تعقيبا على مقال واسيني الأعرج: مثقفو التطرف وأداته
تصاعد الوعي
التطرف مصدره ثقافة عالمية تنشرها دوائر فكرية وإعلامية وفنية نافذة، تتغذى على ما يرمى لها من عظام وفتات من موائد التيار الرأسمالي الليبرالي المتطرف لرعاية الرُّهاب من العرب والمسلمين والإسلام، ودأب الليبراليون المتطرفون بالتعاون مع الصهيونية والمحافظين الجدد على استعمال هذه الثقافة الترهيبية لتحضير الأجواء قبل شن الحروب على العرب والمسلمين، من أفغانستان إلى العراق واليوم على إيران.
والأخطر أن بعض الأنظمة العربية الخانعة لها، كانت تشارك بأموالها وجيشها في هذه الحروب، أما اليوم فهي من تدعو لهذه الحروب وتحبك المؤامرات للتحريض على شنها، ولا شك أن هوليوود ومفكرين صهاينة ويمينيين متطرفين لعبوا دورا هاما في تشويه صورة العرب والمسلمين والإسلام للإبقاء على الجاهزية الأيديولوجية لشن الحرب عليهم في أي وقت، ورغم تصاعد الوعي لدى الإنسان الغربي ببطلان هذه الادعاءات، إلا أن الدوائر الرسمية التي تملك المال والسلاح والإعلام والسلطة وفي مقدمتها أمريكا ومن تبعها في بريطانيا وفرنسا وحتى ألمانيا لا زالت تمسك بزمام العـداء والتحـريض ضـد المسـلمين والعرب.
لكن يبدو أن ترامب هو آخر رئيس للكراهية والعنصرية والإمعان في إنهاك مصالح الشعوب العربية والإسلامية عن طريق التلاعب بالأنظمة التي وضعتها بريطانيا وفرنسا في دول المشرق والمغرب العربيين، وأن وجودهم بات قاب قوسين أو أدنى من الإنهيار والإندثار لتسترجع الشعوب حريتها وكرامتها وفرض خياراتها.
بوعلام الحرّاشي