“الرزاز” أمام مهمة تهدئة الشارع الأردني المتضرر اقتصاديا

حجم الخط
1

عمان- رهام علي: ينتظر الشارع الأردني انعكاس الإطاحة بالحكومة السابقة، وتشكيل الحكومة الجديدة بقيادة عمر الرزاز، على أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية، وإعادة ضبط المالية العامة للمملكة.

وفي مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي، حاول “الرزاز”، الاقتصادي السابق في البنك الدولي، تطمين المواطنين عبر تأكيده على ضرورة تجنيب جيب المواطن أية زيادات في الإيرادات المالية للمملكة.

وقال حينها: “من غير المعقول تعويض أي فجوة في الإيرادات، أو زيادة في العجز أو ضعف في النمو من خلال زيادة الأعباء الضريبية”.

واعترف أن الوضع الاقتصادي الحالي، لا يمكن وصفه إلا “بالصعب”، وأن الحكومة تكون أحيانا أمام خيارين أحلاهما مر، “لكن وبالمكاشفة وتوزيع العبء بين الحكومة والمواطنين سيتم الخروج من هذا الوضع”.

تطمين الشارع

تصريحات الرزاز، وصفها اقتصاديون، أنها تهدف إلى تطمين الشارع، ومحاولة لكسب ثقة المواطن الذي كان احتجاجه السبب في مجيئه إلى منصبه.

ولا تنفصل تصريحات رئيس الوزراء الأردني عن الظروف التي تم تكليفه بتشكيل حكومة كنتيجة لها، وفق الخبير الاقتصادي زيان زوانة.

واعتبر “زوانة” الوعود التي اطلقتها الحكومة من خلال هذا المؤتمر، محاولة”لفرد سجادة الثقة” للأردنيين.. هذه التعهدات والوعود لامست معظم القضايا التي أثارها الشارع في الفترة الأخيرة”.

تحفيز وتقشف

لكن “زوانة” اعتبر أن هذه الوعود، لم تتطرق إلى خطة التحفيز الاقتصادي التي من شأنها تحفيز الاستثمار، وتعزيز النمو، وهما من أهم عوامل دعم الاقتصاد، بعيداً عن التقشف وضبط النفقات.

وبدأت الحكومة الأردنية، إجراءات تقشف لضبط الإنفاق الحكومي التي تعهدت بها منتصف الأسبوع الماضي، كأولى خطوات وقف الهدر وتضييق العجز في موازنتها العامة.

وتهدف الإجراءات إلى خفض النفقات الحكومية بمقدار 150 مليون دينار (211 مليون دولار)، العام الحالي، وفقاً لما أعلنه رئيس الوزراء عمر الرزاز في مؤتمر صحافي، عقده الأسبوع الماضي.

ومن أبرز خطط التقشف، وقف شراء السيارات الحكومية، أو استئجار مبان جديدة، أو شراء أثاث مكتبي، إلا بموافقة “الرزاز” شخصياً؛ وتقليص بعثات السفر وغيرها من الإجراءات الحكومية.

الخبير الاقتصادي، قال إن هذه الوعود تفرض على الشعب مراقبة أداء الحكومة، ومدى التزامها بما أطلقته من وعود، وما هي الأجراءات العملية التي ستنفذها الحكومة فعلا على أرض الواقع ومدى ملاءمتها لواقع حالهم.

غياب الهوية الاقتصادية

من جهته، الخبير الاقتصادي حسام عايش، اعتبر هذه الوعود محاولة لتحييد الشارع والالتقاء معه عند بعض النقاط، “إلا أن الأصل أن تتحدث الحكومة عن توجهاتها وبرامجها الاقتصادية في الفترة المقبلة لتحديد هويتها الاقتصادية”.

وقال إن هذه الوعود لم تشر إلى خطة عمل الحكومة ذتها أو عن كيفية الإقلاع في المجال الإقتصادي خصوصاً وأن هذه الحكومة جاءت على خلفية رفض عبي للنهج الإقتصادي الذي سلكته سابقتها.

بينما أستاذ الاقتصاد في جامعة اليرموك، قاسم الحموري، رأى أن هذه الوعود “قطع صغيرة” لا تعطي نظرة اقتصادية متكاملة، وإنما سعي لشراء الوقت لتهدئة الشارع”.

