لندن – رويترز: قالت وكالة الطاقة الدولية أمس الأربعاء ان الطلب على النفط سيسجل نموا مطردا في عام 2019 بفضل متانة الاقتصاد العالمي، لكن العالم قد يواجه فجوة كبيرة في الإمدادات بحلول أواخر العام المقبل إذا لم تتمكن منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» من تغطية أي انخفاضات في الإنتاج.
ويمثل التقرير الشهري الصادر عن الوكالة تحذيرا قويا لأكبر مُصَدِّري النفط في العالم الذين يجتمعون الأسبوع المقبل في فيينا لبحث سياسة الإنتاج.
وقالت الوكالة، التي تتخذ من باريس مقرا، أنها تتوقع أن ينمو الطلب العالمي على النفط بمقدار 1.4 مليون برميل يوميا في 2019 ليتجاوز 100 مليون برميل يوميا بحلول الربع الثاني من العام. كما تتوقع ان ينمو الطلب بالمعدل ذاته هذا العام دون تغيير عن تقريرها السابق في مايو/أيار.
وأضافت «خلفية الأداء الاقتصادي القوي وتوقع المزيد من استقرار الأسعار عاملان رئيسيان. المخاطر تشمل احتمال ارتفاع الأسعار واضطرابات التجارة. بعض الحكومات تدرس إجراءات لتخفيف الضغوط على المستهلكين».
وقالت أيضا «هناك احتمال لإجراء مراجعة نزولية لتوقعاتنا الاقتصادية في الأشهر القليلة المقبلة. الاقتصاد العالمي يعاني بعض الشيء من ارتفاع أسعار النفط».
ومنذ أن بدأت «أوبك» ومنتجون آخرون من بينهم روسيا خفض الإنتاج في يناير/كانون الثاني 2017 بواقع 1.8 مليون برميل يوميا، زادت أسعار النفط بنحو الثلث إلى نحو 76 دولارا للبرميل، إرتفاعا من 30 دولارا أواخر عام 2016.
وقالت الوكالة «تزايد التوترات التجارية هو الخطر الرئيسي لتوقعاتنا بشأن الطلب على النفط». وأضافت «المخاطر المصاحبة لتصاعد إجراءات الرد لا يمكن تجاهلها… استمرار تباطؤ التجارة سيؤثر سلبا على نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي، في الوقت الذي يرتبط فيه جزء كبير من استهلاك النفط بأنشطة التجارة».
يذكر ان كندا والاتحاد الأوروبي أقرا خططا لزيادة الرسوم على سلع أمريكية معينة ردا على الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة على واردات الصلب والألومنيوم.
ومن المقرر ان تجتمع «أوبك» يومي 22 و23 يونيو/حزيران لمناقشة سياستها للإنتاج على وجه الخصوص في ضوء الانخفاضات المستمرة في فنزويلا، واحتمال فرض عقوبات أمريكية جديدة على إيران في وقت لاحق من العام الحالي.
وقد تدرس المنظمة مع شركائها زيادة الإنتاج لتعويض أي انخفاضات في الإمدادات.
وقالت الوكالة «حتى إذا جرى سد فجوة الإنتاج من إيران وفنزويلا، فإن السوق ستكون قد توازنت أخيرا العام المقبل، وستكون الأسعار عرضة للارتفاع في حالة حدوث المزيد من الاضطراب. من المحتمل أن يتجه العدد المحدود من الدول التي لديها طاقة إنتاجية فائضة بخلاف ما يمكن تفعيله سريعا إلى تغطية المزيد من الطلب».
وقالت أيضا «إذا واصل أعضاء أوبك الاثنا عشر الضخ بنفس معدل مايو (أيار) فمن المحتمل أن تنشأ فجوة في الإمدادات وتؤدي إلى السحب من المخزونات بأكثر من 1.6 مليون برميل يوميا في الربع الأخير من 2019».
وأشارت إلى أنها تدرس سيناريو انخفاض الإمدادات من إيران وفنزويلا بواقع 1.5 مليون برميل يوميا بالمقارنة مع مستواها الحالي.
وتتوقع الوكالة انخفاض الصادرات الإيرانية بالمقدار الذي تراجعت به خلال جولة العقوبات السابقة.
وبالنسبة لفنزويلا، لا ترى الوكالة إمكانية توقف الانهيار في الإنتاج الناجم عن الأزمة الاقتصادية والذي تسبب في سحب مليون برميل يوميا من السوق في العامين الأخيرين.
وقالت الوكالة ان مساعي «أوبك» لتقييد الإنتاج أدت إلى انخفاض المخزونات التجارية للنفط في الدول الأكثر ثراء في العالم بمقدار 3.1 مليون برميل في أبريل/نيسان إلى أدنى مستوى في ثلاث سنوات عند 2.809 مليار برميل.
وتوقعت ان تنمو الإمدادات من خارج «أوبك» بواقع مليوني برميل يوميا هذا العام، بقيادة الولايات المتحدة في الأساس، قبل أن تنخفض إلى نحو 1.7 مليون برميل يوميا العام المقبل.
وقالت «في الآونة الأخيرة لم يخل هذا التوسع من الضغط. خصم خام غرب تكساس الوسيط (الخام الأمريكي) مقابل برنت زاد إلى عشرة دولارات للبرميل، في ظل مؤشرات على أن نمو الطلب يقل عن نمو الإنتاج». وأضافت «لتعويض …الخسائر (من إيران وفنزويلا) نتوقع احتمال أن تزيد دول الشرق الأوسط الأعضاء في أوبك الإنتاج خلال فترة قصيرة إلى حد ما بنحو 1.1 مليون برميل يوميا. وقد يكون هناك المزيد من الإنتاج من روسيا علاوة على الزيادة التي سجلت بالفعل في توقعاتنا للإنتاج من خارج أوبك في 2019». وتتوقع وكالة الطاقة انخفاض الطلب على نفط أوبك في 2019 إلى 31.6 مليون برميل يوميا من 31.9 مليون برميل يوميا هذا العام. من جهة ثانية عدلت الوكالة توقعاتها لزيادة الطاقة التكريرية العالمية في عامي 2018 و2019. وبالنسبة لعام 2018، توقعت زيادة الطاقة التكريرية بمقدار 1.8 مليون برميل يوميا مقارنة مع التقديرات السابقة البالغة 1.3 مليون برميل يوميا.
وتأتي الإضافة البالغ حجمها 500 ألف برميل يوميا من عدة مصادر. فإغلاق مصفاة جدة في السعودية بات الآن مرتبطا بعام 2017، وليس 2018. أيضا جرى تقديم موعد بدء عمل المصفاة التركية الجديدة في إزمير إلى الربع الثالث من 2018 بدلا من 2019.
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تكتمل وحدة فصل المكثفات الثالثة في مجمع «بيرجيان غلف ستار» في إيران في الربع الأخير من 2018 بدلا من عام 2020، فضلا عن إضافات قليلة في العراق بإجمالي 70 ألف برميل يوميا في نهاية 2018.
وفيما يتعلق بعام 2019، تتوقع الوكالة إضافات حجمها 1.4 مليون برميل يوميا، بانخفاض قدره 80 ألف برميل يوميا عن التوقعات السابقة.
ويرجع السبب في هذا إلى بداية تشغيل مصفاة جازان السعودية البالغة طاقتها الإنتاجية 400 ألف برميل يوميا ومصنعين صينيين لإنتاج البتروكيميائيات.
وشطبت الوكالة إضافة حجمها 70 ألف برميل يوميا من مصفاة نينغبو داكسي التابعة لشركة الصين الوطنية للنفط البحري (كنوك).