تعاظم دور الإمارات العربية المتحدة بصورة ملحوظة جداً منذ أن تولّى دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، ولهذا التعاظم خلفية باتت عناصرها معروفة بعد أن انكشفت عنصرا تلو الآخر بوتيرة تسارعت منذ العام الماضي، العام الأول من عهد ترامب الرئاسي. وتتيح العناصر المتوفّرة توضيح صورة دولة يناهز عدد مواطنيها مليوناً واحداً لا غير (بينما يزيد عدد «الأجانب» المقيمين فيها عن ثمانية ملايين) وتطمع في دور عسكري إقليمي لا يتناسب قط مع حجمها، بل يفوقه بأشواط.
ويعود هذا الدور، الذي باتت مأساة اليمن مسرحاً رئيسياً له، إلى قرار محمّد بن زايد آل نهيان، وليّ عهد إمارة أبو ظبي ورئيس مجلسها التنفيذي، والقائد الفعلي للقوات المسلحة الإماراتية وإن كان رسمياً نائب شقيقه خليفة بن زايد، رئيس دولة الإمارات والقائد الأعلى لقواتها. وقد عمل محمّد بن زايد في القوات المسلحة الإماراتية بعد إكمال دراسته العسكرية في بريطانيا سنة 1979، وبلغ رتبة فريق أول متولّياً على التوالي قيادة القوات الجوّية ونيابة رئيس الأركان، ثم رئاسة الأركان. فكان مصمّم بناء القوة العسكرية الإماراتية بطموح مفرط استند إلى الثروة النفطية العظيمة لدولته، وقد زاد نفقاتها العسكرية باطّراد خلال السنوات الأخيرة بحيث بلغت المرتبة العالمية الرابعة عشرة، والمرتبة الإقليمية الثانية بعد المملكة السعودية. وقد فاقت نفقات الإمارات العسكرية في السنوات العشر المنصرمة نفقات جميع دول المنطقة بما فيها إسرائيل، ذات الجيش المتضخّم، ومصر (سكّانها 97 مليوناً) وإيران (81 مليوناً) وتركيا (80 مليوناً)!
هذا وقد اعتمد محمّد بن زايد في تحقيق طموحه على التعاون العسكري الوثيق مع الولايات المتحدة (ومع فرنسا بالدرجة الثانية)، فشاركت القوات الإماراتية في كل الحملات التي قادتها واشنطن منذ الحرب على العراق في عام 1991، باستثناء واحد هو احتلال العراق في عام 2003. فقد انضمّت إلى حملات الصومال وكوسوفو وليبيا وأفغانستان، وصولاً إلى الحملة الجوّية ضد تنظيم «الدولة» (داعش) في العراق وسوريا التي تميّز فيها الطيران الإماراتي بقيامه بالدور الأهمّ بعد دور الأخ الأكبر الأمريكي. وبالإضافة إلى هذه المشاركة العسكرية في حملات واشنطن، والنهم المذهل في مشتريات الأسلحة الذي كان للصناعة العسكرية الأمريكية فيه حصة الأسد، قدّمت الإمارات خدمات جليلة للقوات المسلّحة الأمريكية خلال السنوات الأخيرة، منها وضع قاعدة الظفرة الجوّية بتصرّفها بحيث تمركزت فيها إحدى أهم وحدات سلاح الجوّ الأمريكي ومعها سرب من الطائرات الحربية، بما فيها طائرات لوكهيد مارتن إف ـ 22 رابتور الأكثر تقدّماً في ترسانة القوّات الجوّية الأمريكية. ومن الخدمات الجليلة أيضاً وضع ميناء جبل علي بتصرّف البحرية الأمريكية، وقد غدا أهم مرافئها خارج الولايات المتحدة.
أما النتيجة الطبيعية لكل هذا الحماس والسخاء من قِبَل الإمارات، وهي النتيجة التي توخّاها بالأصل محمّد بن زايد، فكانت نيل رضى وثقة القوات المسلّحة الأمريكية. وقد روى تقرير هام لصحيفة «واشنطن بوست» عن دور الإمارات العسكري، نُشر بتاريخ 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، كيف أن ما وصفناه أعلاه ادّى إلى تقدير عالٍ للإمارات في البنتاغون. وقد نقل التقرير بوجه خاص إعجاب جيمس ماتيس، الذي كان آنذاك جنرالاً متقاعداً بعد أن ترأس «القيادة المركزية الأمريكية» المسؤولة عن منطقتي الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في سنوات 2010 ـ 2013 وقبل أن يعيّنه ترامب وزيراً للدفاع. وقد أخبر ماتيس الصحيفة أنه وزملاءه في البنتاغون يطلقون على دولة الإمارات لقب «أسبرطة الصغيرة»، وهي نسبة إلى المدينة/الدولة الإغريقية التي اشتهرت بدورها العسكري التوسّعي والتي قادت القوات الإغريقية في حربها ضد الفرس.