وقال إن “الحكومة لم تتخذ أية قرارات حاسمة في القضايا التي أشغلت الشارع، رغم أن بعضها لا يحتاج إلى دراسات معمقة”.

تعهدات الرزاز الاقتصادية، تضمنت أيضاً فك “لغز” معادلة تسعير المشتقات النفطية في السوق المحلية، وهو الأمر الذي كان محط انتقاد واسع من المواطنين للحكومات منذ أكثر من 5 سنوات.

كما تعهد بإعادة النظر في تقاعدات الوزراء، وضبط الزيادات المضطردة وغير المبررة في رسوم المدارس الخاصة، واعفاءات مرضى السرطان؛ وهي مطالب كان الشارع المحلي يدعوا إلى توضيحها.

غلاء متراكم

ويعيش الأردنيون منذ مطلع 2018، تحت موجة غلاء حاد في أسعار السلع الرئيسة والخدمات، طالت “الخبز” أبرز سلعة شعبية في السوق المحلية.

ومنذ مطلع 2018، بدأت الحكومة إجراءاتها للعام الحالي، برفع ضريبة المبيعات بمقدار 6 بالمائة، على بنزين (90 أوكتان) إلى 10 بالمائة، بدلاً من 4 بالمائة، وكذلك، رفعت الحكومة الضريبة على بنزين (95 أوكتان) من 24 بالمائة إلى 30 بالمائة.

وأخضعت الحكومة أيضاً، نحو 164 سلعة لضريبة المبيعات بنسبة 10 بالمائة بدلاً من 4 بالمائة، فيما أخضعت سلعا أخرى (كانت معفاة) لضريبة مبيعات بنسبة 4 و5 بالمائة.

ورفعت أجور النقل العام بنسبة 10 بالمائة، بحيث تشمل حافلات النقل العام المتوسطة والكبيرة وسيارات التاكسي والسرفيس العاملة على جميع الخطوط.

ورفعت الحكومة اعتبارا من فبراير/ شباط الماضي، دعمها عن الخبز اعتباراً من نهاية يناير/ كانون ثاني الماضي، ليصعد سعر الكيلوغرام حتى 100 بالمائة. (الأناضول)

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ناصر:

    عندما يشهد رموز الحكومه (الفاسدين) على الزواج بين السياسية والاقتصاد (حكومة) ويكون أصحاب المال والسلطة والسياسة (الشهود) ويكون الإعلاميين والصحافيين واشباه المثقفين من أعضاء الفرقة الموسيقية (رموز الإدارة) حيث لهم نصيب من كعكعة العرس (الميزانية) وتكون المصيبه العظمى ان الشعب يسحج لهم جميعا. ظنا منه انه من المدعويين..
    فسذاجة المواطن الفقير (السحيجة) المقترن مع خبث أصحاب المال والنفوذ والسلطة أدى بالمواطن الاردني الى حالة لم يعد يقدر على تحملها.مع العلم انه يعلم من تعرض ماله (الاقتصاد) الى عملية استنزاف وتخريب ممنهج على مدى عقديين متتاليين. والمصيبه الكبرى انه يعلم من هم الذين قصروا في حقهمم وحق أولادهم . والا ما لنا ولباسل عوض الله وشلته منظروا الاقصاد الأردني وابائعي جميع مؤسسات الدولة من اتصالات وفوسفات وطيران وماء وكهرباء جاهدين في تجفيف كل شي يدر على خزينة الدوله من أموال .
    هو واهم من يعقد ان الحكومة تعمل من اجل الشعب فالحكومة تنظر الى الشعب على انه اداه (للشحدة) تشحد عليه من البنوك العالمية كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي ليتفاجأ المواطن الادرني بسرقة حتى اموال الشحدة.
    والطامة الكبرى ان الحكومة عندما ترى تذمرا من الشعب تقوم بالتضحية اي انها تقوم بعزل رئيس الوزراء وتأتي باخر لتهدأ من روع الشعب والطامة الاحرى ان الشعب يعي ان هذه الوزارة او غيرها لا تعمل الا في مصلحة وفلك الحكومة تعمل ضد الشعب. الاردن لا ينقصه وزراء انما ينقصة شرفاء.

إشترك في قائمتنا البريدية