مخاوف الدول الخليجية من التقارب الامريكي- الايراني لها ما يبررها، ولكنها مخاوف الذي جنى على نفسه من ارتمائه في حضن الغدر الامريكي الدائم بالعرب والمسلمين، والاستمرار في تهميشهم وعدم الاكتراث الحقيقي بمطالبهم الحيوية، لانهم ارتضوا لانفسهم الهوان وركنوا الى من يبيعهم بثمن بخس نتيجة لجهلهم واهمالهم لمصالح شعوبهم الحيوية في الحرية والرفاه والتقدم العلمي والتكنولوجي. امريكا التي تضحي بكثير من مصالحها الحيوية في منطقتنا خدمة لامن ورفاهية اسرائيل وعلى حساب كل عملائها الاغبياء الجهلة الذين لا يهمهم الا تأمين كراسيهم. ولإمعانهم في الغفلة والغباء، فانهم يرتضون امريكا ان تكون الحامية الامينة لهذه الكراسي، وامريكا بدورها تحيل حماية هذه الكراسي لاسرائيل واخطبوطها الصهيوني الغادر والمعادي بالضرورة لكل ما هو في صالح العرب والمسلمين، وخصوصا تمكين الشعوب من اختيار حكامها او وحدتها. وامريكا تسمع لايران ولاسرائيل، لان حكامهم من اختيار شعوبهم، ولا تصغي للمسلطين على رقاب شعوبهم بالحديد والنار والقهر والدموية لانها تعلم ضعفهم وهزالهم وحاجتهم الى حمايتها من هذه الشعوب المقهورة، ولا ادل على ذلك من استماتتهم في دعم انقلاب السيسي في مصر، وبالتعاون مع اعداء امتهم ودينهم الصهيو- صليبيين، على شرعية اختيار الشعب المصري لحكامه وخوفا من ان تنتقل اليهم هذه العدوى. امريكا لن تمانع في ان يمتد النفوذ الايراني الى بلدان الخليج كما حصل للعراق وكما يحصل الآن لسورية ولبنان، ويتمنى كثير من المخلصين للقضايا العربية الاسلامية ان تعود دول الخليج الى رشدها وتغلب مصلحة شعوبها وامتها على كراسيها، هذه الكراسي التي ستحميها شعوبها اكثر من الغدر الصهيو- امريكي حتى لا يقول اصحابها ‘أكلت يوم أكل الثور الابيض’. عمرحسن