رغم معارضة موسكو ودمشق… قرار يخول منظمة حظر «الكيميائي» تسمية مرتكبي الهجمات في سوريا

حجم الخط
0

دمشق ـ «القدس العربي» ـ من هبة محمد ووكالات: بينما تصرح روسيا بأنها لم تنسحب من اتفاقية خفض التصعيد جنوبي سوريا، وتبرر هجماتها على محافظة درعا بـ«الرد على الإرهاب»، حسب ما صرح به ممثل قاعدة «حميميم» الروسية في سوريا، أليكسندر إيفانوف، تواصل القوات الروسية دعمها للنظام السوري في العدوان على مدينة درعا على محاور عدة ، لتطبيق خطة تقسيم المنطقة الجنوبية الى جيوب، والعمل على الوصول إلى الحدود الأردنية.
من جهتها ذكرت غرفة العمليات المركزية التابعة للجيش السوري الحر في درعا، في بيان لها أمس «أن حوران بمقاتليها وغرفة عمليّاتها العسكريّة ومؤسّساتها وهيئاتها اتّخذت قرارها بالثبات والصمود في وجه النظام وميليشيات إيران وطائرات روسيا».
مدير المكتب الإعلامي لغرفة العمليات المركزية في الجنوب أوضح لـ«القدس العربي» أن كلاً من بصر الحرير ومليحة العطش أصبحتا تحت سيطرة ميليشيات النظام السوري بالكامل، وتزامناً تحاول قوات النظام السوري اختراق «درعا المدينة» والتقدم نحو القاعدة الجوية في ريف درعا الغربي من أجل قطع الطريق الواصل بين درعا المدينة وريفها الغربي، حيث تم تدمير دبابة وصد هجماته.
وبلغت حصيلة قتلى الـ24 ساعة الفائتة نحو 20 مدنياً بينهم أطفال، قتل 8 منهم يوم أمس، بغارات جوية روسية على بلدات ريف درعا الشرقي، تزامناً مع تواصل موجات نزوح الآلاف من سكان شرقي درعا، فيما وثقت جهات مدنية مقتل أكثر من 56 مدنياً في درعا حسب المرصد السوري منذ بداية الحملة على المنطقة قبل نحو 10 أيام. ووصف أحد أبناء المحافظة الجنوبية الناشط الإعلامي غياث الشرع، الأوضاع بالكارثية، وقال في سؤال عن أحوال الأهالي «لا مكان آمن في درعا».
وقصفت أمس قوات النظام والطيران الروسي معظم المستشفيات الميدانية والمرافق الصحية في درعا، مما أدى إلى خروجها عن الخدمة، في تكرار واضح لجرائم الحرب التي ارتكبت في وقت سابق في الغوطة الشرقية وحلب.
الناشط السياسي السوري درويش خليفة قال إن المعطيات تشير الى صدق الرواية التي تفيد بوجود صفقة دولية، بين موسكو وواشنطن وعمان، وقد وصلت الى طورها النهائي، والتي تتمحور في صلبها بتحقيق تطلعات إسرائيل لإبعاد إيران عن حدودها، والسماح للنظام بالوصول لمعبر نصيب الحدودي.
إنسانياً قالت المديرة التنفيذية لمنظّمة الأمم المتحّدة للطفولة (يونيسف) هنرييتا فور في بيان أمس «لا يعرف الرعب حدّاً في سوريا، حيث علق الأطفال مرة أخرى في تبادل لإطلاق النار خلال موجة من العنف مؤخراً يشهدها جنوب غرب البلاد». وحث المدير الإقليمي للجنة في الشرق الأدنى والأوسط روبير مارديني «جميع الأطراف المتحاربة» على «ضبط النفس» حيث يعيش نحو 750 ألف شخص وفق الأمم المتحدة، في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة التي تشمل سبعين في المئة من محافظتي درعا والقنيطرة الحدودية مع اسرائيل. وقدرت المنظمة فرار 45 ألف شخص منهم خلال أسبوع.
وقال مدير منظمة «كير» في سوريا ووتر شاب، في بيان الأربعاء «يدفع المدنيون ثمن هجوم عسكري آخر»، معتبراً أن «ما رأيناه في حلب وريف حمص الشمالي والغوطة الشرقية يحدث الآن في الجنوب».
من جهة أخرى منحت الدول الأعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أمس، المنظمة صلاحية تسمية منفذي الهجمات التي استخدمت فيها مثل هذه الأسلحة في سوريا، على الرغم من معارضة روسيا وسوريا. وخلال جلسة مغلقة، أيد 82 عضواً في المنظمة مشروع قرار تقدمت به لندن بدعم من واشنطن وباريس لتعزيز صلاحيات المنظمة، وعارضه 24 عضواً. وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، في شريط فيديو تشاركته مواقع التواصل الاجتماعي إن «منظمة حظر الأسلحة الكيميائية باتت لديها صلاحية إضافية مهمة ليس فقط للكشف عن استخدام أسلحة كيميائية وإنما كذلك لتوجيه إصبعها إلى المنظمة أو الدولة المشتبه بوقوفها وراء هذه الهجمات». ويفترض أن يصدر مفتشو المنظمة قريباً جداً تقريراً حول الهجوم المفترض بغازي السارين والكلور في السابع من نيسان/ابريل على مدينة دوما في الغوطة الشرقية قرب دمشق، الذي أدى وفق مسعفين إلى مقتل 40 شخصاً. (تفاصيل ص 4)

رغم معارضة موسكو ودمشق… قرار يخول منظمة حظر «الكيميائي» تسمية مرتكبي الهجمات في سوريا
غارات كثيفة على درعا وتحذيرات أممية من كارثة إنسانية وتحول التصعيد لمعارك أشبه بـ«سيناريو الغوطة»

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية