صدق من قال (عجايب يا زمن صاير عجايب) في الوقت الذي ينتظر العالم كله، والسوريون خاصة، موقفا حازما من المجتمع الدولي لينهي قتل واستعباد الأسد لشعبه ويعيد لهم الحياة الحرة الكريمة والأمن والأفراح والمسرات، يفاجئ العالم، واقصد المخلصين منه فقط الذين يملكون أدنى درجة من المشاعر الإنسانية، يفاجئون بتغاضي العالم كله عن جرائم الأسد واستخدامه للأسلحة الكيماوية ضد معارضيه من المدنيين والعسكريين بلا خجل أو أدنى مسؤولية. ومر تغاضي العالم على مضض وحسرة أبكت عيون الغيورين، وزاد الطين بلة والداء مرضا وأوجاعا منح العالم جائزة نوبل للسلام للجنة أزالة الأسلحة الكيماوية السورية. هذه اللجنة التي سرعان ما سارعت وأعلنت أن الأسد يملك ما يزيد عن ألف طن من المواد الكيماوية المحرمة دوليا، وأن هذا يتطلب منها عاما كاملا لإزالتها، مما يعني أن الأسد سيبقى على سدة الحكم عاما آخرا، وسيواصل نهجه في قتل الأبرياء وتشريدهم، وتخريب البنية التحتية، وإنهاك الاقتصاد العام لهذا البلد الثائر. فهل هي جائزة للأسد أم لمن يزيل أسلحة الدمار الشامل عنه؟ في رأيي هي ليست لهذا ولا لذاك، وإنما هي لمن أبتكر تلك اللجنة الصماء العمياء التي اصمت أذانها وأعمت عيونها عما يحدث للشعب السوري البطل الأعزل طيلة تلك الفترة التي مضت والتي قاربت الثلاثة سنوات. نعم هم أعطوها، بل أهدوها، لمن حقق الأمن والسلام ولكن وفق منظورهم هم، وليس وفق منظور الشرفاء الأحرار. أهدوها لمن حقق الأمن والاستقرار والسلام لإسرائيل وحدها وحفظ لها حدودها، هذه هي الحقيقة لا غير، فهي مؤامرة كبرى وخيانة عظمى للحقائق والوقائع، وقبل ذلك هي خيانة للأديان السماوية كلها، بل لجميع الملل، فمن غير المعقول أن يكافئ القاتل السفاح ويتهم ويقتل البريء المظلوم المسكين. فأين نوبل وأين السلام؟ ومتى يتحقق السلام في الأرض كلها ولشعب سورية خاصة وقد قضى على السلام أهل السلام وأدعياء السلام وأبناء السلام؟ عقيل حامد