المشاركة العربية في مونديال روسيا لحد الآن أثارت الكثير من التساؤلات والتعليقات وكانت أحيانا مادة للسخرية والاستهزاء في شبكات التواصل الاجتماعي من طرف جماهير الكرة العربية التي عبرت عن تذمرها من الآداء والنتائج والاخفاق على الأقل في التأهل للدور الثاني الذي يعتبر بالنسبة لهم إنجازا كبيرا في كل الظروف يستحق الانفاق عليه والافتخار به لإلهاء الناس وامتصاص غضبهم وتذمرهم من إخفاقات متنوعة في مجالات عديدة غطت عليها الكرة.
ماعدا آداء المنتخب المغربي المتميز أمام البرتغال وإسبانيا فإن المنتخبات العربية تلقت 24 هدفا ولم تسجل سوى6 أهداف، ولم تحصل سوى على 4 نقاط من أصل 33 نقطة ممكنة في 11 مباراة لعبتها قبل مواجهة تونس لبنما في المجموعة السابعة، وهو رصيد تعيس ومخيب من حيث الأرقام إذا استثنينا تحقيق السعودية لأول فوز لها في نهائيات كأس العالم منذ 24 عاما على منتخب مصر في مباراة كانت أقرب الى الودية منها الى الندية الرسمية وكان فيها المنتخب السعودي أفضل من المصري الذي كان ظلا لنفسه وخيب آمال جماهيره وعشاقه التي كانت تنتظر آداءا ونتائج أفضل في مجموعة تعتبر الأسهل وربما الأضعف لأنها لا تضم أي منتخب مصنف مع الكبار!
قد يكون من السابق لأوانه القيام بتقييم شامل ودقيق للمشاركة العربية في مونديال روسيا بأكبر عدد من المنتخبات عبر التاريخ لكن الأكيد أنها لم تكن موفقة ولا تعد بتغييرات ترفع سقف الطموحات مستقبلا لأن العقدة ستستمر ويستمر معها التسيير العشوائي والارتجالي للقدرات والمواهب الفنية التي نزخر بها والتي تفوق دون أدنى شك قدرات إيران مثلا وكوستاريكا واليابان وكوريا الجنوبية وبنما وكذلك آيسلندا.
جزيرة آيسلندا التي لا يتعدى عدد سكانها 340 ألف نسمة لم تكن مخيبة في المونديال خطفت التعادل من الأرجنتين في أول مشاركة لها في المونديال بمنتخب يضم لاعبين هواة يحترفون الطب والمحاماة والفن والتجارة وغيرها من المهن لكنهم كانوا متشبعين بإرادة وعزيمة وتنظيم رائع امتدادا لتشبع مجتمعهم بقيم العدالة والحرية وجودة التعليم التي جعلت من جزيرتهم تحتل المركز الرابع عشر ضمن الدول الأكثر تطورا وفي مستوى إنتاجية الفرد وجودة التعليم والخدمات الصحية والحريات الشخصية والعدالة الاجتماعية وكذا تكافؤ الفرص بين المواطنين..
قد يتساءل البعض ما هي علاقة الكرة بالتنمية والتطور والعدالة، وقد يقول البعض لا مجال لربط هذا بذاك وبأن الكرة هي مجرد لعبة لا علاقة لها بشؤون حياتية أخرى، لكن الحقيقة أنها جزء من كل لا يمكن فصله عن بعضه البعض لأن الكرة هي أيضا فكر وفلسفة وتخطيط وتسيير متقن للمهارات التي تتوفر عليها البلدان العربية ولا نحسن استغلالها والاستثمار فيها، والفشل أو النجاح هما امتداد لنجاح أو فشل منظومة سياسية ورياضية واجتماعية وفكرية مرتبطة بالمجتمع برمته.
الكرة عندنا تلقى اهتماما إعلاميا جماهيريا لا مثيل له لكنها لا تحضي بالاهتمام نفسه والعناية والإتقان من طرف المسيرين والمدربين الذين تخضع خياراتهم لاعتبارات ذاتية غير مهنية لا علاقة لها بالاحترافية والكرة الحديثة ومتطلباتها الفكرية والعلمية فتجد السعودية مثلا تقيل مدربها الذي قادها إلى المونديال قبل أشهر قليلة من الحدث، وتجد مصر تصر على الاعتماد على نجمها محمد صلاح وتقحمه مصابا رغم أن المنتخب لعب مباراة جيدة أمام الاورغواي من دون صلاح، وتجد نفسك لا تفهم بعض الخيارات الفنية والتكتيكية لنبيل معلول وهيرفي رونار.
قد يقول البعض أيضا بأن خروج المنتخبات العربية هو أمر طبيعي وعادي في ظل الصعوبات التي واجهتها منتخبات اسبانيا، البرتغال والأرجنتين للمرور الى الدور الثاني لكن الأمر مختلف تماما بين منتخبات عملاقة تتعثر لأسباب ظرفية ومنتخبات عربية تنفق الكثير المال دون أن تقدر على مسايرة المستوى العالي وتخرج في كل مرة تجر أذيال الخيبة وتجعلنا نندم على التأهل والمشاركة في أكبر محفل كروي عالمي.