ولم يكن إطلاق هذا اللقب من باب الإعجاب بدور الإمارات العسكري وحسب، بل ارتبط بما روته الصحيفة الأمريكية عن معارضة الإمارات للاتفاق النووي مع إيران الذي كانت إدارة أوباما تسعى وراءه آنذاك والذي توصّلت إلى عقده في العام التالي. ومن المعروف أن ماتيس اختلف مع الإدارة على موضوع إيران وكان يدعو إلى موقف متشدّد إزاءها بما فيه ضربها عسكرياً، مما أدّى إلى انسحابه. هذا وقد كشفت شبكة «سي إن إن» التلفزيونية في العام الماضي أن الجنرال المتقاعد ماتيس تقدّم في عام 2015 بطلب لدى وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكيتين كي تؤذنا له العمل كمستشار عسكري لدى دولة الإمارات.
هذا وقد نقلت «واشنطن بوست» في تقريرها لعام 2014 عن ضابط أمريكي برتبة عالية مشارك في عمليات الشرق الأوسط، رفض الإفصاح عن اسمه، أن هاجس الإمارات الرئيسي الذي تستعدّ له من خلال جميع نشاطاتها العسكرية إنما هو الحرب ضد إيران. وكل هذه المعلومات مثيرة للقلق من أن تنوي «أسبرطة الصغيرة» السير في ركاب «أسبرطة الكبيرة»، التي بات يرأسها عدوّ إيران اللدود وصديق إسرائيل الحميم دونالد ترامب، في حرب على إيران لن يكون من شأنها سوى أن تجلب على منطقتنا أضعاف المآسي التي أدّت إليها أمس الحرب على العراق وتؤدّي إليها اليوم الحرب في اليمن، ناهيكم عن حرب سوريا.
٭ كاتب وأكاديمي من لبنان
جلبير الأشقر
حكام الإمارات لم يفعلوا شيئاً لغاية الآن لإسترجاع جزرهم من المحتل الإيراني! الأسوأ هو بالعلاقات التجارية الضخمة بينهما!! ولا حول ولا قوة الا بالله
ماهدف محمد بن زايد من كل هذه العنتريات الفارغة لدولة كانت آمنة ومستقرة ومحترمة من قبل العالم العربي ككل. كان من الأولى له ان يستثمر أموال الأسلحة في مشاريع أخرى تعود بالنفع على الامارات لأن اللعب بالنار لاتحمد عقباه واسبارطه الكبيرة لن تحمي بالضرورة اسبارطة الصغيرة فمن عهدها ان لا يدوم لها عهد فقد تخلت قبل اليوم عن كل حلفائها من ماركوس وشاه ايران وباتيستا وبينوشيه .. وسواهم وبن زايد هو أصغر حليف في مجموعة الحلفاء
يقول شاعرنا العظيم
من يشعل الحرب لا يأمن عواقبها قد تحرق النار يوما موقد النار
و ليكن!
جيش الامارات مهما كبر فلن يقدر على مواجة ايران وفي اي حرب معها لن يصمد اكثر من عدة ايام … شراء الاسلحة المهول من قبل محمد زايد هدفه الاساسي نيل رضى لوبيات السلاح في امريكا وفرنسا وبريطانيا وشراء الولاء السياسي من اجل دعمه لتولي حكم الامارات دون اخوانه من زوجة ابيه ام خليفة … وقد ذهب بعيدا للوصول الى اهدافه بحيث اصبح عامل عدم استقرار في المنطقة وهو نفس الدور الذي تقوم به اسرائيل منذ نشأتها ..انه الثمن مقابل ضمان بقائه في السلطة وعدم حدوث انقلاب عليه
لقد وضع ابن زايد دولته على خط الإنهيار والتلاشي وبداية نهاية ما يسمى الإمارات! وهل تفنى الدول إلا بالحروب وطيش الحكام ونزقهم-ابن زايد نموذجاً؟؟! لا أستغرب أن تتفكك الإمارات يوماً ما و هي أي كل الإمارات السبع تتمتع أصلاً بحكم ذاتي لا يجمعها إلا ثراء أبو ظبي الذي تصرف أموالاً طائلة لبقاء الإتحاد وديمومته. ولكن عندما يرى باقي الحكام أن ابن زايد يجرهم نحو الهلاك فسوف ينفصلون عنه بكل تأكيد وليكمل نهايته بنفسه نحو الهاوية.