“القدس العربي”:
يمر اليوم عام على تسلم ولي العهد الامير محمد بن سلمان منصبه، ففي في 21 حزيران/يونيو 2017، عين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز نجله محمد وليا للعهد (كان يبلغ 31 عاما) عوضا عن ابن شقيقه الامير محمد بن نايف.
وأصبح الرجل القوي في المملكة بعد اعتلاء والده العرش في 2015، واحتفظ بمهامه كوزير للدفاع ورسخ صعوده في السلطة في إطار الازمة مع قطر المجاورة.
وفي 5 حزيران/يونيو قطعت السعودية والامارات العربية المتحدة والبحرين ومصر فجأة علاقاتها مع قطر متهمة الدوحة بـ”دعم حركات ارهابية” والتقرب من ايران وتقويض استقرار المنطقة، وهوما تنفيه الدوحة بشدة.
واحتدم الصراع السعودي الإيراني في ظل صعود بن سلمان.
وتطرح سياسة بن سلمان بعناوينها الكثيرة سؤالاً كبيرا: السعودية إلى أين؟
السماح بقيادة المرأة واعتقال المطالبات بها!
في 26 ايلول/سبتمبر سمحت السعودية للنساء بقيادة السيارات اعتبارا من 24 حزيران/يونيو 2018 في قرار جاء بعد عقود من الحظر في المملكة المحافظة.
وسيق القرار بصمات الامير الشاب الذي بدأ حملة اصلاحات غير معهودة اجتماعية واقتصادية تحت عنوان “رؤية 2030″، غير أن الواقع يقول شيئا أخر بحسب الملاحظين مع حملة قمع بحق ناشطين في مجال حقوق الانسان، بينهم ناشطات ناضلن لسنوات من أجل السمكاح لمرأة بقيادة السيارة.
حملة توقيفات.. “الأقربون أولى بالاعتقال”!
في ايلول/سبتمبر أوقفت السلطات حوالي عشرين شخصا في اوساط رجال الدين النافذين والمثقفين.
وفي 4 تشرين الثاني/نوفمبر أطلق ولي العهد حملة واسعة النطاق بزعم مكافحة الفساد. وتحول فندق ريتز-كارلتون الفخم في الرياض على مدى ثلاثة اشهر الى “سجن ذهبي” لعشرات الامراء وكبار مسؤولي ورجال أعمال المملكة الذين كانوا في صلب حملة مكافحة الفساد.
وتم الافراج عن عدد من المشتبه بهم بينهم الامير الملياردير الوليد بن طلال بعد التوصل الى “تسوية” مالية مع السلطات.
احتجاز الحريري وأزمة مع لبنان
في 4 تشرين الثاني/نوفمبر ايضا قدم رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري استقالته بشكل مفاجئ من الرياض متهما حزب الله الشيعي وايران “بالهيمنة” على لبنان.
وتدخلت فرنسا إثر ذلك لايجاد مخرج للازمة حيث عاد الحريري الى بلاده بعد ثلاثة اسابيع من ذلك التاريخ وعدل عن استقالته.
ونفت السعودية، التي واجهت اتهامات بارغام الحريري على اعلان استقالته وابقائه في المملكة رغما عن ارادته، في الاونة الاخيرة كل تلك الاتهامات.
المستنقع اليمني
في 7 تشرين الثاني/نوفمبر اعلن ولي العهد “إن ضلوع النظام الإيراني في تزويد الميليشيات الحوثية التابعة له بالصواريخ يعد عدوانا عسكريا ومباشرا من قبل النظام الإيراني”.
وقبل ايام من ذلك، تم اعتراض صاروخ بالستي اطلقه المتمردون فوق الرياض. وسقطت شظايا منه في محيط المطار الدولي.
ومنذ اذار/مارس 2015، تقود الرياض تحالفا يساعد القوات الحكومية اليمنية في حربها ضد الحوثيين وحلفائهم الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء منذ 2014.
الملف النووي الإيراني
في 15 اذار/مارس 2018 أعلن محمد بن سلمان انه اذا امتلكت ايران السلاح النووي ستقوم السعودية “بالمثل في اسرع وقت ممكن”.
في ايار/مايو رحبت الرياض التي لم تخف ابدا تحفظاتها حيال الاتفاق المبرم بين ايران والقوى الست الكبرى عام 2015، بقرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق.
حملة تلميع دبلوماسية
في آذار/مارس وبعد زيارتين الى مصر وبريطانيا حيث تناول الغداء مع الملكة اليزابيث الثانية، قام ولي العهد السعودي بجولة استغرقت أكثر من أسبوعين في الولايات المتحدة قادته الى البيت الابيض حيث استقبله الرئيس ترامب في هيوستون وزار ايضا بوسطن ونيويورك وسياتل ولوس انجليس وسيليكون فالي.
وقام بعد ذلك بزيارتين الى فرنسا واسبانيا.
وقائع تقارب معلن مع إسرائيل
في مطلع نيسان/أبريل الماضي، وفيما أكد الملك سلمان مجددا موقف المملكة الثابت من القضية الفلسطينية “والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بدولة مستقلة عاصمتها القدس”، وفي المقابل قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إن للإسرائيليين الحق في العيش بسلام على أرضهم، وذلك في مقابلة نشرتها، مجلة “ذا أتلانتيك” الأمريكية، فيما يمثل إشارة علنية أخرى على أن الروابط بين الرياض وتل أبيب تزاد قربا فيما يبدو.
ونقل محاور بن سلمان وهو صهيوني معروف وجندي سابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي، عن بن سلمان رده على سؤال بشأن ما إذا كان يعتقد أن للشعب اليهودي حقا في دولة ووطن ولو في جزء من أرض أسلافه، إذ قال “أعتقد أن الفلسطينيين والإسرائيليين لديهم الحق في أن يكون لهم أرض خاصة بهم. لكن علينا التوصل إلى اتفاق سلام لضمان الاستقرار للجميع ولإقامة علاقات طبيعية”.
واضاف “إسرائيل اقتصاد كبير مقارنة بحجمها واقتصادها ينمو بقوة. بالطبع هناك الكثير من المصالح التي نتقاسمها مع إسرائيل، وإذا كان هناك سلام، فستكون هناك الكثير من المصالح بين إسرائيل ودول مجلس التعاون الخليجي ودول أخرى مثل مصر والأردن”.
من جهة أخرى نقلت صحيفة إسرائيلية على لسان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قوله:”إن القيادة الفلسطينية ومنذ 40 عاما وهي تُفوِّت الفرص، وترفض جميع المقترحات. وان على الفلسطينيين القبول بالعروض المقدمة لهم، والعودة إلى طاولة المفاوضات”، أو” فليصمتوا ويتوقّفوا عن التذمّر”.
وكشفت صحيفة “معاريف” الإسرائيليّة، النقاب عن تفاصيل اللقاء الذي جمع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع ممثلي منظمات يهودية خلال زيارته الشهر الماضي للولايات المتحدة.
واعتبر بن سلمان وفق الصحيفة “أن القضية الفلسطينية لا تشكل اولوية قصوى بالنسبة للحكومة السعودية، ” مضيفا “هناك قضايا أكثر أهمية، للتعامل معها مثل إيران”.
وأشارت الصحيفة إلى أن بن سلمان أكد على ضرورة الوصول الى تسوية واتفاق اسرائيلي فلسطيني قبل تطبيع العلاقات بين الرياض وتل ابيب.