قد يقول البعض الآخر أن المنتخبات الافريقية لا تختلف عن نظيراتها العربية في نوعية المشاكل التي تتخبط فيها ومع ذلك تحقق نتائج أفضل من العرب على غرار ما تفعله نيجيريا والسنغال وقبلهما غانا وكوت ديفوار والكاميرون، لكن العكس هو الصحيح فالمنتخبات الإفريقية كان بإمكانها الوصول دوما الى أدوار متقدمة لو كان التسيير والتنظيم والتخطيط في مستوى المواهب التي تملكها القارة السمراء والتي تبقى نتائجها دائما أفضل من نتائج العرب في النهائيات في وقت لازلنا نراوح مكاننا ونرتكب نفس الأخطاء رغم مشاركاتنا العديدة في نهائيات كأس العالم وقدراتنا المادية والبشرية التي تفوق قدرات آيسلندا مثلا..
العبرة ليست بالعدد ولا بالأموال المصروفة، والتخطيط للنجاح ليس ظرفيا مرافقا لما قبل الحدث بل إنه منظومة متكاملة تلعب فيها التفاصيل دورا كبيرا، ونحن العرب في غالب الأحيان نهمل التفاصيل الخفية لأنها لا تهم اعلى الأقل لأنه في نظرنا لا تظهر في الواجهة ، على الرغم من أن آيسلندا أظهرتها التفاصيل إلى العالم كصورة نمطية ترابطت فيها الكرة بجميع مكونات البلد، آيسلندا مثال يستحق البناء عليه لمن يبحث عن النجاح الدائم لا الظرفي … العرب سيقولون كالعادة سنرى وسنفكر بعد اربع سنوات!!
إعلامي جزائري
حفيظ دراجي
الاعلام المصري ما زال مُصراً على أن سُكان ايسلندا أقل من سُكان حي متوسط بالقاهره ويتناسون أن عدد سكان اسرائيل أقل من أصغر
محافظه مصربه
بعضنا يتقن جلد الذات بشكل غريب ويتجاهل أنه لم تصل لمونديال 2018 أكثر من مائة دولة بينها دول عريقة بكرة القدم بينما وصلت 4 منتخبات عربية وهو بحد ذاته إنجاز كبير جداً يستحق التشجيع للبناء عليه، وكما أن أي من تلك المنتخبات لم تنتقل لدور ال 16 فمن المعروف أن منتخبات 12 دولة أخرى عريقة بكرة القدم وصلت لمونديال 2018 ولكن لم تصل لدور أل 16 أيضاً، إذن يجدر بنا التشجيع بدلاً من جلد الذات خاصةً من قبل مواطني دول عربية لم تصل أصلاً لمونديال 2018 ولكنهم ملأوا وسائل التواصل الإجتماعي عويلاً أو شماتة بالعرب.
*ما زلت أردد أن وصول
(4) فرق عربية لكأس العالم
إنجاز تاريخي لكرة القدم العربية
ويمكن البناء والاستفادة منها
للمستقبل.
*شبعنا إحباط وحان الوقت للتفاؤل
والنظر لنصف الكوب المليء بالماء..
سلام
السيد حفيظ الدراجي
شكرا على المقال و الذي يصدر من مرجعيه تعرف الامور من داخلها , لقد اتحفتنا بالتغطيه للمباريات و ها انت تتحفنا باتحليل العلمي و بالوقائع و الامثال على سبب خسارة العرب و خروجهم مبكرا دون تحقيق اي نتيجه كانت متوقعه من الجمهور العربي و الذي رافق المنتخبات العربيه بكل احاسيسه و مشاعره. صحيح ان الجمهور العربي يعرف سقف التوقعات ونعلم امكانياتنا و مع هذا كان الجمهور ينجذب و يتفاعل مع الدعوات التي انتجها اعلاميو المنتخبات العربيه من ان التوقعات كبيره والحظوظ كبيره ان كان على مستوى اللعب او مستوى اللاعبين من المنتخبات.
للاسف تعرض الجمهور الى خيبة امل بسبب النفخ الزائد في التوقعات و النفخ الزائف في امكانية تحقيق النتائج فاتت الخساره بخسارتين الاولى التوقعات العاليه و الثانيه المستوى الهزيل الذي تم تقديمه و الذي لو حللناه لا يتناسب مع الامكانيات الفعليه لاي فريق
كان من الممكن تقديم اداء افضل من هذا لولا ان المباريات هي ليست مهارات آنيه يعرضها اللعب في حينها بل هي منظومه متكامله من التحضيرات و التخطيك و التدريب و الدراسات و هي كمل كان متوقع فشلت لاننا نعيش ضمن منظومة سياسيه و اجتماعيه فاسده و التعس من هذا و ذاك ان البعض يحمل الجماهير و المشجعين مسؤولية الخساره لان الجمهور اخطأعندما تطلع الى احلام يقظه في بلاد الكابوس هو الاعراف . و فاشل في كل شيء وفي كل يوم في مجتمعه فحتما سوف يفشل في الرياضه ايضا.
