ماذا يعني الانتماء للوطن؟

حجم الخط
0

قبل الخوض في الحديث عن الوطن ومعنى الانتماء إليه لا بد أولاً من تعريف الوطن ثم تعريف الانتماء وبيان الدلالات التي يعرف بها الوطني الحق من الدعي الكذاب. فالوطن هو الأرض التي حملتنا بعد أمهاتنا وغذتنا من خيراتها وأسكنتنا على أرضها ونعمنا بطيب هواءها وجمال ساحاتها وروعة جبالها وسهولها ووديانها وتنوع ألوان زهورها وورودها وأوراق أشجارها ولذة ثمارها وحلاوة فواكهها وأشجان ذكريات ما بها وعليها من الأحباب والأصحاب والأصدقاء والأعزاء.
وأما الانتماء فهو صدق الإحساس بحب الوطن والذوبان الوجداني الشعوري بأحداثه ومتغيراته والتأثر إيجاباً برفعته ووحدة كيانه وقوته ورقيه، والتناغم مع السلم الاجتماعي وإن تعددت البرامج السياسية والمشارب الفكرية والحزبية.
دلالات الوطنية الحقيقية الصحيحة، في رأيي، كثيرة منها: احساس المرء بالحب الكبير لوطنه وحب المجتمع الذي يشاركه هذا الوطن بغض النظرعن التوجهات والاختلاف السياسي والفكري والمذهبي، والقدرة على التعايش السلمي مع كافة شرائح المجتمع وأطيافه المتعددة والمتنوعة على أساس المشاركة الوطنية والحوار الوطني البناء والتوافق على القضايا المشتركة، تسهيل الخدمات المجتمعية والإنمائية والتنموية وكافة المصالح والمنافع الوطنية والتعاون في القضاء على العقبات والعراقيل التي توقف عجلة التنمية والتطور وتحديث الخدمات في كافة الجوانب الحياتية والمؤسساتية والتنافس بقوة في خدمة الوطن وأبنائه والعمل على تحريره من كافة القيود المفروضة عليه داخلياً أو خارجياً، وتوعية المجتمع في كل وسائل الإعلام باحتياجات الوطن والتأكيد على ثقافة التسامح والحوار والمشاركة الإيجابية في خدمة الوطن، وتعزيزمكانة التعليم و تأهيل المعلمين ونشر ثقافة النظافة والوعي بمكانة عمال النظافة وموظفو الصرف الصحي وتعزيز مكانتهم في المجتمع وأن يستشعر كل فرد في هذا المجتمع وفق تخصصه أو وفق وضعه المهني أنه يخدم وطنه ويقدم واجب الوفاء تجاه وطنه الذي احتضنه ورضي به عضواً ينتظر منه الكثير والكثير.

أبرز مظاهر الوطنية:
1- رمي القمامة في أماكنها المخصصة لها.
2- النظافة العامة أمام منزله ومكتبه الذي يعمل فيه ونظافة أولاده وأهله ومن عليه رعاية شؤونهم.
3- المشاركة الإيجابية في الأعمال الخيرية والخدمية.
4- انضباطه في عمله وتسهيل الإجراءات على المواطنين والتزامه اللوائح المنظمة للعمل والقوانين.
5- انتهاجه مبدأ الحوار والتوافق في حل المشكلات والعقبات والعراقيل.
6- احترام خط سير المرور وإشارات المرور وعدم رفع صوت التنبيه عند الازدحام.
7- أداء ومتابعة النشيد الوطني في المدارس الحكومية والخاصة.
8- إدراج هذه المعاني والمظاهر الوطنية والتأكيد عليها في المناهج الدراسية منذ الصفوف الأولى وحتى الدراسات العليا و كذا تعميمها على الوسائل الإعلامية المختلفة.
9- اعتزازه بوطنه أينما كان وأينما ارتحل.
10- يفرح ويتفاعل للإنجازات والأخبار المتعلقة بالنجاحات سواء كانت لأشخاص يمنيين أو لمؤسسات وطنية حكومية أو حتى خاصة، ويحزن لأي إخفاق يحدث لما سبق ذكره.
– ما الذي يتنافى ويتناقض مع الوطنية؟
1- التمرد العسكري أو اللجوء للعنف مهما كانت المبررات.
2- الانقلابات العسكرية أو السياسية واللجوء للتخابر أو الاستقواء بالأجنبي.
3- إثارة البلبلة والشائعات وتغذية الخلافات الفكرية والمذهبية أو الطائفية.
4- إثارة وتغذية الجدل السياسي والحزبي في القضايا المختلف فيها واستغلال أجهزة الإعلام في تغذية وإذكاء الصراع السياسي والحزبي.
5- نهب الأراضي العامة والخاصة واستغلال الوظيفة العامة في المصالح الخاصة أو الحزبية على حساب المصالح العامة للبلاد.
6- التغاضي عن المخالفات العامة والخاصة المسيئة لثروات البلاد والمعرقلة لنهضة الوطن وازدهاره.
7- التستر عن الفاسدين والعابثين بثروات الوطن وخيراته والتساهل تحت أي ذريعة أو أي مبرر، فالوطن ملك للجميع ومن حق الصغير قبل الكبير أن يراقب ويساءل من يريد وقتما يريد كونه يمنياً.
8- السلبية تجاه الأحداث الجارية في البلاد وعدم التناغم معها إيجابياً.
آمل من أعضاء ومكونات وفرق الحوار الوطني أن يسجلوا في سفر التاريخ المعاصر نجاحهم الوطني الكبير في الحفاظ على وحدة الوطن واستقراره والحفاظ على هويته الإسلامية.
عبد الرحمن محمد أحمد الحطامي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية