكورية عام 1945م بعدما تم طرد اليابانيين. ثم قامت كوريا الشمالية وبإذن من السوفييت بغزو الجزء الجنوبي “لتوحيد شبه الجزيرة” عام 1950م. أما بالنسبة لسوريا فلا تنظر أبعد من متحف الجداريات لكل من كيم إل سونغ وحافظ الأسد في بيونغيانغ ودمشق، وثمة متنزه في العاصمة السورية يحمل اسم كيم إل سونغ. ويقول جانغ جي هيانغ، مدير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معهد (أسان) لدراسات السياسة: “كان جد كيم جونغ- أون، كيم إل سونغ صديقًا حميميًا لوالد الأسد. وسمعت أن هناك صورة لهما في القصر الرئاسي بدمشق وهما يمسكان بأيدي بعضهما بعضًا، ولم يكونا مجرد حليفين، بل صديقين حميمين”.

ويعتقد أن كوريا الشمالية زودت سوريا بالمواد لإنتاج الأسلحة الكيماوية وقدمت المستشارين الفنيين في الأسلحة الكيماوية والصواريخ، حسبما ذكر تقرير أممي، هذا إضافة إلى الدعم الذي قدمته لبناء المفاعل النووي الذي دمر قبل أن يبدأ العمل. ويؤكد كل من الأسد وكيم سلطتهما من خلال انتهاكات حقوق الإنسان. وهناك ما بين (80.000-120.000) سجين الآن في كوريا الشمالية، واستخدم الأسد السلاح الكيماوي وقتل آلافًا من شعبه.

وقال جانغ: “لكوريا الشمالية علاقة قوية مع روسيا والصين وإيران، وهذه الدولة ليس فيها نظام وراثي مثل سوريا”. ويستدرك قائلاً: “يجب أن تكون لسوريا وكوريا الشمالية علاقة قوية وعميقة نظرًا لتشابه الأيديولوجيات؛ فالقيادة الجماعية عبر الحزب تختلف عن النظام الوراثي”. وتتساءل الكاتبة عن توقيت الزيارتين في وقت يخطط فيه كيم لمقابلة ترامب؟ إلا أن التحرك غير معهود في حملة تحسين الصور التي أنتجت العجائب لكيم بين الكوريين الجنوبيين. ويرى داريل كيمبال، مدير جمعية التحكم بالسلاح: “لا أعتقد أن هذا اللقاء سيساعد كيم جونغ-أون، خاصة أنه يحاول تحسين صورته لا تشويهها، فمقابلة بشار الأسد الذي يعد مجرم حرب واستخدامه الأسلحة الكيماوية لن يعزز إلا فكرة أن النظام الكوري الشمالي لا أصدقاء له”. ويرى بيتر وورد، وهو كاتب عمود في (أن كي نيوز) بالعاصمة الكورية الجنوبية: “هناك فرصة لأن يكون غير مهم، ولكنني لا أعتقد هذا”. مفسرًا الموقف الكوري الشمالي على أنه رسالة للعالم الخارجي تقول (بشكل أساسي، نحن مستعدون للحديث والحوار البناء، لكن لا يعني أننا استسلمنا، فلا تزال هناك تحالفاتنا ومصالحنا القديمة”. ويرى وورد أن دعوة كيم للأسد هي بمنزلة إشارة لبوتين تبين أن كوريا الشمالية تدعم أصدقاء الكرملين.

إن لقاء الزعيم الكوري الشمالي لوزير الخارجية الروسي ثم إمكانية لقائه مع بوتين تعدّ محاولة التلويح بورقة ضغط ضد ترامب. ويضيف وورد: “إنه في حالة وقع ترامب وكيم اتفاقًا رمزيًا فهذا أمر عظيم، أما إن لم تسِر الأمور بطريقة جيدة فإن كوريا الشمالية تريد قسم الجبهة الموحدة في مجلس الأمن الدولي في العامين أو الثلاثة أعوام الماضية، حينئذ سيطالب الصينيون والروس بإلغاء العقوبات وسيقولون: “هذه أزمة من صنع ترامب وليست مشكلتنا”.

ومن منظور روسي، ثمة لقاء على مستوى عال مع كيم سيؤكد على عدم تجاهل المصالح الروسية في أية محادثات حول المشروع النووي، وربما موسكو كانت تفكر بالاستثمار في كوريا الشمالية بسبب استقرار الأوضاع. وتقول تاون: “إن لدى روسيا مصالح استراتيجية في كوريا الشمالية، خاصة الاقتصادية”.

ولكن ما أُثر كل هذا على قمة ترامب- كيم المقبلة؟ الجواب إنه ما من أثر مباشر عليها، على الأقل في الوقت الحالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمود ابو عارف - كولومبيا:

    كيم جونغ اون حاكم مستبد سفاح لايقيم وزنا للحياة الانسانية لالشعبه ولا لأقرب المقربين اليه فشعبه يشكو من الجوع والعطش والفقر ولكنه ينفق قسما كبيرا من ميزانيته ليتباهى بالصواريخ والقنابل النووية لذلك فهو يجذب من على شاكلته من الحكام ويدعوهم لزيارته،وهو يشبه ستالين وهتلر وبول بوت من السفاحين المعروفين. ان زيارات حكام على شاكلته لاتعني انه حصل على اعتراف من دول العالم به

    ترمب سيجتمع معه في سنغافورة لكي يطلب منه تفكيك برنامجه النووي والصاروخي لمصلحة أميركا والحلفاء معها وليس لانه يرى فيه حاكما يمكن التعامل معه علما ان ترمب صرح مرارا انه اذا شاهد سوء النية فسينسحب باحترام من الاجتماع

    من المستغرب ان جيني تاون المحللة. السياسية الأميركية ترى ان كيم قد أعيد الى المسرح وان حكام العالم يتنافسون على زيارته. فكيف أعيد كيم ولازال سيف الحصار المصلت ضاغط على رقبته
    ومن من حكام العالم يتنافسون على زيارته غير من هم على شاكلته؟

إشترك في قائمتنا البريدية