و لكن الاهم من هذا كله اننا و بحق نجحنا وحتى الأن في روسيا 2018 بشئ و هو التغطيه البارعه لمعلقين و محللين البين سبورت و هذا الشكر يعود لكم و لامثالكم استاذنا الكريم
ممتازة جدا منك يا حفيظ هءا هو الكلام الصائب ونتمنى لك دائما النجاح
كنا نتطلع ان تحقق المنتخبات العربية في منديال روسيا افضل النتائج لكن حصل العكس فكانت اسوأ مشاركة على الاطلاق ولم تتمكن ايا من هذه الفرق ان تتخطى الدور الاول تاركة المجال لاولي الاختصاص واعني به الفرق والدول التي لها ديع وصيت في مثل هذه التضاهرات العالمية , واعني بها الدول التي لها خطط وبرامج علمية في تهيئ الظروف المناسبة لفرص النجاح والتالق .فمن غير المعقول ان تكون مؤشراتنا ضعيفة في جميع الميادين سواء كانت اقتصادية او سياسية لتعطينا نجاحا في المجال الرياضي فالكل مرتبط ببعضه .اننا نذهب الى كاس العالم ونحن متيقنين اننا سوف نعود بكل الخيبات وهذا ما حصل .الا في بعض الاستثناءات التي حصلت اعوام 86 مع المنتخب المغربي .و1994 مع المنتخب السعودي دون ان ننسى التالق الكبير للفريق الجزائري سنة 2014 .
في كثير من الاحيان ..اخي حفيظ..نقوم بربط الاخفاقات او النجاحات في المجالات الرياضة…بالواقع السياسي والاقتصادي الموجود في البلدان التي تنتمي اليها الفرق والمنتخبات والرياضيين الذين حصلوا على تلك النتاءج…وكاننا نجزم بان الديموقراطية والتطور هما شرطان في الوصول الى افضل المراتب…وهو امر غير صحيح في كثير من جوانبه…ونسبي الى ابعد الحدود…؛ فهل نسينا ان البرازيل مثلا فازت باكبر عدد من المونديالات في ظل حكم عسكري فاسد….واقتصاد متخلف…قبل ان ينتخب رءيسها المسجون حاليا الذي حقق طفرة نوعية في المجال الاقتصادي…؟؟؟ وهل نسينا ان الارجنتين فازت سنة 78 بكاس العالم في ظل انجس ديكتاتورية عسكرية دموية…ازهقت ارواح الصفوة من شباب البلد…؟؟؟ وهل نسينا ايضا ان كينيا وهي من اكثر بلدان القارة ظلما وفسادا….هي الاكثر فوزا بالعاب القوى على المستوى الدولي في المسافات المتوسطة والقصيرة….وان المانيا الشرقية حققت في ظل الحكم الشمولي افضل النتاءج التي لم تصل اليها المانيا الموحدة الى حد تاريخه….؟؟؟؟ ثم ما فاءدة ان يكون لك فريق متميز جملة وتفصيلا …وتؤدي احسن المقابلات لعبا وتقنية ومهارة…؛ ويسلم مصيرك الى حكام فاسدين…وجامعة دولية محترفة للتزوير والتزييف…وطبخ النتاءج…وتوجيه المسابقات…؟؟؟؟ اعتقد ان ماحصل للفريق المغربي في المونديال الحالي ..هو دليل على اننا بصدد متابعة فصول احدى اسوء المسرحيات المطبوعة بالرداءة…وان الرياضة هي اخر ما يمكن الكلام عنه في ظل تحكم مؤسسات واشخاص …لايهمهم سوى المكسب المالي …وتضخيم الارصدة الشخصية..في الحسابات السرية…وشكرا اخي حفيظ..
لا يا سيد سامح من الاردن فهدا ليس انجاز تاريخي بل نحن منهزمون في كل شيء ومتاخرون على كل الجبهات فلا يجب ان نكدب على انفسنا ونجعل من وصول فرق عربية الى نهائيات المونديال انتصار وانجاز تاريخي.
المغرب وأيسلندا … فريقان يستحقان الاحترام … حرص اللاعبين على الكرة التعاونية امتعنا … وأثبت ان الكرة التي تلعب بروح التعاون هي الأمتع دوما … المانيا غادرت بلا أسف وانا من مشجعيها … في كرة القدم وعند دخول اللاعب الى الملعب يجب ان ينسى الجمهور وشهرته ومطلوب ان يحافظ على التعاون وروح الفريق … وبذلك فقط نفوز او نخسر بعدالة …