النووي الإيراني بين ‘توم’ و’جيري”

ما لا يعلمه العديد أن الولايات المتحدة الأمريكية الخصم الشرس للبرنامج النووي الإيراني، هي نفسها عرّاب هذا البرنامج منذ خمسينات القرن الماضي في نطاق مشروع ‘الذرّة من اجل السلام’.
وما يعلمه عدد من المتابعين أنّ العدّاد النووي الإيراني في قبضة شخص واحد، يمسك به إلى درجة التحكم في سعة تدفقه منذ أكثر من عقد من الزمن.. اختفى لفترة ليظهر في صورة رئيس جمهورية إيران الإسلامية الجديد، بالتأكيد انّه حجة الإسلام حسن روحاني القادم من المؤسسة الدينية.
كيف لا وهو من فاوض الغرب سنة 2003، ونجح في إيهام الجميع بانّ إيران على استعداد كامل لتجميد برنامجها النووي، وهو ذاته اليوم من أطلق المارد مجدّدا من قمقمه من خلال الإعلان عن خطته السرية.
بالتأكيد أنّ مجريات القصة الكارتونية الشهيرة ‘توم وجيري’ التي شغفنا بها صغارا وكبارا، تغيّر بناؤها القصصي وشخصياتها بالكامل، ليصبح الفأر بفعل ‘الأنشطة الإشعاعية المكثفة والمركزة’ هرّا بمخالب حادّة، ولتتحوّل قصة العشق المزعومة ‘الذرّة من اجل السلام’ إلى ‘ذرّة انشطارية مهددة للسلم العالمي’.
فالسياقات الشديدة العتمة والتعقيد التي واكبت أطول مفاوضات متعددة الأطراف عرفها تاريخ التفاوض السياسي المعاصر، تدفعنا لخوض مخاطرة استفهامية لملف حساس يستحق أكثر من ملاحظة ‘سري للغاية’.
1 ـ من هو حسن روحاني؟
أ- حجّة إسلام في منصب رئيس جمهورية إيران الإسلامية.
ب- حجّة قاطعة على فشل تعاطي الغرب مع الملف الإيراني.
2 – عن الرسائل المشفرة للمكالمة الهاتفية التاريخية التي أجراها أوباما مع روحاني:
أ- اعتراف أمريكي بالدور الاقليمي لإيران .
ب- احد البنود السرية غير المعلنة لقمة ‘سان بطرسبرغ’ بين أوباما وبوتين.
3 – أين تتخذ قرارات جنيف حول الملف النووي الإيراني؟
ا- داخل أروقة وقاعات المحادثات بجنيف.
ب- أثناء المشاورات الجانبية التي تجرى على هامش المحادثات.
ج- خلال المفاوضات الثنائية الأمريكية الروسية.
4 – كيف يمكن تفسير التزامن المحتمل بين تاريخ عقد الجولة المقبلة للمحادثات ومفاوضات جنيف 2 حول سورية؟
أ- باستراتيجية تلازم المسارين.
ب- بالصدفة لا غير.
5 – نقاط قوة البرنامج النووي الإيراني:
أ- سريته المطلقة.
ب- استفادته القصوى من عامل الوقت.
ج- جغرافية تموقع المنشآت النووية المعقدة والعنكبوتية.
د- الكفاءة والخبرات العالية للعلماء الإيرانيين.
ه- المساعدة الفنية لخبراء الذرّة الروس.
6 – نقاط ضعف البرنامج النووي:
أ- سريته المطلقة.
ب- ارتباطه الوثيق بالمساعدة العلمية الروسية.
ج- العقوبات الاقتصادية الغربية.
7 – أين يكمن شيطان المفاوضات؟
أ- في تفاصيل تقنية بحتة متعلقة بالتخصيب وأجهزة الطرد والمصادقة على البروتوكول الإضافي.
ب- في تفاصيل سياسية تتمحور حول كيفية إعادة ترتيب خارطة التوازنات في المنطقة
8 – النتائج القصوى الممكنة من المحادثات:
أ- التخفيض من نسبة التخصيب إلى مستويات اقلّ من عشرين في المئة.
ب- تعليق مؤقت لنشاط مفاعل ‘أراك’ لأبحاث الماء الثقيل.
ج- التعهد من الجانب الإيراني بتفعيل بنود البروتوكول الإضافي.
د- اعتراف موثق لمجموعة الخمس زائد واحد بحق إيران في اكتساب وتطوير التكنولوجيا النووية السلمية.
ه- التخفيف التدريجي للعقوبات الاقتصادية.
و- التطبيع التدريجي للعلاقات الدبلوماسية.
9 – المكانة التي يحتلها البرنامج النووي في المخيال الجمعي الإيراني:
أ- عقيدة ‘زرادتشية’ جديدة.
ب- عبء إضافي.
10 – ما هي حقيقة حالة إفلاس الاقتصاد الإيراني؟
أ- توصيف اقتصادي دقيق.
ب- بالون اختبار فارسي جديد للجسّ والتمويه.
11 – كيف يمكن قراءة التداول المنتظم على الحكم في إيران بين المحافظين والمعتدلين منذ انطلاق البرنامج النووي؟
أ- انتهاج لاستراتيجية توزيع الأدوار.
ب- مجرّد مصادفة انتخابية لا غير.
12- هل يمكن إيقاف برنامج إيران النووي؟
أ- غير ممكن في الوقت الراهن.
ب- لا يمكن إطلاقا.
13- في صورة تعثر المباحثات:
أ توسّع النشاط النووي.
أ مكرّر: استنساخ لكوريا شمالية جديدة في قلب الشرق الأوسط.
بعد مضي سنوات عديدة من العبث التفاوضي، يبدو واضحا أنّ الجلسات ‘الروحانية’ وفق الطقوس الخاصة لروحاني والمحاطة بسحابة سميكة من البخور المنبعث من مفاعل قمّ قد فعلت فعلها.
فهل تتمكّن المجموعة 5 + 1 في الجــــولات القـــادمة من محادثات جنيف الإفلات من المجال المغــــناطيســـي الفارسي ليبقى القط قطا والفأر فأرا ؟

‘ كاتب تونسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية