غزة ـ «القدس العربي»: بما ينذر بعودة قوات الاحتلال لعمليات اغتيال تطال هذه المرة مطلقي «الطائرات والبالونات الحارقة» من قطاع غزة، نشر الناطق باسم جيش الاحتلال صور عدد من الشبان الغزيين، بزعم أنهم المسؤولون عن تنفيذ هذه العمليات، من خلال أبراج مراقبة لحركة حماس على حدود غزة، في الوقت الذي لا يزال التوتر يتصاعد بين الطرفين، خاصة مع عودة إسرائيل لعمليات القصف الجوي.
ونشر أفيخاي أدرعي، الناطق باسم جيش الاحتلال على صفحته على موقع «فيسبوك»، صورا لأربعة شبان من قطاع غزة، ادعى أن لهم علاقة بإطلاق «الطائرات والبالونات الحارقة»، التي شهدت عمليات إطلاقها نشاطا زائدا خلال الأيام الماضية، خاصة وأنها تسببت أول من أمس في حرائق في 16 منطقة إسرائيلية قريبة من الحدود.
وكتب «حماس تزعم إن إطلاق البالونات والطائرات الورقية التخريبية هي حراك شعبي»، زاعما أن مطلقيها هم من النشطاء المعروفين من حماس في قطاع غزة، وضالعون في التوجيه وفي المساعدة وفي إطلاقها.
واتهم الناطق باسم جيش الاحتلال حماس، بأنها تسعى لجر قطاع غزة «نحو التصعيد»، وقال إن عمليات إطلاق «الطائرات والبالونات الحارقة» ليست أعمالا شعبية بل «عمليات إرهابية» تقوم بها حماس.
وتنذر عملية نشر صور الشبان الأربعة، بإمكانية لجوء قوات الاحتلال إلى تنفيذ عمليات اعتقال او اغتيال ضدهم.
وحمل أدرعي حماس المسؤولية الكاملة عن «عواقب هذه العمليات الإرهابية»، زاعما أن الحركة تريد من وراء ذلك «التغطية على فشلها في إدارة القطاع وفشلها في أعمال العنف الإرهابية على السياج».
أدرعي يتوعد
ونشر عدة تدوينات على صفحته تتوعد برد إسرائيلي عنيف على القطاع. وتضمنت نشر لقطات مصورة، زعم أنها لشبان من القطاع، خلال محاولتهم إطلاق «بالونات حارقة» من أحد مواقع حماس قرب الحدود. كما وضع صورة لإطلاق صواريخ من القطاع، وبجانبها صورة لقصف إسرائيلي عنيف لإحدى مناطق غزة، وقال إنه عقاب على عمليات إطلاق الصواريخ، إلى جانب صورة لشاب يطلق «بالونا حارقا»، وكتب معلقا «إطلاق البالونات التخريبية يعتبر عملًا إرهابيا خطيرا ضد مواطني إسرائيل وضد الحقول الزراعية وضد الطبيعة». وتابع «نحن نرد بشكل متصاعد ضد الخلايا الإرهابية التابعة لحماس وسنواصل تحركنا» متوعدا بمزيد من الهجمات عليها.
وكان وزراء إسرائيليون قد طالبوا في وقت سابق بمعاملة مطلقي «الطائرات والبالونات الحارقة» معاملة مطلقي الصواريخ. ودعوا لاستهدافهم، وذلك بعد أن فشلت المنظومات التي طورتها إسرائيل بصدها. وحذر هؤلاء من أن موعد اندلاع جولة قتال جديدة في قطاع غزة، باتت وشيكة، بعدما كشفت تقارير صحافية أن قيادة الجيش الإسرائيلي بدأت بتقديم سلسلة خطوات للمستوى السياسي للموافقة عليها «بهدف إعادة الهدوء إلى الجبهة الجنوبية مع قطاع غزة»، ومن بين الخطوات التي طرحت العودة الى سياسة الاغتيالات.
جاء ذلك في الوقت الذي لا يزال فيه التوتر يتصاعد قرب الحدود، مع استمرار فعاليات «مسيرات العودة» التي انطلقت يوم 30 مارس/ آذار الماضي. ويواصل شبان غزة في إطار هذه التحركات الشعبية، إطلاق «الطائرات والبالونات الحارقة» تجاه الأحراش الإسرائيلية، مما يتسبب بحرائق. وشهد اليومان الماضيان اندلاع العديد من الحرائق التي استمر بعضها لعدة ساعات، ملتهمة أراضي زراعية واسعة جديدة.
استهداف الشباب
وردت قوات الاحتلال مساء أولى أمس الأحد باستهداف مجموعة من الشبان شرق مدينة غزة، زعمت أنهم من مطلقي «البالونات الحارقة»، ما أدى إلى إصابتهم بجروح مختلفة، بعد أن قامت أيضا بقصف استهدف مجموعة أخرى شرق مخيم البريج وسط القطاع، دون وقوع إصابات.
وكانت طائرات الاحتلال قد قصفت في الأسبوع الماضي مواقع للمقاومة الفلسطينية، بأكثر من 25 غارة جوية، مما استدعى وقتها قيام غرفة العمليات المشتركة للمقاومة، بإطلاق رشقات صاروخية على مناطق وبلدات إسرائيلية حدودية، وحذرت وقتها إسرائيل من الاستمرار في سياستها، وأكدت على حقها في الرد ضمن خطة «القصف بالقصف»، ورفضها لأي تغيير إسرائيلي في قواعد الميدان.
إلى ذلك فقد تواصلت الفعاليات الشعبية في «مخيمات العودة» الخمسة المقامة على الحدود الشرقية لقطاع غزة، في إطار البرامج التي أعدتها الهيئة الوطنية.
وشهدت المخيمات على غرار الأيام الماضية، مشاركات شعبية جماهيرية، خاصة مع استمرار توافد الكثير من المواطنين لإحياء أفراحهم في تلك المناطق، في رسالة واضحة للاحتلال لتؤكد على شعبية الفعاليات، واستمرارها حتى تحقيق أهدافها.