ما علاقة الهزيمة المدوية للمنتخب السعودي بإعادة “تسخين” مشروع قناة لـ”تحويل قطر إلى جزيرة”؟

حجم الخط
6

لندن ـ “القدس العربي”:

في ما اعتبر إعادة “تسخين” لها، عادت إلى الواجهة الحملة الإعلامية التي يبدو أن من يحرك خيوطها هومن يوصف بـ”محرك الذباب الالكتروني السعودي”، المستشار في الديوان الملكي السعودي، سعود القحطاني، وذلك للترويج لمشروع إنشاء قناة بحرية على طول الحدود بين بلاده قطر، من شأنها تحويل الأخيرة إلى جزيرة.

ولاحظ مراقبون ما بدا تحركا منسقا أمس بوسائل إعلام سعودية وإماراتية و “طنين” كثيف لـ”الذباب الالكتروني السعودي والإماراتي” عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة “تويتر”، بدأ عندما أطلق القحطاني، سلسلة من التغريدات على حسابه عن الموضوع، ونقل أولا عن صحيفة “مكة” السعودية (خاصة) أن الإثنين المقبل تنتهي فترة تقديم العروض لتنفيذ القناة.

وزعمت الصحيفة أنه تمت دعوة 5 شركات عالمية متخصصة في حفر القنوات الدولية لهذه المهمة وتقديم عطاءاتها، وذكرت عن مصادر صحافية لم تسمها، أنه سيعلن عن الشركة أو التحالف الفائز في حفر “قناة سلوى”، في فترة لا تتجاوز 90 يومًا، بحيث تبدأ الشركة أو التحالف الذي سيرسي عليه المشروع، بالإعلان عن خطته للعمل الفوري في حفر القناة على أن يتم الانتهاء من حفر القناة خلال أقل من سنة من بدء العمل.

وبحسب الصحيفة “يأتي هذا التطور المهم في إعلان الشركات الفائزة في حفر قناة سلوى، في أعقاب أقل من شهرين من إعلان تحالف استثماري من القطاع الخاص عن مشروع شق القناة على طول الحدود البرية الشرقية للمملكة مع قطر، والذي سيحول قطر إلى جزيرة صغيرة معزولة عن محيطها الخليجي”.

وزعمت أن خبراء جيوسياسيين قالوا “إن إنشاء قاعدة عسكرية سعودية بين مشروع قناة سلوى البحرية والحدود القطرية سيمنح السعودية جزءا استراتيجيا من جزيرة سلوى التي بدورها تضم الأراضي القطرية، ما يعني أن قطر بعد هذا المشروع لن تكون جزيرة مستقلة”.

وقد قام القحطاني بنشر روابط و تغريدات لمواقع إماراتية من حساب إماراتي جاء فيه: “بداية_حفر_قناه_سلوي.. ألف ألف مبروك للشعب السعودي ببداية المشروع الرائع وتحويل دويلة قطر (…) إلى جزيرة.

وربط ملاحظون إعادة “تسخين” حملة سلوى بحملة أخرى ضد قطر وقناة “بي ان” واتهامها بـ “التشفي” في خسارة المنتخب السعودي المدوية بخماسية نظيفة أمام روسيا في المباراة الافتتاحية للمونديال، إلى جانب الاتهامات الموجهة للسعودية في قضية قرصنة مباريات المونديال عبر قناة تدعى “بي ان آوت كيو”.

بعد الهزيمة المدوية التي مُني بها المنتخب السعودي بخماسية نظيفة أمام المنتخب الروسيّ، تحت أنظار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي كان حاضرا رفقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في افتتاح مباريات كأس العالم، التي انطلقت الخميس في روسيا، هدد تركي آل الشيخ المستشار في الديوان الملكي ورئيس هيئة الرياضة السعودية، قناة “بي إن سبورت” القطرية.
وقال آل الشيخ في تغريدة على حسابه إنه سيتم اتخاذ كافة الاجراءات القانونية تجاه ما أسماها “التجاوزات الصادرة عن قناة (بي إن سبورت) تجاه السعودية ومنتخبها ورياضتها ومسؤوليها”.
ترويج جديد لمشروع قديم

وتروج وسائل الإعلام السعودية والإماراتية والمصرية، منذ مدة لمشروع قناة سلوى. وكانت صحيفة “سبق” الإلكترونية السعودية أوّل من كشف عن مشروع القناة، في تقرير نشرته في 5 إبريل/ نيسان الجاري، ثم لحقتها تباعا، على مدار الأيام الماضية، وسائل الإعلام السعودية الأخرى، قبل أن تنظم إليهم وسائل الإعلام الإماراتية والمصرية في ما يشبه حملة منظمة.

واسم القناة هو نسبة لمدينة سلوى الواقعة شمالَ غربِ مدينة الهفوف التابعة لمحافظة الأحساء في المنطقةِ الشرقية السعودية، على الحدود مع دولة قطر.

وبحسب الإعلام السعودي، فإن المشروع يعتبر سياحيًا متكاملًا، يشمل شق قناة بحرية على طول الحدود مع قطر، على بعد كيلو متر واحد من الحدود بين البلدين.

وتتحدد الخطة المرسومة في شق قناة بحرية لتبدأ من مدينة سلوى إلى خور العديد، والأخير هو لسان من اليابسة يمتد في البحر بجانب الحدود السعودية القطرية ومعهما إمارة أبوظبي.

كما سيتم الربط بحرياً بين سلوى وخور العديد بقناة عرضها 200 متر، وعمقها من 15إلى 20 مترا، وطولها 60 كم، ما يجعلها قادرة على استقبال جميع أنواع السفن، من حاويات وسفن ركاب.

وبحسب وسائل إعلام سعودية فإن المشروع ينتظر الحصول على الموافقة الرسمية عليه، والترخيص له ليبدأ التنفيذ، فيما يتوقع الانتهاء من أشغاله في غضون 12 شهراً فقط من تاريخ البدء به، بكلفة تصل إلى نحو 2.8 مليار ريال سعودي (ما يعادل نحو 746 مليون دولار).

قاعدة عسكرية سعودية..فنادق 5 نجوم ونفايات نووية!

ونقلت صحف سعودية، بينها “سبق” الإلكترونية و”الرياض”، عن مصادر مطلعة لم تسمّها، إنه سيتم إنشاء قاعدة عسكرية سعودية في جزء من الكيلومتر الفاصل بين الحدود القطرية وقناة سلوى البحرية.

وفي مفارقة بدت غريبة ففيما أكدت وسائل الإعلام السعودية أن المشروع سياحيا، ويتضمن فنادق من 5 نجوم، فقد ذكرت أنه يتم تحويل الجزء المتبقي إلى مدفن نفايات للمفاعل النووي السعودي الذي تخطط السعودية لإنشائه، مما يطرح أسئلة حول سلامة من هم في القاعدة العسكرية والسياح المفترضين، الذين سيكونون على مساحة كيلومتر، من الاشعاعات النووية؟!.

ونشرت “سبق” صورا تظهر بدء استلام سلاح حرس الحدود لموقع منفذ “سلوى” الحدودي مع قطر، مشيرة إلى أن ذلك يأتي تمهيدا لما قالت إنه “بداية سريعة لانطلاق مشروع قناة سلوى البحرية”.

وفي ما اعتبر تكليفاً للمستشار في الديوان الملكي السعودي، سعود القحطاني، بالترويج للموضوع و تأكيده، كتب القحطاني المتعود على التهجم على قطر، حينها، منذ حصار قطر قبل ما يقارب العام، على حسابه على “تويتر” قائلا: “بتحليل الأخبار المتواترة عن قناة سلوى البحرية، فإن قطر ستتحول لجزء من جزيرة سلوى”.

وأردف في تغريدة أخرى: “هل قرار تغيير الجغرافيا بإنشاء جزيرة سلوى يخالف القانون الدولي العام؟ هل يحق للسعودية وضع قاعدة عسكرية فيها؟ هل يحق لها وضع مفاعلها النووي هناك؟ وكذلك مكب النفايات النووية؟”.

وأجاب القحطاني عن أسئلته بالقول: “طبعا يحق لها (للسعودية) 10 آلاف بالمائة”، ملمحا إلى أن تلك القناة على صلة بالأزمة الخليجية، وإحدى وسائل عقاب قطر”.

وفيما لم يصدر تصريح رسمي من قطر حول مشروع القناة، هون إعلاميون وقطريون من تأثير القناة على البلاد، معتبرين إياه استهلاكاً إعلامياً للضغط على قطر.

الملك فهد وراء فكرة “قناة سلوى”

اعتبر مدير التحرير التنفيذي لصحيفة “الوطن” القطرية، فهد العمادي، أن انتشار قصاصة من إحدى الصحف القديمة على مواقع التواصل الإجتماعي، يقوم سعوديون بتداولها، وكشفت أن مشروع إنشاء قناة سلوى البحرية على الحدود مع قطر يعود إلى 20 سنة أي في عهد الملك الراحل فهد بن عبد العزيز، يعني أن حصار قطر لا يتعلق بقضية قناة “الجزيرة” وبمواقف قطر أو باحتضانها لمونديال 2022، وكتب العمادي على حسابه على “تويتر”:

“الدناءة السعودية ليست وليدة اليوم بل قبل 20 عاماً حينها لم تكن هناك الجزيرة ولا مونديال 2022 .. الغدر يسري في دم حكامها بالوراثة”.

كما رد العمادي، حينها، على تقرير لقناة “الإخبارية” السعودية زعم أن مشروع قناة سلوى يهدد أحلام قطر في تنظيم مونديال 2022، وكتب في تغريدة أخرى له: “في قطر لاتوجد أحلام بل واقع وافعال أما الاحلام تركناها لكم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Dinars:

    لا يحق للسعودية تغيير الحدود بين قطر والسعودية إلى ممر مائي.

  2. يقول كريم:

    اذا بدأت السعودية في الحفر فمن الأجدى لقطر ان ترد بالمثل و تحفر أيضا قناة فاصلة بينها وبين الكلمات المتبقي للسعودية في جزيرة قطر وبذلك يكونا متعادلين و تحظى قطر الكورنيش بطول ستين للمتر تفعل فيه ما تشاء والشريط السعودي يفعل فيه ال سعود ما شاءوا…

  3. يقول النورسي:

    لا يحيق المكر السيء إلا بأهله….حسبنا الله ونعم الوكيل على بني سعود..اللهم احفظ قطر من كيد الكائدين وحقد الحاقدين وحسد الحاسدين

  4. يقول نادر:

    746 مليون دولار كلفة مشروع عبثي بدون أي مقابل لا لشيئ إلا شق الصف العربي و هو بالمناسبة يعادل المبلغ المخصص للأردن على مدار 5 سنوات لدعم إقتصاده!
    ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ

  5. يقول يوسف//الأردن:

    حتي وإن شقوا قناه وحولو حدود قطر مع السعوديه لممر مائي فإن ذلك لن يدوم لأن حكم آل سعود وآل النهيان ليس دائم وسيزول قريباً إنشأ الله حينها ستعود الحدود كما كانت….

  6. يقول حكيم من الجزائر:

    لماذا لا تقوم قطر بنفس المشروع على أرضها ولها كل السيادة في التحكم فيه
    وبناء فنادق ومساجد على طول المضيق

إشترك في قائمتنا البريدية