اطلاق السجينات: الاستبداد السوري والعار العربي!

حجم الخط
25

أبعدت أجهزة أمن النظام السوري 64 سجينة بينهن لبنانية وثلاث فلسطينيات (اضافة الى 12 جثث لنساء معتقلات قضين تحت التعذيب) بعد اطلاق سراحهن من سجونها حسب ما ذكرت الأنباء أمس.
احدى هؤلاء السجينات هي المدوّنة السورية طلّ الملوحي التي اعتقلت بعمر 18 عاماً بعد ان وجهت رسالة عبر موقع الكتروني للرئيس السوري بشار الأسد لأنه ‘كرئيس يحتم عليه منصبه وقف الفساد المستشري’ مذكرة إياه ‘بما قطعه من وعود’! وكان ذلك عام 2009 أي قبل اندلاع الثورة السورية بعامين.
تختصر قصة طلّ الملوحي حكاية الشعب السوري مع النظام ووحشيته فهي تقول إن اي إشارة توجه للرئيس، حتى لو كانت من شابة صغيرة بعمر الورود، لا يعاقب عليها باحتجاز حريتها فحسب، بل تحطيم أية ذرة من كرامة او حقوق او سمعة الفتاة المعتقلة.
جريمة التعرض الى رمز الطغيان السوري وجبروته الأوحد تستلزم، بحسب حسابات الأجهزة الأمنية الحارسة للنظام، عقوبة من طراز رهيب بحيث يتكرّس الرئيس باعتباره رمز القمع الذي لا تمكن معرفة حدود أقاصي عقابه.
لا يؤمن النظام السوري بعقاب يساوي ‘الجريمة’، فقد استنّ عرفاً هائلاً للعقاب يجاوز التخيّل وجعله مع تدمير مدينة حماة عام 1982 والبطش بأهاليها أمثولته التي ما فتئ يعيدها ويكررها على السوريين حتى عمّمها ليجعل سورية، حسب تصريح للاقتصادي السوري ايمن طباع في مؤتمر بلندن، في وضع أسوأ من وضع المانيا المدمرة بعد الحرب العالمية الثانية.
بعد اعتقال الفتاة بسبب مناشدتها البريئة للرئيس السوري، قامت أجهزة النظام بالسخرية والتحقير لكل ردود فعل التضامن الدولية معها من خلال اتهامها – وهي فتاة مسلمة ملتزمة ومحجبة – بعلاقة جنسية مع أجنبي وبالتجسس ‘لصالح دولة اجنبية لقاء مبالغ مالية’، وكأن الدول الأجنبية بحاجة لتجسس مدوّنة انترنت شابة وهي القادرة على شراء ذمم كبار المسؤولين!
تثير المرأة التي تواجه الأنظمة المستبدة كوامن الغريزة الوحشية وانحطاطا فظيعاً في الخيالات الجنسية لدى ضباط وعناصر سلطات الاستبداد الأمنية ووسائله الاعلامية – الأمنية، فتقوم باستهداف النساء بصفتهن عناصر تحت – انسانية مخلوقة ليمارس عليها الاضطهاد والقمع الجسدي والجنسي والنفسي.
اشتغلت أجهزة إعلامية تابعة للنظام السوري وأخرى لبنانية وجزائرية وتونسية ومصرية بل وتركية أيضاً على كيل الاساءات وتلفيق القصص التي تسيء الى كرامات السوريات وشرفهن.
وبعد ان تراجع فيض اتهامات الدعارة والحمل الجماعي للاجئات تفتّق العقل الأمني الاعلامي عن خرافة ‘جهاد النكاح’، التي صارت علكة أثيرة ‘يجاهد’ في بذلها وتداولها كل من له ثأر ليس مع السوريات فحسب بل مع الثورات ومفهوم الجهاد الاسلامي أيضاً.
استهداف النظام السوري للنساء فاق حدود البشاعة التي يمكن تخيلها، فقناصته المستأجرون من دول بعيدة، مكلّفون، حسب ما أكد الطبيب البريطاني ديفيد نوت الذي عالج المرضى في سورية ووثق الجرائم بصور اشعة طبية، بقتل الأجنة داخل بطون أمهاتهن.
تدفع النساء السوريات ثمناً باهظاً ورهيباً لتجرؤهن على قول لا للاستبداد، لكن الأقسى ربما من الاعتقال والتنكيل والتعذيب والقتل وفقدان الأبناء والأزواج في وطنهن السوري وعلى أيدي شركائهن السوريين في المواطنة هي تلك المطاردة المهينة للاجئات السوريات وازواجهن وابناءهن في بلدان اللجوء العربية من خلال اعتقالات العار التي تنفّذها بعض الأنظمة الشقيقة للاجئين فيها، واطلاق النار على سفنهن الهاربة الى المنافي، وموت السوريين والفلسطينيين في عرض البحار مذلّين ومهانين ومطاردين لأنهم تجرأوا على رفع راية الحرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول شرف القبيلة:

    نشكر القدس العربي على وقوفها مع الشعوب ضد الجلادين
    فهذة هي مهمة الصحافة الحرة الابية بينما الصحف الصفراء مهمتها الدفاع عن الجلاد و ترويج الاشاعات ضد الشعوب كاشاعة “جهاد المناكحة ” فهذة الاشاعة تضهر الوجه القبيح لتحالف المخابرات مع الاعلام القبيح لينتج مصطلحات تنال من الاحرار والضحايا وتشويههم معنويا بعد ان شوههم النظام الاجرامي بقذائفه وصواريخه على ارض الواقع
    ثم الذي يتباكى لوجود النصرة وعناصر القاعدة في سوريا نقول له ومن الذي اى بالنصرة الى سوريا غير النظام المجرم الذي ابى الا ان يعذب الاطفال ويسجن الحرائر ويمارس ابشع انواع الاجرام بدلا من التفاهم مع الشعب والخروج بحل يرضي الشعب السوري ويحافظ على مقدرات سوريا !!
    هل سمعتم يا سادة ان هتلر ضرب باطنان المتفجرات على بلده
    طبعا لا ولكن بشار فعل
    هل سمعتم يا سادة ان هتلر سجن شعبه وعذب حرائر بلاده
    طبعا لا ولكن بشار فعل
    هل سمعتم يا سادة ان هتلر بادل رعايا شعبه المسجونين في سجونه برعايا دول اخرى ؟
    طبعا لا ولكن بشار فعل
    هل سمعتم يا سادة ان هتلر سمح بكل حثالات العالم باحتلال بلده وقتل شعبه ؟
    طبعا لا ولكن بشار فعل

  2. يقول عاطف - فلسطين 1948:

    نعم يجب ازالة هذا الطاغية السفّاح

  3. يقول فوكاش:

    بلغت قسوة وسطوة النظام السوري وحلفائه حداً فاق كل تصور ممكن: لقد عتى النظام عتواً كبيراً وتعدى كل الحدود الشرعية والقانونية وعلناً وبلا أخلاقيات: ذروة الفساد في أرض الله أرض الأنبياء المباركة: قمة البهتان السياسي والحنق العسكري والكراهية المفتوحة: إنه إرهاب الدولة الأمنية المقنن الذي يستوجب الفتح لتحرير من بقي من السوريين: الحذر أن يسقط سنة سوريا لأن بعد سقوطهم سيتسارع مفعول الدومينو على كل الدول الإسلامية

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية