تونس: قبل يوم من انطلاق أكبر حدث رياضي على مستوى العالم، اعتبر المعلق التونسي الشهير عصام الشوالي، مشاركة 4 منتخبات عربية في بطولة كأس العالم لكرة القدم بروسيا، “إشارة خضراء لعودة الكرة العربية إلى وضعها الطبيعي، والنتائج ستقيّم واقع تلك الكرة”.
ولأول مرة في تاريخ المونديال يشارك العرب بأربعة منتخبات في العرس العالمي (الذي سينطلق الخميس)، وهي مصر والمغرب والسعودية وتونس.
وتشارك مصر والسعودية بالمونديال في المجموعة الأولى بجانب روسيا وأوروغواي، فيما تلعب المغرب في المجموعة الثانية بجانب البرتغال وإسبانيا وإيران، أما تونس فتشارك في المجموعة السابعة بجانب إنكلترا وبلجيكا وبنما.
وقال المعلق التونسي: “في مونديال 1986 حطمنا رقما قياسيا بثلاثة منتخبات، العراق والمغرب والجزائر، وحاليا بأربعة منتخبات بعدما شاركت الجزائر لوحدها في مونديالي 2010 و2014، هي عودة من الباب الكبير، إلى وضعنا الطبيعي، لكن الطفرة والقوة أقيّمها على مستوى النتائج والفوز”.
وعن حظوظ العرب لبلوغ الدور الثاني، قال: “هناك إمكانية للمفاجئة، مجموعاتنا صعبة، تونس مع بلجيكا وإنجلترا المرشحتين للقب، المغرب مع إسبانيا المرشحة الأولى للفوز والبرتغال بطلة أوروبا، مصر والسعودية في مجموعة البلد المستضيف، هذا على الورق، لكن على الميدان يبقى الحلم قائمًا، وننتظر فريقا عربيا ليكون في الدور الثاني”.
وعن فرص المنتخبين المصري والسعودي للتأهل إلى الدور الثاني، أشار الى أن “السعودية تعرف كيف تلعب ضد منتخبات عرب إفريقيا، للأسف اللقاء في الجولة الثالثة والأخيرة، نتمنى ألّا يكون تحصيل حاصل”.
وأعرب عن أمله أن “يكون فريق واحد فيهما معنيا بالانتصار للتأهل، وستكون مباراة لها معنى وقيمة مضافة يعني ديربي عربي في كأس العالم، مصر تسعى لتحقيق أول فوز في تاريخها على السعودية، والسعودية تهدف لمواصلة سجلها الرائع ضد عرب إفريقيا، هي مباراة ستشد انتباه العالم العربي في 25 يونيو/حزيران الجاري بملعب فولغوغراد أرينا”.
وعن المصري محمد صلاح، قال: “اللاعب فرض اسمه خلال هذا الموسم، ومتوقع حضوره في لائحة المنافسين الثلاث أو الأربع على الكرة الذهبية باستحقاق، غيابه سيؤثر على منتخب بلاده، حسب الأصداء الطبية، لن يكون حاضرا ضد الأوروغواي، لكن ضد روسيا والسعودية سينضم لتشكيلة الفراعنة”.
واستدرك: “كل التخوف من كواليس البلد المستضيف بحكم الأرض والجمهور والملايين المخصصة للبطولة، لكن فنياً منتخبي مصر والسعودية، أحدهما قادر على إزاحة الدب الروسي والتأهل مع الأوروغواي إلى الدور الثاني”.
وبشأن تأثر المنتخب التونسي بغياب الثنائي يوسف المساكني وأحمد العكايشي، قال إن “التأثير الأبرز هو المساكني، أما العكاشي اختيار فني، لأن المدرب نبيل معلول فضّل لاعبين آخرين في مستواه أو أفضل منه، تقريبا لم يشارك في التصفيات بنسبة 90 في المائة، الغياب المؤثر هو المساكني لأنه الأفضل وهو الذي كان وراء تأهل نسور قرطاج، بـ 7 أهداف من أصل 9 سجلها اللاعب في التصفيات في نسخة معلول”.
وعن قدرة البرازيل على تجاوز كارثة النسخة الماضية والمنافسة على اللقب، أجاب الشوالي: “سيليساو، طبعا منتخب خارق للعادة، مشاركته في مونديال 2014 دخلت طي النسيان، لأنه كان مطالبا بالفوز بالبطولة على أرضه مثل الأرجنتين وفرنسا والأوروغواي إسبانيا، ألمانيا، إيطاليا”.
ولفت إلى أن “البرازيل هي الوحيدة التي لم تفز بكأس العالم على أرضها، بحكم الضغط الذي مورس عليها آنذاك، وأيضا لأنه كان فريق الرجل الواحد مع نيمار”.
“حاليا نحن أمام جيل جديد وفريق أكثر توازنا ونيمار أكثر نضجا، مع تيتي (المدرب أدينور ليوناردو باتشي)، البرازيل كالعادة بالأرقام وثقافة وتقاليد كرة القدم، بالإمكان أن تكون نامبروان (الأولى)، أو نامبر تو (الثانية)”، هكذا أضاف.
وأشار الشوالي إلى أن “المباريات الودية قبل المونديال تعطي في جزء كبير مقياسا وفكرة عن أي فريق، ومنها الحضور الذهني والخطط التكتيكية المزمع تنفيذها في البطولة، لن تتغير مستوى فريق تعيس جدا في الوديات، أتحدث عن الأداء وليس النتائج”.
واعتبر أن “قيمة الوديات تعطي الثقة للفرق التي تحقق نتائج طيبة، وتدخلها في أجواء المونديال مبكرا، لذلك الوديات جزء ومقياس كبير وليست نهائية، هناك فرق سيطرت في الوديات والتصفيات وفازت في جميع المباريات ومثال عالمي الأرجنتين 2002 الذي وصل المونديال بأرقام قياسية وخرافية، وأقصي من الدور الأول بدون أهداف”.
الشوالي في ترشيحه للمنتخب المتوقع أن يكون حصانا أسودا في المونديال، توقع أن يكون من القارة الإفريقية وهو نيجيريا، وأوروبيا كرواتيا، أو بلجيكا.
وبشأن المنتخبات المحتمل أن تتوّج بكأس العالم، قال: “البطولة لن تخرج عن أربعة، البرازيل، الأرجنتين، ألمانيا، إسبانيا، وبدرجة أقل فرنسا، حصان أسود بلجيكا محتمل أن تصل لنصف النهائي أو النهائي، وإنجلترا ستؤدي مونديالا محترما لكن غير مرشحة للفوز باللقب، “هذا بعيدا عن المفاجآت التي عودنا عليها المونديال”.
وحول تأثر المونديال بغياب بعض الأسماء وفي مقدمتهم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، أجاب: “هناك مثل يقول: الحاضر يكفي، إبراهيموفيتش دخل طي النسيان، انتهى تاريخه وتحول إلى مومياء، رونالدو وميسي يكفيان”.
وتابع: “كل منتخب لديه ميسي أو رونالدو الخاص به، هذا مونديال كوني، والغيابات المفاجئة هي البلجيكي راجا ناينغولان، الإسباني سيسك فابريغاس، الألماني ليروي ساني المتألق في نادي مانشستر سيتي، على أي مع انطلاق كأس العالم لن نحكي عن الغيابات لأنه حُصّل ما في الصدور”.
أما تقنية الفيديو التي ستطبق لأول مرة في المونديال، فرأى أنها “ستكون أكثر عدلا وإنصافا للمنتخبات واللاعبين، أما الجماهير والمعلقين فستترك عندهم الكثير من الضبابية والانتظار، كما ستكسر من انسيابية المعلق على المباراة بتأكيد الهدف وبعدها رفضه أو التشكيك فيه قبل قرار الحكم النهائي”.
وذكر أن نسخة روسيا ستختلف عن المونديالات السابقة، باعتبار “البطولة تجرى لأول مرة في أوروبا الشرقية، وستختلف النظرة للمعمار والتقاليد، فهي بلاد بحضارة مختلفة الثقافة، بعهدها الثوري والسوفياتي والقيصري والبولشيفي”.
وفي معرض رده على سؤال حول استعداداته الشخصية، أجاب: “بنفس الحماس، أنتظر باللحظة والثانية انطلاق هذا العرس العالمي، في نكهة خاصة وتركيز أكبر لهذا المونديال القياسي بحضور أربعة منتخبات عربية”.
وعن خبرة 22 عامًا وراء الميكرون، تحدث: “لا زالت رهبة البداية هي نفسها، هناك خبرة في التعليق، لكن الرهبة حاضرة في البطولة والمباريات الكبيرة والقارية، رهبة وضغط إيجابيين أسلطهما على نفسي لأكون في مستوى انتظارات ملايين الجماهير ومتابعي الشوالي”، مؤكدا “ليست رهبة الخوف بقدر ما هي رهبة احترام الجمهور، وضرورة وحتمية الظهور بشكل جيد”.
وأعرب الشوالي، عن أمله أن يكون في مستوى محبة وثقة الجمهور، قائلا: “سأعلق على 12 مباراة في الدور الأول معظمها للمنتخبات العربية، أتمنى أن أكون فاتحة خير عليهم، ونفرح مع بعض ونشرف الألوان العربية في هذا الحدث الذي تنتظره كل الدنيا”. (الأناضول)