الاسلامي المقنع

حجم الخط
1

بعد خمسين سنة تعاون استخباري بين اسرائيل وتركيا، أثبت كشف الاتراك عن هوية عملاء الموساد لايران عمق الهاوية التي سقطت فيها العلاقات بين الدولتين، تحت قيادة الاسلامي المستبد رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان.
يريد اردوغان ان يوهم الاخرين بانه نموذج الاسلام المستنير، الذي يمارس الديمقراطية على أحسن وجه، والذي يجب ان يحتذى، لكن لا شيء أبعد من الحقيقة من ذلك، فالحديث هو عن اسلامي مغالٍ ومتطرف يمدح الاخوان المسلمين وحماس وحزب الله مدحا مفرطا.
استعمل اردوغان الغوغائية ليفوز في ثلاث معارك انتخابية، واستغل موقفه ليخيف وسائل الاعلام وليهدم المعارضة، وقد طهر الجيش من ضباط علمانيين وقمع حرية التعبير. ويوجد اليوم عدد من الصحافيين السجناء في تركيا أكبر من عددهم في دولة اخرى في العالم، كما يبدو.
إن رد اردوغان على المظاهرة المتعلقة بحماية البيئة في مركز اسطنبول، قبل بضعة اشهر، التي جرح فيها أكثر من 4 آلاف متظاهر غير عنيف، يثبت قسوته. فقد استغل اردوغان المظاهرة الهادئة، كما تقول منظمات حقوق انسان تركية، لمعاقبة صحافيين ومعلمين وناشطين آخرين.
إن موقف اردوغان من اسرائيل أخذ يتدهور منذ ثار ثورته الغوغائية على شمعون بيرس في دافوس في 2009. فهو يصف اسرائيل بأنها ‘دولة ارهاب، تقتل الاولاد، وتعرف جيدا كيف تقتل’. وقد استضاف زعيم حماس خالد مشعل ثلاث مرات في السنة الاخيرة. إن عداء اردوغان للصهيونية استمرار طبيعي لمعاداته للسامية.
في 1974 أخرج مسرحية ‘ماس كوم ي’، التي تناولت التأثير العالمي لليهود والشيوعيين والبنائين الاحرار. وأعلن حينما كان رئيسا لبلدية اسطنبول، أن ‘صورة اليهودي اليوم لا تختلف عن صورة النازي’. وألقى بتبعة المظاهرات البيئية الاخيرة على ‘لوبي سعر الفائدة’، وعلى ‘اصحاب الولاء المزدوج’، وعلى ‘اصحاب الشعور الكوني الذين لا جذور لهم’ وهذه توجيهات واضحة الى بروتوكولات حكماء صهيون.
أعلن اردوغان في مؤتمر الامم المتحدة، الذي عقد في فيينا في شباط/فبراير الاخير بأنه ‘يجب الاعتراف بالخوف من الاسلام، لأنه جريمة على الانسانية، كالصهيونية ومعاداة السامية والفاشية’، واتهم اسرائيل قبل بضعة اسابيع بالانقلابات في مصر.
إن تعجل اردوغان قد عبرت عنه قضية مرمرة تعبيرا خاصا، فقد طلب بعد الواقعة الدولية ان تعتذر اسرائيل على موت تسعة مواطنين اتراك ذوي صلة بالقاعدة كانوا على السفينة، وحينما سلكت اسرائيل بمقتضى قرار الامم المتحدة، حينما اعلنت انها غير ملزمة بأن تعتذر، أعاد اردوغان سفيره وندد بمشاركة اسرائيل في منظمات عالمية، ومنها حلف شمال الاطلسي.
وفي آذار/مارس 2013 حث اوباما نتنياهو على الاعتذار، ودفع تعويضات الى عائلات الارهابيين الاتراك. واستجاب نتنياهو لغرض تحسين العلاقات، لكن اردوغان لم يرد على ذلك بشيء، بل أعلن نيته زيارة غزة وطلب ان نسقط الحصار البحري المضروب على حماس، وبعد ستة اشهر لم يحسن اردوغان بعد العلاقات الدبلوماسية وما زال يمنع مشاركة اسرائيل في حلف شمال الاطلسي.”””
ورغم كل ذلك تعتبر الولايات المتحدة تركيا حليفة. ففي السنة الماضي افتتحت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ‘منتدى الارهاب العالمي’، وهو منظمة لمكافحة الارهاب يشتمل على ثلاثين عضوا، مؤسسة يبرز فيها غياب اسرائيل. وفي ايلول/سبتمبر 2013 عززت الولايات المتحدة وتركيا المبادرة حينما أسستا مشروعا مشتركا بكلفة 200 مليون دولار يرمي الى مكافحة التطرف بين الشباب المسلمين، واليكم التناقض المنطقي: إن دافع الضرائب الامريكي ينفق على منظمة مكافحة ارهاب بمشاركة قيادة اسلامية تؤيد حماس والاخوان المسلمين وتنكر الارهاب الاسلامي. قد تستمر الولايات المتحدة على التمسك بفنتازيا ترى ان اردوغان هو زعيم مستنير، لكننا نراه كما هو حقا، وهو أنه مستبد اسلامي. وستظل علاقات اسرائيل بتركيا ما بقي في منصبه باردة في الأكثر في المجال السياسي على الأقل.

ايزي لبلار
اسرائيل اليوم 21/10/2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول اردوغان فلسطين:

    اسرائيل هي التي ترتدي قناع يخبأ الوجة النازي البغيض العنصري …. ولو ازاحت هذا القناع لرأى العالم مدى بشاعة هذا الوجة. اسرائيل تمارس جميع انواع الارهاب بحجة حماية امنها … فتتآمر مع حكومات وافراد لخدمة مصالحها الشوفانيه الاستعمارية وتعمل من خلال اساليب ووسائل ارهابية وانتهازية الى الوصول الى تلك الاهداف. اسرائيل تكره اردوغان لأنه يقف ضد اهدافها ولأنه يحاول ان يكشف عن وجهها الحقيقي كما فعل مع الارهابي بيرس في دافوس ولأنه يقف بجانب غزة التي تريد اسرائيل قتلها وتجويع اهلها. اردوغان انسان جريء وقوي ويستند الى شرعية وشارع متحمس له ويحمل مبادىء انسانية سامية تفتقدها اسرائيل في جنرالاتها وعملائها من الحكام العرب وغير العرب الذين يعملون خدم لتحقيق اهدافها الاستعمارية.

إشترك في قائمتنا البريدية